القَلْب
|
صاحبت قلبي في رياض تَمَتُّـعِ
بربيع شدو شاعـري مُمْتِـعِ !
|
فالقلب يهوى ما يشاء وطبعـه
طبع التقلُّب في سيـاق تسـرُّعِ
|
هو مضغة الإنسان طابت بالتقى
بسلوك قلـب للمهيمـن طَيِّـعِ
|
قلـبٍ منيـبٍ تائـبٍ مستغفـرٍ
نَضْرٍ .. رقيقٍ . . خاشعٍ بتَضَرّعِ
|
وكذا يسوء بما يسيء .. بعشقه
نار الفتون تشب بيـن الأضلـعِ
|
ويقيـم فيهـا باتصـال تلهّـف
بغرام صَـبٍّ بالصبابـة مُولَـعِ
|
هو ثوبنا الملبوس شع بريقُـه
ببياض ثوب باللبـاسِ الأنصـعِ
|
أو ثوبنا المنكوب يُنْكَـتُ نَكْتَـةً
سوداء سـادت بافتقـار مدقـعِ
|
قلبٌ ملولٌ مـا يُـرَوَّح ساعـة
يصغي .. يعود لصفوه المتربِّـعِ
|
فالقلبُ عضو كالصنوبر سمتـه
بالصدر يسكن في كريم الموضعِ
|
بالصدر إسـلامٌ وحفـظٌ ذاكـرٌ
ومجالُ وسواس بهمس موجـعِ
|
بالقلب إيمانٌ .. تعقُّل .. سمعنا
وبصيرة تـودي لخيـر تـورُّعِ
|
وشغاف قلـبٍ موضـع لمحبـة
للخلق نعشقهـم برغـم تنَـوُّعِ
|
وكذا الفؤاد برؤية الحـق الـذي
نسمو به نحو العـلاء الأرفـعِ
|
وعلوم ديـن بالسويـداء التـي
ضاءت بديـن للبديـع المبـدعِ
|
وبمهجة القلب التجلّي أشرقـت
بصفات نـور مُفَـرِّقٍ وَمُجَمِّـعِ
|
ومحبـة الحـقِّ العَلِـيِّ بحَبَّـةٍ
للقلب ربي ذي الجلال الْمُوسِـعِ
|
تلك المراتـب سبعـة لقلوبنـا
طبْقات ترتيب بنبـض مُسْمِـعِ
|
فيه الترَّقي في المراقي بالهـدي
بتقى النبيه العبقـري اللوذعـي
|
يمتاز بالقلب الصدوق ويعتلـي
بالعلـم ذروة مستفيـد ألمعـي
|
يحيـا سعيـدا ذا لُبَـابٍ ثاقـب
بالخير في دأب برهـف تَسَمُّـعِ
|
يمتاز بالحسنى .. سجايا ذاتـه
تشتاق للبـر الطهـور الْمُنْجِـعِ
|
ويقوم منتصبـا بطاعـة ربـه
متبتـلا قبـل ابتـداء المهجـعِ
|
راجت تجارتُه بسـوق حياتـه
برباح فـوز بالصـلاح مُنَـوَّعِ
|
ويكون مقياسـا لقلـب راشـد
بمحاسن شتـى لهـدي مُشَفـعِ
|
ويعيش عيشته كريمـا مسعـدا
فـذا بهيئـة خاشـع متـرفِّـعِ
|
أكرم به قلـب الكـرام براحـة
يحيا برتع فـي بهيـج المرتـعِ
|
أنعم بها تلك القلـوب بحسنهـا
وجمالها في بهجـة المستمتـعِ
|
أحبب بها زانت صدورا بالصفـا
بين الخلائق بالنهى المستجمـعِ
|
أما الذي همل التـأدب بالضيـا
والبر .. يهوي بالهوان المفجعِ
|
ويعيش محتار الفـؤاد مشتتـا
بين المصائب بالعنـاء المفـزعِ
|
وينال عاجلـة اشتهـاء كلمـا
عنَّت يهم بالاستبـاق الْمُقْـرعِ
|
ويسير سيـر المستهـام بلـذة
بخطى المهانة في طريق مضيِّعِ
|
بارت تجارتُـه بسـوق حياتـه
وثوى حسيرا باحتقـان توجُّـعِ
|
تلك القلوبُ تحجَّـرت أهدابهـا
أوصالها عجـت بفكـر تَمَيُّـعِ
|
صدئت وتحتاج الجـلاءَ مجـددا
بجلاء توبتها بسعـي المسـرعِ
|
يا ويح أقفال القلوب إذا هـوت
تخوي بصفصفها بقـاع بَلْقَـعِ
|
بئس القلوب إذا تخلت عن هدى
بئس الخوافق في رهيب تَمَـزُّعِ
|
تمضي بمضمار الذنوب بنهمهـا
دون ادكـار أو قليـل تَمَـنُّـعِ
|
تختل بالأدواء .. تعتم .. تقتدي
بالإفك في خسر بشـر تقوقـعِ
|
يا خبث شيطان القلوب يمصهـا
مصا بأخبث راضع أو مرضـعِ
|
فعدونا الملعـون يفتـك خفيـة
بالقلب في مكر الكذوب المُدَّعي
|
فاعلم لقلبـك كنهـه ومرامـه
كي ما تكون بالارتقـاء الأروعِ
|
وتجنّب الأهواء تطغـى طالمـا
حلـت بقلـب بالبـلاءِ مُـرَوَّعِ
|
صاحب فؤادك راشدا مستذكـرا
بذكـاء يقظـة نابـه متـوقـعِ
|
بالحبِّ بالشوق الطهور قلوبنـا
تشدو كطير في جميـل الأفـرعِ
|
بغديرهـا التحنـان وِرْدَا رائقـا
بصفاء نبـع بالمحبـة مُرْتَـعِ
|
بالحب ترتفـع القلـوب لـذروة
فيحاء في حسن بعذب ترعـرعِ
|
يا سمع آذان القلـوب تسمعـي
قولي وكوني بارتقـاءات معـي
|
إني سأجعل من قصيدي مرتعـا
للحب هيا فاستجيبي وارتعـي !
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق