الأحد، 10 أبريل 2011

القلب ::: شعر ::: صبري الصبري

القَلْب

***
شعر
صبري الصبري
***
صاحبت قلبي في رياض  تَمَتُّـعِ
بربيع شدو شاعـري مُمْتِـعِ  !
فالقلب يهوى ما يشاء  وطبعـه
طبع التقلُّب في سيـاق تسـرُّعِ
هو مضغة الإنسان طابت بالتقى
بسلوك قلـب للمهيمـن  طَيِّـعِ
قلـبٍ منيـبٍ تائـبٍ  مستغفـرٍ
نَضْرٍ .. رقيقٍ . . خاشعٍ بتَضَرّعِ
وكذا يسوء بما يسيء .. بعشقه
نار الفتون تشب بيـن الأضلـعِ
ويقيـم فيهـا باتصـال تلهّـف
بغرام صَـبٍّ بالصبابـة مُولَـعِ
هو ثوبنا الملبوس شع  بريقُـه
ببياض ثوب باللبـاسِ الأنصـعِ
أو ثوبنا المنكوب يُنْكَـتُ نَكْتَـةً
سوداء سـادت بافتقـار مدقـعِ
قلبٌ ملولٌ مـا يُـرَوَّح  ساعـة
يصغي .. يعود لصفوه المتربِّـعِ
فالقلبُ عضو كالصنوبر  سمتـه
بالصدر يسكن في كريم الموضعِ
بالصدر إسـلامٌ وحفـظٌ  ذاكـرٌ
ومجالُ وسواس بهمس موجـعِ
بالقلب إيمانٌ .. تعقُّل ..  سمعنا
وبصيرة تـودي لخيـر تـورُّعِ
وشغاف قلـبٍ موضـع لمحبـة
للخلق نعشقهـم برغـم تنَـوُّعِ
وكذا الفؤاد برؤية الحـق الـذي
نسمو به نحو العـلاء  الأرفـعِ
وعلوم ديـن بالسويـداء التـي
ضاءت بديـن للبديـع المبـدعِ
وبمهجة القلب التجلّي  أشرقـت
بصفات نـور مُفَـرِّقٍ وَمُجَمِّـعِ
ومحبـة الحـقِّ العَلِـيِّ بحَبَّـةٍ
للقلب ربي ذي الجلال الْمُوسِـعِ
تلك المراتـب سبعـة  لقلوبنـا
طبْقات ترتيب بنبـض  مُسْمِـعِ
فيه الترَّقي في المراقي بالهـدي
بتقى النبيه العبقـري اللوذعـي
يمتاز بالقلب الصدوق  ويعتلـي
بالعلـم ذروة مستفيـد  ألمعـي
يحيـا سعيـدا ذا لُبَـابٍ ثاقـب
بالخير في دأب برهـف تَسَمُّـعِ
يمتاز بالحسنى .. سجايا  ذاتـه
تشتاق للبـر الطهـور الْمُنْجِـعِ
ويقوم منتصبـا بطاعـة  ربـه
متبتـلا قبـل ابتـداء المهجـعِ
راجت تجارتُه بسـوق  حياتـه
برباح فـوز بالصـلاح  مُنَـوَّعِ
ويكون مقياسـا لقلـب  راشـد
بمحاسن شتـى لهـدي مُشَفـعِ
ويعيش عيشته كريمـا مسعـدا
فـذا بهيئـة خاشـع متـرفِّـعِ
أكرم به قلـب الكـرام  براحـة
يحيا برتع فـي بهيـج المرتـعِ
أنعم بها تلك القلـوب بحسنهـا
وجمالها في بهجـة المستمتـعِ
أحبب بها زانت صدورا بالصفـا
بين الخلائق بالنهى المستجمـعِ
أما الذي همل التـأدب  بالضيـا
والبر .. يهوي بالهوان  المفجعِ
ويعيش محتار الفـؤاد  مشتتـا
بين المصائب بالعنـاء المفـزعِ
وينال عاجلـة اشتهـاء  كلمـا
عنَّت يهم بالاستبـاق  الْمُقْـرعِ
ويسير سيـر المستهـام بلـذة
بخطى المهانة في طريق  مضيِّعِ
بارت تجارتُـه بسـوق حياتـه
وثوى حسيرا باحتقـان توجُّـعِ
تلك القلوبُ تحجَّـرت  أهدابهـا
أوصالها عجـت بفكـر  تَمَيُّـعِ
صدئت وتحتاج الجـلاءَ مجـددا
بجلاء توبتها بسعـي المسـرعِ
يا ويح أقفال القلوب إذا  هـوت
تخوي بصفصفها بقـاع  بَلْقَـعِ
بئس القلوب إذا تخلت عن  هدى
بئس الخوافق في رهيب تَمَـزُّعِ
تمضي بمضمار الذنوب بنهمهـا
دون ادكـار أو قليـل  تَمَـنُّـعِ
تختل بالأدواء .. تعتم ..  تقتدي
بالإفك في خسر بشـر  تقوقـعِ
يا خبث شيطان القلوب يمصهـا
مصا بأخبث راضع أو  مرضـعِ
فعدونا الملعـون يفتـك خفيـة
بالقلب في مكر الكذوب  المُدَّعي
فاعلم لقلبـك كنهـه  ومرامـه
كي ما تكون بالارتقـاء  الأروعِ
وتجنّب الأهواء تطغـى  طالمـا
حلـت بقلـب بالبـلاءِ مُـرَوَّعِ
صاحب فؤادك راشدا  مستذكـرا
بذكـاء يقظـة نابـه متـوقـعِ
بالحبِّ بالشوق الطهور  قلوبنـا
تشدو كطير في جميـل الأفـرعِ
بغديرهـا التحنـان وِرْدَا رائقـا
بصفاء نبـع بالمحبـة  مُرْتَـعِ
بالحب ترتفـع القلـوب لـذروة
فيحاء في حسن بعذب  ترعـرعِ
يا سمع آذان القلـوب تسمعـي
قولي وكوني بارتقـاءات معـي
إني سأجعل من قصيدي  مرتعـا
للحب هيا فاستجيبي وارتعـي !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق