الاثنين، 25 ديسمبر 2017

مكتبة الأقصى

مكتبة الأقصى
***
شعر
صبري الصبري
***
شاهدت مكتبة الضيـا المتلالـي
في قلب أقصانا الحبيب الغالـي

وشخصت جوهرها النفيس بدمعة
سالت على خد الكتـاب البالـي

وسجـل تاريـخ قديـم يمتطـي
ظهر الغبـار بقبضـة البَلْبَـالِ

وكنوز مجد قد تشتـت بالضنـا
والقـهـر والآلام والـزلــزالِ

وسطور عز قـد تجمـد خطهـا
ومدادهـا بدفـاتـر الإهـمـالِ

وغلاف ذكرى المنجزات مهلهـلا
وممزقـا بمخالـب استئـصـالِ

وحزنت في بعدي برغم سعادتي
فـي رؤيتـي لمعاقـل الأبطـالِ

من سجلوا تاريـخ إعـزاز لنـا
بجهادهـم بعزائـم استـرسـالِ

وتقلدوا نور المفاخـر أشرقـت
بضيائها مـن سالـف الأجيـالِ

كانوا رجـالا أتقنـوا فتميـزوا
بمعالـم ومـكـارم لـرجـالِ !

بالقدس عاشوا عالمين وعلمـوا
واستمسكـوا بجلائـل الأعمـالِ

وتعمقوا بالبحث طـاب مجالـه
ورحابـه وعــلاؤه بمعـالـي

صدقا تسامى بالأعالـي نبضـه
بصدور فرسان المـداد العالـي

بشموخه ضـاء الطريـق لأمـة
تأبى انسياق عقولهـا لضـلالِ

وتعلمت وحيـا طهـورا منـزلا
من ربهـا المتفضـل المتعـالِ

فاستسلمت لإلههـا بخشوعهـا
وخضوعهـا لله ذي الأفـضـالِ

وترسمت هدي النبـي (محمـد)
بمحـبـة للمصـطـفـى والآلِ

ولكل أزواج الرسـول وصحبـه
جمعا بحـب صـادق المنـوالِ

وبكـل مكتبـة تـلألأ جهدهـم
ونتاج تأليـف صفـى بجمـالِ

والقدس فينا قـد تنفـس فكـره
برقيق وعـي صـادح الأقـوالِ

كونوا لمكتبتي حماة سطورهـا
إن لم تؤمـوا ساحـة لقتـالِ !

فعدونا يرجو احتـراق سجلهـا
حتـى يبـدد موثـق استـدلالِ

ويرد حجتنـا ويدحـض حقنـا
بمزاعـم التكذيـب والإضــلالِ

ولذا يحارب كل شـيء عندنـا
في كل أصعـدة بمحـض نكـالِ

ويود سلب هواءنـا وفضاءنـا
وقلوبنـا ومـواضـع الآمــالِ

ويـزوّر التاريـخ تزويـرا بـه
ننسى الحقوق بجيلنـا وعيـالِ

ويقيم صهيون اللعيـن ضلالـه
فينـا بـزور البغـي والإخـلالِ

هيا أقيموا باتساق مـا مضـى
بالقدس من علم الزمان الخالـي

بثـوه بثـا بالفضـاء لعـالـم
أعطى ل(إسرائيل) دعـم خبـالِ

قد غض طرفا عن مآسينا بهـا
ظنوا اليهود ضحيـة استغـلالِ

ونما لديهـم وهمهـم بجهالـة
من مجرميـن بفسقهـم جُهَّـالِ

قوموا بعزم العارفين ووضحـوا
لهـم الحقيقـة بارتقـاء مقـالِ

وزنوا الأمور بحكمـة وكياسـة
بلسان صـدق بلاغـة ووصـالِ

يا قدسُ فيك ترسخـت بوثائـق
شتى نفائس مضـرب الأمثـالِ

كالدر والياقوت تصفـو للنهـى
ولمـن أراد معـارفـا بـنـوالِ

وبجوهر التاريخ سالت للـورى
بسيول عقيـان جـرت بمنـالِ

إني سعدت بما رأيت ومهجتـي
حنَّـت لـه بحقيقتـي وخيالـي

وثوى فؤادي سارحـا بربوعهـا
يمضي بمكتبة المنـى الهطـالِ

ب(النت) قد همُّوا انطلاق رباطها
هيا جميعا في خطـى استعجـالِ

إنـي لمشتـاق لرؤيتهـا كمـا
يشتـاق ظمـآن كـؤوس زلالِ

أو كالغريـب بشوقـه لـبـلاده
ولأهـلـه ولـراحـة للـبـالِ

وأرى قريبـا نصرنـا بمشيئـة
لله ربـي ذي الجـلال الـوالـي

فخذوا لذلـك أهبـة بصلاحكـم
ووئامكـم بشكيمـة استبسـالِ

ودعوا التفرق والتشرذم والهوى
وحياتكـم بلجـاجـة وجــدالِ

واستقبلوا ذاك الشعاع لمسجـد
أقصى شريف أجمـل استقبـالِ

صلى الإله علـى النبـي وآلـه
ما البدر لاح بنوره المتلالـي !!

هناك تعليق واحد: