السبت، 5 يونيو 2021

ترانيم عاشق

 ترانيم عاشق

***
شعر
صبري الصبري
***

مصر الحبيبة سـوف تبقـى مقصـدا
للخيِّريـن عـلـى امـتـدادات الـمـدى

ولـسـوف تبـقـى معلـمـا متحـضـرا
عـذبــا نـديــا للـخـلائـق مــرشــدا

فيهـا المـبـادئ والتخـلُّـق بالـهـدى
نـهـجـا قـويـمـا للهدايـــة مـــوردا

تـهـدي البـريـة نـورهـا وضيـاءهـا
وتـبـث فــي أرض الحـيـاة تـــوددا

وتصالـحـا بـيـن الأنـــام ورحـمــةً
وتقاربـا فـي الخـيـر يـربـو مـزبـدا

لـن يعـرف النيـل الطهـور مفـاسـدا
فيـهـا تـضــم المسـتـبـد المـفـسـدا

لـن ينظـر الـهـرم الأشــم عصـابـة
تحوي اللصـوص يجـردون المعبـدا

لن يشخص الروض النضير بحقلـها
فـــلاحَ حـقــل بـالـعــراء مــمــددا

لـن يرقـب التصنيـع عامـل مصنع
باللهو يـتـرك خــط إنـتـاج ســـدى

ستهـب مـصـر رجالـهـا ونسـاؤهـا
ببـكـور صـبــح مسـتـحـمٍ بـالـنَّـدى

فشبابـهـا قـامـوا بـثــورة نـهـضـة
فيحـاء لاقـت فــي عـلاهـا الفـرقـدا

تمتـاز بالإخـلاص فــي زحــف به
حـلَّــت نفـوسـهـم طـواعـيـةً يـــدا

مـن أجـل مصـر فنـاؤهـا وبقـاؤهـا
فالشعـب مـن أجـل الصـلاح تجـرَّدا

مصـر القديـمـة لا يــزال ضيـاؤهـا
رغـــم الـفـسـاد بـريـقـه مـتـجـددا

بـزَّت صنـوف المفسديـن ودمــرت
عـرش الـظـلام لهيـبـه قــد أُخْـمِـدا

وتـلاحـق الـزلـزال يقتـلـع الـدجـى
مـن كــل شـبـر كــان فـيـه مقـيـدا

واستنـقـذ التحـريـر مـصـرا كـلـهـا
مـن أسـر طغيـان تجاسـر واعتـدى

واستـعـذب الـثـوار ثــورة شعبـهـا
أضحـى بـأرض الله ربـي المنـتـدى

فالـكـون هـلَّـلَ بانـتـصـار سـاحق
للشعـب فـي هـذا الفخـار تـوحَّـدا !

وأزاح بـهـتـان الـمـظـالـم عــنــوة
قـد كــان بهتـانـا فظيـعـا أســودا !

شعـب أصيـل يرتقـي مـرقـى الـعـلا
بالـعـزم أسـعـده الـعــلاءُ وأسـعــدا

فحضـارة الإنسـان فـي مصـرٍ لـهـا
سـبـقٌ يسـابـق للحقـائـق مـشـهـدا

فنـقـاء (إخـنـاتـون) يـشـهـد أنـنــا
بالنـور ندحـض مستطـيـرا ملـحـدا

وصـفـاء سـيـدة النـسـاء بمصـرنـا
بسـنـاء (آسـيـة) اليقـيـن تـفـصَّـدا

عــن در يـاقـوت النفـائـس تـبـره
يلـقـى ببـاقـات الجـمـال زبـرجـدا !

وشجاعـة الإنسـان فـي مصـر لهـا
صـوت يجلجـل بالحقيقـة والصـدى

في وجه فرعون الكذوب ب(غافـر)
مصـريُّـنـا الـمـقـدام قـــام مُـؤَيَّــدا

بـالـحـق والآلاء يـصــدح جــهــرة
بالـعـدل حـــرا واثـقــا مستـشـهـدا

بمـجـامـع الآيـــات كـانــت حـجــة
بـثــت ذكـــاء بالقـريـحـة مــوقــدا

ستظـل مصـر علـى الـدوام مـنـارة
للناس تهدى مـن بشاطئهـا اهتـدى

أو رام أزهـرهـا الشـريـف لعـلـمه
يـأتـي مُـرِيـدا بالضـيـا مسـتـرشـدا

وسطـيّـة الإســلام ينـهـل بالـتـقى
نـبـعـا جـلـيـلا لـلــورى مــتــوردا

يصـفـو بتوحـيـد الإلـــه وشـرعــة
عصـمـاء للرحـمـن يكفـيـه الـعِــدا

وبسنـة الهـادي البشيـر المصطفى
طـه الـرسـول الهاشـمـي (محـمـدَ)

مصر الجديدة سوف يشـرق نورهـا
شمسـا وبـدرا فـي الفضـاء مجـددا

ستـقـود قافـلـة الحـضـارة مثـلـمـا
قـادت وكانـت للحضـارة مقـصـدا !

ستـنـيـر أذهـــان الـعـبـاد إنــــارةً
تهـديـهـمُ فـكــرَ الـفَــلاحِ مُــسَــدَّدا

وسيـزحـف الـثــوار للـبـيـد الـتي
ظـلـت دهــورا مستـبـاحـا أجـــردا
للجـدب والقـفـر الشـديـد وشعبـهـا
يغـشـى رحـابـا بـالـزحـام مُـحَــدَّدا

سنـشـق أنـهـار الـرخـاء بـأرضـنـا
ونمـهـد الــدرب الصحـيـح مُـعَـبَّـدا

ونعـمـر الـبـيـداء نـــزرع قمـحـنـا
والـغـرس أيـضـا بالـغـذاء مُـعَــدَّدا

والقطـن يـرجـع للـصـدارة ناصـعـا
حـلــوا طـويــلا رائــعــا مـتـنـهـدا

يشـتـاق منـزلـة الأوائــل صـادحــا
بالنـصـر يـشـدو كالطـيـورِ مـغـردا

يــروي حكايـتـه القـديـمـة حيـنـمـا
كـان المبجـل فـي النضـارِ المـفـردا

مصـر الجديـدة لـن تهـاب عـدوهـا
سـتـرد خصـمـا للحـقـوق مـهــودا

ستـعـود أمـــا للـعـروبـة والـدنى
نـهـرا سـخـيـا بـالأطـايـب مـوفــدا

بالحـب والأشــواق والخـيـر الـذي
يـجـري بـــآلاء الـجـمـال مـوطــدا

ربــــاه هــــذي أمـنـيـاتـي بـثـهــا
قـلـبـي لـمـصـر مـهـلـلا ومـوحــدا

يـرجــوك عـونــا للكـنـانـة إنــهــا
تـرجـوك ذخــرا حـافـظـا ومُـؤَيِّــدا

صلـى الإلـه علـى النبـي المجتـبى
طه المشفع فـي الخلائـق (أحمـدَ) !

والآل آل الـبـيــت ربــــي كـلــهم
والصحب ما ودق السحائب أرعدا !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق