الاثنين، 6 فبراير 2017

لا تحزني

لا تحزني
***
شعر

صبري الصبري
***
لا تحزني يا درة البلدانِ
يا مصرنا يا أجمل الأوطانِ

يا روضة الحسن البديع ومنهل
عذب لكل موله لهفانِ

لا تحزني إن لاح همٌّ مثقلٌ
بالغمِّ والآلام والأشجانِ

أو كان إخفاقٌ بشيء عابر
بمسيرة الأيام بالأحزانِ

أو عج قلبك باللواعج ترتأي
حقد الحقود الخاسئ الخسرانِ

أو قام مختالٌ قميء يرتجي
بالغي نشر تمزق بطعانِ

أو بث رعديد حديثا كاذبا
بالإفك فيه حبائل البهتان

فلأنت أسمى في الأعالي مصرنا
برقي مجد قد علا بمكانِ

ولأنت أزهى في ربوع أشرقت
بالحسن فيها مستطاب أمان

ولأنت أحلى بازدهار يانع
نحيا به في أحسن اطمئنانِ

يا من حظيت بذكر ربي منزلا
ومرتلا في محكم القرآنِ

وحباك طه المصطفى بحديثه
قدرا رفيعا باهر البرهانِ

بجهادك المبرور حصن حماية
للمسلمين على مدى الأزمانِ

وسل التتار أو المغول أو الذي
قد كان من خصم حسود جاني

خروا جميعا بالمذلة عندما
حلوا أمامك كلهم بهوانِ

يا نضرة البستان يا ذات السنا
هيا اضحكي يا نضرة البستانِ !

يا من خيالك في كؤوس صبابة
للعاشق الملهوف والظمآنِ

يا كهف أمن اللاجئين وموطن
للعائذين بمنتهى التحنانِ

تمضي بنا الأشواق صوبك كلما
زادت بنا الآمال باستيقانِ

أن الأماني والمعاني جلها
فيكِ استقرت من قديم زمانِ

يا أجمل الأرجاء في دنيا بها
مصر الكنانة درة البلدانِ !

مازال حسنك بارتقاء محاسن
بسمات نضرة جوهر الإحسانِ

يا واحة الأنس المديد وروضة
للنفس والأرواح والأبدانِ

تاقت لك الأحباب جاءوا هاهنا
يستأنسون بنيلك الريانِ

يستبشرون بمعطيات أقبلت
لهم بمصر ببشريات حنانِ

صبرا جميلا إن مصر بأرضها
ذخر يفيض بخضرة لجِنَانِ

ستزول شدتها ويأتي بالسخا
فيها الرخاء بخيره المتداني

ستعود فيها أمنيات طالما
كانت هنا بمسرة وتهاني

لا تحزني مصر الحبيبة إننا
نهواك حقا باشتياق جَنَانِ

كُفِّي دموعك كفكفي حزنا بدا
في الوجه والقسمات والأجفانِ

فستفرحين بما يسرك دائما
بمشيئة لإلهنا الرحمنِ

وستسعدين ببهجة فيها الندى
يا مصرنا يا نبضة الوجدانِ

صلى الإله على النبي المصطفى
طه الرسول المجتبى العدناني

والآل والصحب الكرام جميعهم
ما بلبلٌ غنى على الأغصانِ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق