السبت، 24 فبراير 2018

الغوطة الشرقية

الغوطة الشرقية
***
شعر
صبري الصبري
***
كُفُّوا الأذى عن (غوطة) بالشامِ
عانت جحيم القصف بالإجرامِ

دُكَّت بحقد أسود من ظالم
طاغٍ لئيمٍ فاجر الآثامِ

أضحت بقايا مدلهمات بها
نار تشب بحرقها لأنامِ

وقنابل تهوي بأرتال اللظى
فتحولت لمقابر وركامِ

وتلونت بسوادها ودمائها
بمشاهد موفورة الإيلامِ

فالموت يأتيهم عيانا حاصدا
أرواح أطفال بسوء حِمَامِ

ونساء (غوطة) باجتثاث حياتهم
ورجالهم بالمستطير الدامي

فالمجرمون تجبروا بعتوهم
وبغيهم بسفاهة الأحلامِ

جهرا تمادوا بانتهاك صارخ
لحقوق أهل شريعة الإسلامِ

من كل فج قد أتوا بمصائب
للشام .. بادت نضرة بالشامِ !

فالكل يهوي بالقذائف والهوى
بربوعها بضراوة الإعدامِ

يقتص منها ما يشاء مفتتا
روضاتها بالسر والإعلامِ

يا ويح لص غادر متلصص
مترقب لغنيمة استسلامِ

بحطامها يهنى بخسر لافح
في أرضها بمهانة استقسامِ

في لهوهم بالمنكرات تأهبوا
بمقامرات سياسة الأزلامِ

والحاكم العربيد يقصف مثلهم
شعبا ثوى في ربقة الآلامِ

تبا لمن رام الكراسي لُطِّخت
بدماء نزف الشعب بالإحكامِ

ماذا جنيت من التجبر والردى
إلا المآسي أطبقت بزؤامِ ؟!

واللاجئون على امتداد بسيطة
حلوا ببرد قارس بخيامِ

أهل الحضارة والنضارة والعلا
صاروا بأرض مثلما الأيتامِ

ما بين إرهاب مقيت طاعن
في المهلكات بعتمة الأفهامِ

ومجون أفكار السياسة خططت
للحرب في الشام العزيز السامي

خارت منارات التألق وانتهت
ما كان فيها سالف الأعوامِ

ربعا فربعا كل شيء ينتهي
من مرتقاه لأسفل الأقدامِ

ومصانع التسليح تلقى ساحة
لتجارب في مستباح زمامِ

يا ويلهم يوم القيامة طالما
عمدا أرادوا مقتل الأقوامِ

والآن (غوطة) شامنا بحرائق
شتى بقصف قذائف للئامِ

فالطف إلهي إنهم في كربهم
يرجون عيشا طيبا بسلامِ

صلى الإله على النبي وآله
ما البدر شق دياجر الإظلامِ !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق