جاء الصيام

جاء الصيام
***
شعر
صبري الصبري
***

 

جــــاء الـصـيــام فـعـطــر الأرجـــــاءَ وأفـــاض فـيـهـا بالـصـفـاء ضــيــاءَ

واصـطــفــت الآلاء جــزلـــى كــلــهــا تـلـقـى الـصـيــام وشــهــره يــتــراءى

بالحـسـن والإسـعـاد أهـــلا شـهـرنـا رمــضــان يـنـثــر بـالـربــوع ســنـــاءَ

وهـلالــه الـمـيـمـون طــــل بـبـسـمـة فـيــحــاء أهــــــدت بـــشـــره إهــــــداءَ

لـلـعـاشـقــيــن لــــنــــوره وجـــمـــالـــه وجــــــلالــــــه فــاســتــقــبــلـــوا الألاءَ

واسـتـبــشــروا بــقــدومــه وحــلــولــه وتـأمــلــوا فـــــي صــومـــه الإدنـــــاءَ

مـــن رحـمــة مـــن ربـهــم بـعـطـائـه أعـطــى لـكــل الصـائـمـيـن عــطــاءَ

وأنـالــهــم مـــــن بـســطــه وهـبــاتــه عــفـــوا وغـفــرانــا لــهـــم ورضــــــاءَ

ومـواهـبـا شــتــى تــلــوح بفـيـضـهـا وتـعــم فــــي نــــور لــهــا الأنــحــاءَ

فالصـوم روضــات القـلـوب وعـزهـا وصـفــاؤهــا يـعــلــو بــهـــا إعــــــلاءَ

وبلـوغ حسـن الصالحـات تتابـعـت فـي صومنـا نلـقـى الـهـدى وضــاءَ

وسـمــو نــفــس للـمـعـالـي تـلـتـقـي بـالـشـهـر فــردوســا لــهـــا ونــمـــاءَ

وصــــــلاح روح تــرتــقــي بـرقـيــهــا تـغـشـى بــدوحــات الـتـقــى إنــمــاءَ

وشـفـاء جـسـم مــن مـواجــع عـلــة صــومــوا تـصـحــوا ودِّعــــوا الأدواءَ

بالـصـوم يــا أهــل الصـيـام بـبـرئـه جـمـعــا نــلاقــي بـالـهـنــاء شــفـــاءَ

وتـكــافــل الإكـــــرام فـــــي إغـــداقـــه بــيـــن الـعــبــاد رعـــايـــة وســـخـــاءَ

ومـزيـد قـربــى فـــي وشـائــج ألـفــة لاحـــت وبــثــت لــلــورى الأضــــواءَ

وتــــــلاوة الـــقـــرآن فـــيـــه حــــــلاوة تـــنـــســـاب فـــيـــنـــا رقــــــــــة وولاءَ

بمحاسـن الآيــات تـشـرق بالسـنـا بـالـقـلـب يــرفـــع لـلـعـظـيـم دعـــــاءَ

وبشـهـر صــوم عـمــرة فـــي قـدرهــا كالحج في شهر التقى قـد جـاءَ !

نلقـى بهـا الإكـرام مـن رب الــورى ونــنــال فـيـهــا روضــــة عـصــمــاءَ

وفخـار نصـر للحبـيـب المصطـفـى فـــي بــــدر كــانــت لـلـجـهـاد لــــواءَ

وبـفـتــح مــكــة بـالـصـيـام مـفـاخــر بـــثـــت لــــــرب الـعـالـمـيــن ثـــنــــاءَ

وبــه أفـــاض الهـاشـمـي تسـامـحـا بـالـبــر أطــلــق بـالـنــدى الـطـلـقـاءَ

والـنـاس تـأتـي فــي وفــود يقيـنـهـا تــلــقـــى بــمــكـــة كــعــبـــة غــــــــراءَ

طهرت من الأوثـان خـرت وانتهـى كــــفــــرٌ بــــهــــا واسـتــقــبــلــت آلاءَ

طابت ب(أحمد) واستقرت بالهدى بالـفـتـح تـلـقـى بالـصـفـا الـحـنـفـاءَ

وبـعـشـر آخـــرة الـصـيــام نـفـائــس شــتـــى تــوافـــي مــــــن أراد وفــــــاءَ

وقــيـــام لـــيـــل مـــشـــرق بـتـهــجــد لله أعـــطـــى الـقـائـمــيــن صـــفــــاءَ

وبـلـيـلـة الــقــدر الجـلـيـلـة أقـبــلــت بـالــوتــر تـحــمــل رحــمـــة ونــقـــاءَ

وزكـــاة فـطــر صـاعـهــا بـتـصـاعـد لــلــصــوم يــبــلــغ لـلـكــريــم لـــقـــاءَ

وخـــتــــام قــــــــرآن كــــريــــم كــــلــــه خــيــر لــنــا قــــد عــطـــر الأرجـــــاءَ

بـإجــابــة الــدعـــوات أكـــــرم ربــنـــا عـبــدا دعــــاه وقــــد رجــــاه رجــــاءَ

وبعـتـق جـيـد مــن جـحـيـم عـذابــه يسخو الكريـم بمـا قضـى أو شـاءَ

ويـنـال فـيــه المـسـعـدون فـلاحـهـم فـــي عـــدن نـالــوا جــنــة خــضــراءَ

ووداع شـــهــــر طـــيــــب مــتـــألـــق رمـــضـــان يــــــروي روحـــنـــا إرواءَ

يـسـقـي الـقـلـوب مـحـبـة وسـلامــة مــن شـهـره شـهـر الصـيـام سـقـاءَ

فـاقـبــل إلــهــي صـومـنــا وقـيـامـنــا وأدم عــلــيــنــا ربــــنــــا الإعــــطــــاءَ

مـن بسـط عفـوك يـا عفـو تفضـلا نـلـقـى عـلــى مـــر الـدهــور هــنــاءَ

وأعــد عليـنـا يـــا عـظـيـم صـيـامـه يــا مــن يـجــود ويـصــرف الأنـــواءَ

واحـفـظ بــلاد المسلمـيـن جميعـهـا أهــلـــك إلــهـــي بــارئـــي الأعـــــداءَ

واصـــرف فـتـونــا أقـبـلــت بـأزيـزهــا وادفـــع بـبـأسـك يـــا عـظـيـم بــــلاءَ

وارحـــم بفـضـلـك يـــا كـريــم أحـبــة بالـقـبـر يـضـحـى روضـــة فـيـحــاءَ

صلى الإله على النبي المصطفـى مـــــا أم طــيـــر بـالــهــواء فـــضـــاءَ

والآل والأصحاب جمعـا مـا الصبـا هـبـت وعـمـت بـالـشـذا الأجـــواءَ !