الأحد، 3 مارس 2019

كارثة القطار

قصيدة رثاء لضحايا حادثة القاطرة المشتعلة في محطة مصر صباح يوم الأربعاء 22 جمادي الآخرة عام 1440هـ الموافق 27 فبراير عام 2019م الذي أسفر عن احتراق أكثر من عشرين شخصا وإصابة أكثر من ثلاثين في مأساة مفجعة تسبب فيها سائق مريب فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
***
كارثة القطار
***
شعر
صبري الصبري
***
يا سائق القطر المريب صدمتنا
بلظى سعير الجهل والإهمالِ

وبنار حرق بالصباح حرقتنا
بجحيم هم واكف البلبالِ

بددت أمنا في رصيف ذاخر
بالناس تسعى فيه باسترسالِ

بمحطة كانت رحابا آمنا
أضحت لهيبا هائج الأهوالِ

ماذا دهاك لكي تكون شرارة
فينا تؤجج مستطير وبالِ ؟!

ما ذنب من ماتوا؟! فأنت بسكرة
مهما حكيت مشتت الأقوالِ

أدهاك إدمانٌ مقيت فانبرى
بالغي لبك باختلال الحالِ؟!

أم أن قصدك يا سقيم جريمة
رعناء كانت من لئيم فعالِ ؟!

كم كنت فظا في حديثك لكنة
يحتار فيها سائل لسؤالِ

وبدت عليك كآبةٌ وجهالةٌ
فيها انزلقت بمزلق الأوحالِ

ماذا دهاك لكي تكون بسحنة
بلهاء تهذي بيننا بمقالِ ؟!

من بعد قتلك للأنام وحرقهم
في نار (ديزل) هائج الإشعالِ

فجعلت (مصر) بغمها وهمومها
تبكي بدمع شجونها السيَّالِ

أحزنتنا حقا فطرت قلوبنا
بصباحنا وبساعة الآصالِ

أطلقت حقد الحاقدين سموهم
جهرا تراءت في أخس توالي

أسعدتهم في كل وكر ساقط
يجمعهمُ بمفاسد الأفعالِ

بشماتة ووقاحة وسفاهة
شنوا علينا هجمة الأنذالِ

وهم اللئام المجرمون بضعفهم
وبخبثهم في خيبة ونكالِ

وبحسرة وبنكبة وبنكسة
وبذلة ووضاعة وضلالِ

ستظل مصر بشعبها وبجيشها
أم البلاد ندية الأجيالِ

وثابة مقدامة مبرورة
منصورة بمعارك لقتالِ

بصدارة وريادة وإرادة
في حفظ ربي الواحد المتعالِ

فأدم أمانك يا كريم بمصرنا
بمزيد رزق وافر وغلالِ

أغدق بها الخيرات في روض الصفا
والنيل يجرى بيننا بزلالِ

وارحم إلهي من قضوا في فجأة
للموت في خلد الهنا بظلالِ

صلى الإله على النبي وآله
ما البدر لاح بهيبة وجمالِ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق