الأحد، 9 يونيو 2013

وأنا صغير

وأنا صغير
***
شعر
صبري الصبري
***

 
وأنــــا صـغـيــر فـــــي بـــــراءة مــحـــدقِ
في مصر بالحب الصـدوق المشفـقِ
دومـــــا عـلـيـهــا بـانـطـلاقـاتــي الـــتـــي
لاحــــت بــــروض للحـبـيـبـة مُــشْـــرقِ
كــانـــت مــجـــالات عِـــــذاب يـنـتــشــي
فــيــهــا فــــــؤادي بـانــتــشــاء مـــبــــرقِ
أحــصــي مــنــارات الـمــســرة غـــــردت
تــغــريــد مــشــتــاق بـــشــــدو مـــغــــدقِ
وأهـيــم فــــي ســــوح الـجـمــال مـمـتـعـا
بـهـيــام عــاشــق أرضــهــا المـتـحـقـقِ
بــرســوخ وجــدانــي ورفــعـــة شــاعـــر
غـــــض بـنــبــض غــرامـــه الـمـتــدفــقِ
وصدمت في (يونيو) بنكسة مصرنا
تــبــكـــي بـــدمــــع مــثـــخـــن مــتــعــمــقِ
فــــي حـــــزن آهـــــات تـتــابــع هـمــهــا
بـعــيــون أشــجـــان اكـتــئــاب مــفــلــقِ
لــــكــــن إغــــــــراق الــــعــــدو بــبــحــرنــا
كـــــــان ابـــتــــداء لــلـــعـــلاء الــشـــيـــقِ
(إيــــلات) جـــــاءت لـلـمـيــاه بـزهــوهــا
ظــنـــت شـكـيــمــة عــزمــنــا بــتــخــرقِ
ومــضـــت تــدنـــس حــرمـــة لـمـيـاهـنـا
بـالـبـحـر فــــي مــيــل بـكـبــر تـمـنـطــقِ
وكــســـت نـواحـيــهــا كـــســـاء تــجــبــر
وتـبــخــتــر أودى لــحـــتـــف مــــغــــرقِ
كــان الأشــاوس مــن حـمــاة ثـغـورنـا
بـالـبــر بـالــرصــد الـدقــيــق الـمــحــدقِ
بـالــمــجــرم الـمــخــتــال لاقـــــــى ذلـــــــة
بـقــذائــف الـتـدمــيــر فــــــورا تــرتــقــي
جــــــــوا تــــجــــاه (أثــيـــمـــة) لــعـــدونـــا
جــــــاءت إلــيــنــا بـالـعــتــو الـمــســبــقِ
فـــــإذا الـقــذائــف بـانــطــلاق إبــائــهــا
تـنـهــال بـالـفـتــك الـشــديــد الـمـطـبــقِ
شـقــت شـقـوقـا باللهيـــب وأصـبـحــت
أشـــــلاء صــلـــب بـالـجـحـيــم مـــرقـــقِ
وثــوت بـقــاع الـبـحـر تـمـخـر متـنـهـا
حـيـتــان نــخــر فــــي مـهـانــة مــغــرقِ
الله أكــــبـــــر قـــــــــد رمــــاهـــــا ربــــنـــــا
بـالـمـوت جــهــرا بــالأتــون الـمـحــرقِ
ونـــمـــت لــديــنــا صـــحـــوة وعــزيــمــة
لــبــلــوغ نـــصــــر بـــاهــــر مـســتــوثــقِ
مـــن نــــور تــاريــخ عــريــق مـسـفــر
فـــــــــذ جـــمـــيـــل رائــــــــــع مـــتـــرقــــرقِ
ونهـوض جيـش مــن ديـاجـي نكـسـة
كـــانــــت إفـــاقــــة مــصــرنـــا بـــتــــذوق
لـــحـــلاوة الإيـــمـــان عـــمــــت قـلــبــنــا
بــســمــو شـــعــــب مـــبــــدع مــتــفـــوقِ
كــانـــت مـــدمـــرة الــضــلالــة مـــوعـــدا
للـفـخـر فـــي وقـــت عـصـيــب مـقـلــقِ
وأنـــا صـغـيــر كــنــت أرســــم شـكـلـهـا
فـي حـصـة الـرسـم الجمـيـل الـمـورقِ
ومـــــدرس الــرســـم الـبــهــي بـبـهـجــة
يــــروي بــطـــولات بـأحــســن مـنــطــقِ
ويــــداه تـحــمــل عـلــبــة فـــــي طـيــهــا
ألــــوان رســـــم فـــــي أنــاقـــة مـســتــقِ
مـــن نـهــر إنـجــاز الـبـطــولات الــتــي
بــنــخـــاع أبــــطــــال بــــعــــزم مــطـــلـــقِ
والـبـحــر مــــن يـــــده أمـــــام عـيـونـنــا
بـالـفـصـل بـالـلــون الــوقـــور الأزرقِ
وجـنــود صـهـيـون بـصـبـوة سـخـفـهـم
بـحـصـيـنـة الـخــيــلا بــمــكــر تــســلــقِ
حـــتـــى أتـــاهـــم بـالــجــســارة بــأســنـــا
يـنـسـاب فـيـهـم فــــي تــخــوم تـشـقــقِ
ورســمـــت ذلـــــك بـالــســرور مـعـلـقــا
ذاك الـتـمـيــز فـــــي حــنــيــن تـعـلــقــي
ذكـــرى تــمــر بــهــا الـمـعـانـي أقـبـلــت
بـمـزيـد تـحـنـانـي ومــحــض تـشـوقــي
يــــا مــصــر هــبــي بـالـحـضــارة إنــنـــا
أرض التحـضـر بالـسـيـاق المنـطـقـي
صـــونـــوا مـــراتـــع دولــــــة عــصــريــة
فـيـهــا الـجـمــال بـالانـسـجـام الـشـيــقِ
ودعــــوا الـخــلافــات الــتـــي بـمـرائـهــا
صـــرنـــا بـــجـــب بـالـلـجـاجــة ضـــيـــقِ
والــمـــاء أمــســـى نـــــادرا فـــــي نـيــلــه
كـالـمــوت يــزحــف بـاتـجــاه الـمـخـفـقِ
والـــكـــل يــمــضــي بـالـتـخـبــط أيــنــمـــا
ســــــارت مــراكــبــه بــنــهـــج مـــعــــوقِ
وكــأن مـصـر بضـاعـة فـــي سـوقـهـم
بيـعـت بـبـخـس فـــي خـبـيـث تـســوقِ
تــحــيــا حـــيـــاة الـبـائـسـيــن وأهــلــهـــا
بـنـهــى الـفــتــون بـويـلـهــا الـمـتـفـتـقِ
وكـــأن فـكــر الـنــاس أضـحــى تـائـهـا
بـــزقـــاق وعـــــــي بـالـتـقــاتــل مــغــلـــقِ
بــتــنــا حــكــايــة كــــــل يـــــــوم ذكـــرنــــا
بـــفـــم الأنــــــام بــمــغــرب وبــمــشــرقِ
وأنــــا بـشـيــب الـعـارضـيــن بـلـحـيـتـي
شــابــت مــــروج بـانـتـحــاب مـصــعــقِ
فالنـاس فـي مصـر الحبيبـة أصبحـوا
فــــــي تـــيـــه آلام رهـــيـــب الـــــــدورقِ
فـــي يـــم أحـــداث بـفـوضـى عيـشـهـم
مـــــا بــيـــن تـرهــيــب وبـــيـــن تــمــلــقِ
مــمــجــوج كــــــرب بــالــرزايــا أقــبــلـــت
فــــي ويــــل أخــطــار بـأعـتــى بــيــرقِ
والــنــيــل يــشــتــاق الــحــيــاة مـــجـــددا
والــمـــاء يـحــمــل ركـبــهــم بــالـــزورقِ
فـلــقــد تـعــســرت الأمـــــور جـمـيـعـهــا
حــتــى قـبـعـنـا فـــــي مــنـــازل مـــــأزقِ
مـــصـــر الأبـــيـــة بـاحــتــيــاج قـــيــــادة
مـثــلــى تـــؤســـس سـعـيــهــا لــتــفــوقِ
يـــــا يـــــوم إيــــــلات الـعـتــيــد فـــؤادنـــا
يـهـفـو لـفـخــرك فــــي ســــؤال مــدقــقِ
فــمــتـــى نـــوجــــه وجــهــنـــا لـحـبــيــبــة
تــحــيـــا بــــشــــر تــــحــــزب وتــــمــــزقِ
ومــتــى نــكــون تـجـاهـهـا فــــي رأفـــــة
بــخــشــوع قـــلـــب لـلـمـهـيـمـن مـــتــــقِ
صــلــى الإلــــه عــلـــى الـنــبــي وآلـــــه
خـيــر الأنـــام الهـاشـمـي الأعــــرقِ !

هناك تعليق واحد:

  1. المدمرة الإسرائيلية «إيلات» التي تم تدميرها علي يد البحرية المصرية ٢١/١٠/ من عام ١٩٦٧م،

    أما عن تفاصيل تدمير المدمرة «إيلات» فوفق ما ورد في مذكرات عبدالغني الجمسي أن المعلومات كانت تصلهم أولاً بأول من قيادة بورسعيد البحرية التي كانت تتابع بدقة تحركات المدمرة الإسرائيلية «إيلات»، وأنها ظلت تدخل المياه الإقليمية لفترة ما ثم تبتعد إلي عرض البحر، وتكرر هذا التحرك الاستفزازي،
    وبمجرد أن صدرت أوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد، وأطلق اللنش الأول صاروخاً أصاب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل علي جانبها وبعد إطلاق الصاروخ الثاني تم إغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات» كان ذلك ٢١/١٠/ من عام ١٩٦٧م، وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية بنحو ميل بحري.
    ****************************

    وخرج لنشا صواريخ‏,‏ الأول بقيادة النقيب أحمد شاكر والثاني بقيادة النقيب لطفي جاد الله‏.‏
    وفي مكتب العقيد عادل هاشم‏,‏ جلس محمود فهمي في انتظار بلاغات العملية بعد أن أبلغ الفريق ذكري قائد القوات البحرية بالخطة‏.‏
    وبدأت البلاغات من قاعدة بورسعيد البحرية‏,‏ صاروخ نمرة واحد طلع‏..‏ صاروخ نمرة واحد أصاب الهدف‏..‏ صاروخ نمرة اثنين طلع‏..‏ صاروخ نمرة اثنين أصاب الهدف‏..‏ الهدف تحطم
    هكذا في دقائق معدودة تحطمت أكبر وحدة بحرية اسرائيلية‏,‏ لقد غرقت إيلات‏..‏ ولحقت بالكبرياء الاسرائيلية إهانة كبيرة‏,‏ وتمكنت البحرية المصرية من جدع أنف اسرائيل وقواتها البحرية‏.‏
    أما عن الرجال الثلاثة الذين شكلوا العمود الفقري لمجموعة العمليات المسئولة عن إغراق إيلات‏,‏ قد أصبحوا فيما بعد قادة للقوات البحرية‏.‏
    ويصدر قرار بتعيين محمود عبدالرحمن فهمي قائدا للقوات البحرية اعتبارا من يوم‏12‏ سبتمبر‏1969

    ردحذف