الاثنين، 27 نوفمبر 2017

رحلة حزينة


رافقت بمخيلتي وفد مجلس حكماء المسلمين في زيارته التفقدية لمسلمي الروهينجا بتاريخ 8 ربيع أول عام 1439هـ الموافق 26 نوفمبر 2017 في معسكرات التهجير في دولة بنجلادش ووثقت ذلك في قصيدة
***
رحلة حزينة
***
شعر
صبري الصبري
***
رافقت أهل الخير بالوجدانِ
في رحلة ممتدة الأحزانِ

لزيارة الضعفاء أهلينا بهم
حلَّ البلاء بمنهج عدواني

قد هُجِّرُوا قسرا بأمر صارم
من أهل إفك عبادة الأوثانِ

(تكناف) تشهد نقلهم بقوارب
في (ناف) ينفيهم ببعد مكانِ

وفراق أوطان يكون بحسرة
مقرونة بتمزق الإنسانِ

يبقى الأسى بالنفس حتى إن ثوت
بالبعد عن وطن على الشطآنِ

نظراتهم تشكو المظالم أمعنت
فيهم بحرق لافح النيرانِ

وعتابهم يبدو علينا ظاهرا
في سر صمت القول والإعلانِ

ما أجرموا والله إلا أنهم
من أهل ملة فطرة الإيمانِ !

ما ذنبهم إلا اعتناق عقيدة
التوحيد بالإسلام والإحسانِ

والطفل ينظر أمه ببراثن
للكفر أضحت شعلة الجثمانِ

ويرى أباه بقارب متأرجح
أمسى به في لجة الغرقانِ

وبلا أنيس أو جليس بالفضا
ترنو النجومُ تقوقع الجوعانِ

والماء بالنهر الطويل جواره
كَفَّ الإناء عن الفتى الظمآنِ

إن المصائب أطبقت بأزيزها
من كل صوب بالأسى بالهتانِ

والعالم (الحر) (العريق) بصمته
صمم أصاب مسامع الآذانِ

أهو التحالف بينهم بتكاتف
(بوذا) يحقق رغبة الصلبانِ ؟!

أم أن ذلك غفلة أو غفوة
جهرا أصابت فكرة الأذهانِ

وتسببت بـ(زهيمرٍ) في عالم
متحضر مسترسل النسيانِ

في خمره مترنحا متخبطا
متكافئا بتعثر السكرانِ

بضلاله عن وجهة وطريقة
للحق يحيا فاقد البرهانِ

ويساند الأشرار في إمعانهم
في الغي والإجرام والبهتانِ

زادت مآسينا بأفعال لهم
منذ القديم بحلكة الألوانِ

واذكر بـ(أندلس) محاكم ظلمهم
للمسلمين بدرة الأوطانِ

وبطردهم أهل البلاد بأسرهم
من بعد قتل الأهل والولدانِ

ذات النوائب بالبلاء تكررت
بالشرق بعد الغرب بالخلانِ

أهل الضياء الحق والنور الذي
قد جاءنا بشريعة الفرقانِ

ولنذكر (القدس) الشريف بأسره
بقيودهم بالإثم والطغيانِ

وكذا بلاداً خربوها عنوة
(بربيع) فوضى الناس بالبلدانِ

مازلت أسعى في خضم مسيرتي
بجوار (بورما) مفعم الأشجانِ

وخيام كل اللاجئين تكدست
فيها البلايا في زحام هوانِ

وبها المواقد فوق أحجار لهم
بقدور قوت أُشعلت بدخانِ

ووجوه أطفال ببؤس عتابها
جاءت ترانا معشر الضيفانِ

والخبز آخر مطلب بمطالب
شتى ومنها عيشهم بأمانِ

هم أهل إيمان صدوق مخلص
لله رب العرش والأكوانِ

مستمسكون بشرع رب واحد
بتشبث بالمنهج القرآني

في رفقة الحكماء كنت بخاطري
بقصيدة ستصير في الديوانِ

أروي بها بعض المآسي هاهنا
برواية من مهجتي ولساني

قد بثها جهرا بـ(روهينجا) العنا
لكمُ بدمع هاطلٍ وجداني

صلى الإله على النبي وآله
طه الرسول المصطفى العدناني !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق