الخميس، 11 يناير 2018

لا فُضَّ فُوك

لا فُضَّ فُوك
***
شعر
صبري الصبري
***
(لا فُضَّ فُوكَ) ولا عَدِمْتَ كَلامَا
عذبا يداوي للأنام كِلامَا

واسترسلت منك الحروف ندية
مخضرة بأريجها تتنامى

وتتابعت منك القصائد نضرة
منبثة أطرافها تترامى

يشفي بها الإنسان نهم غليله
فبها أغثت بغيثها الأفهاما

وبها اتسقت مع الحياة مواكبا
أحداثها مستلهما إلهاما

صحوا مديدا باهرا مستبشرا
مستغرقا متأملا مِقْدَاما

بالشعر توقظ أمة خيرية
تغفو تعاني بالبلاء مناما

تحنو عليها بالقريض معالجا
فيها الأسى والعجز والإيلاما

هيا انهضي وتقدمي وتميزي
وتصدري يا أمتي الأقواما

وبعالم العلم السريع تسارعي
وتواصلي كي تسهمي الإسهاما

قد كان ماضيك المجيد حضارة
شعت لكل العالمين نظاما

وتحضرا وريادة وثَّابة
وتكاتفا وتآلفا وسلاما

حقا تقدمنا وصرنا كلنا
في ركب أرباب العلوم أماما

شيئا فشيئا أصبحت أقدامنا
خلف الجميع نكابد الأسقاما

ونغوص في وحل التخلف عنوة
نلفى به التعذيب والآلاما

هذا لأن عيوننا في زيغها
يا أمتي عن شرعنا تتعامى

وإذا تحيد عن الضياء فإنها
سترى بسوح المنكرات ظلاما

وتعيش بالفتن الشديدة أطبقت
سرا وجهرا أقدمت إقداما

شلَّت بحيرتها العقول ترنحت
صحبت بزلة وقعها الأقداما

مادت حضارتنا وولى مجدنا
والعز رافق في الكرى الأحلاما

واستسلمت أمجادنا بعتادها
لعدوها ــ يا للأسى ــ استسلاما

أضحت مصائبنا بنزف جروحنا
بأنيننا بالموجعات جساما

وتساقطت تترا صروحٌ طالما
ضمت لنا بالسابقين أناما

وابدأ بـ(أندلس) الجمال ترقرقت
فيه المحاسن بالشجون سجاما

نبكي على الأطلال فيها شاهدت
فينا الأوائل أعلمت إعلاما

أبطال زحف أشهرت بيقينها
في وجه أعداء الضياء حساما

صرنا فلولا من بقايا عهدهم
لعدونا الطاغي هنا خُدَّامَا

واذكر صليبهم بحملات أتت
بالظلم تنشر بيننا الإعتاما

بمجازر بـ(القدس) تسفك أمننا
وتحيل كل المنشآت ركاما

ودماؤنا سالت بضيمهم لنا
والشرق ضم لغربهم أعلاما

و(صلاحُ) جاء بعزمه بجهاده
ليذيق أتباع الصليب حِمَامَا

و(القدس) عاد لأسرهم بقيوده
عاني بأغلال الظلام لئاما

ما أكثر الأوجاع يا أهل الضيا
جهرا نعاني القهر والإظلاما

(لا فُضَّ فُوكَ) وأنت صوت حقيقة
بالصدق أحكم بيننا إحكاما

وتحث أرباب النقاء لهمة
قادت بنصح بيِّنٍ أقلاما

يعلو نِدَاها بانتباه لازم
للمسلمين فيتبعوا الإسلاما

وتعود أمتنا لماضي عزها
لتكون للكون المديد إماما

بوضاءة الشرع الشريف بنضرة
وسماحة وتطبق الأحكاما

(لا فُضَّ فُوكَ) بسبق قولك دائما
وكذا بختمك للقصيد ختاما

صلى الإله على النبي وآله
ما لاح بدر في الفضاء تماما !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق