الاثنين، 22 يونيو 2020

الْمَـوْتْ

الْمَـوْتْ
***
شعر
صبري الصبري
***
بالموت نأوي كلنا لترابِ
يثوي الجميع بمستقر غيابِ

يفنى الأنام كبيرهم وصغيرهم
الشيخ يدفن في جوار شبابِ

ونكون بالأكفان في قبر به
صمت مديد بالردى المنسابِ

تتبدل الأعضاء فينا تنتهي
فيها النضارة في نضوب رضابِ

قد يذكر الأحياء بعض مآثر
لك إن مكثت برفقة الألبابِ !

يدعو لك الأحباب دعوة راغب
في الأجر يأتي مترعا بثوابِ

وننام بالأرض التي بعناصر
منها تكونا بجوف ترابِ !

وتكون أعمال العباد رفيقة
لهمُ بأجداث ويوم حسابِ

كالروضة الفيحاء فاحت بالشذا
للمحسنين بأحسن استتبابِ

أو حفرة من نار سعر لافح
بجحيم ويل لاهب بتبابِ

والآن دب الموت جهرا بالورى
بوباء فتك قادم بخرابِ

بعموم بلوى أمعنت بسوادها
في الناس للأحباب والأتراب

عمَّت مآسيها البلاد بأسرها
بعويل إفناء بويل عذابِ

في كل يوم حتفهم بتساقط
وتتابع بعجائب الأسباب

فيروس (كورونا) المميت فياله
من حارق للعمر والأعصابِ

بمشاهد الأموات محض مصائب
حلَّت بأقسى لوعة وصعابِ

حتى الجنائز والعزاء لمن قضوا
أضحت بغير تصافح الأحبابِ

والطب أمسى خائرا مستسلما
لغوائل الفيروس ذي الأنيابِ

إن جف حلق أو ثوى بتمزق
دون انسياب طيب للعابِ

عزَّ التنفس بانتعاش تدفق
للأكسجين بواكف الإسهابِ

مات الأحبة في الوباء بشدة
أودت بحزن بالضلوع مُذَابِ

ذهبوا لبرزخهم ببلوى فقدهم
يا للتمزق في أليم ذهابِ

قد ولت الأفراح عنا قد بدت
أتراحنا بأسنة لحرابِ

وبكل صفْحات التواصل كم نعى
ناع حبيبا في فسيح رحابِ

رباه فارحمنا ...  كما عافيتنا  
في سالف الأزمان  والأحقابِ

الطف بنا يا ربنا بلطائف
فيها الدواء ميسرا بجرابِ

وارحم إلهي من قضوا يا بارئي
في جنة بالحور والأعنابِ

صلى الإله على النبي وآله
ما لاح نور من رقيق شهابِ !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق