نوبل
***
شعر
صبري الصبري
***
***
شعر
صبري الصبري
***
أرأيت (نوبل) يخطف الأضـواءَ ؟!
بجوائـز شـدت لـه الأحيـاءَ ؟!
|
أرأيته بالمـال يعطـي مـن رأى
منهم على درب الولاء عطـاءَ ؟!
|
يختار من نـال الرضـاء ليرتقـي
مرقـى يضـم بزعمـه النجبـاءَ
|
ويذيـع أسمـاءً تعطـش سمتهـا
للفوز تضحى بالـورى الزعمـاءَ
|
والكل يرتقب البيـان لكـي يـرى
في كـل عـام بالمنـى الأسمـاءَ
|
فتـرى الجميـع بلهفـة بتطـلـعٍ
(لسويدهـم) تهـدي لهـم إهـداءَ
|
مهما تكن من رتبة فيهـا الضنـا
يرجـون فيهـا نضـرة ورخـاءَ
|
وتفاخـرا أن الـذي حـاز العـلا
قد حاز (نوبل) وامتطـى العليـاءَ
|
وتعـددت ألـوان أفـرع بحثهـم
فحوت علوم الطـب .. والفيزيـاءَ
|
وكذا البحوث بها المعامل أنتجـت
للنـاس جمـعـا للسـقـام دواءَ
|
فنِعـمّ جائـزة ببحـث صــادق
ضمـت عناصـرُه هنـا الكيميـاءَ
|
يهـدي الأنـام تميـزا وتقـدمـا
ويبـز بالعلـم الدقـيـق الــداءَ
|
فلكـم تقهقـر بـالـدواء تـألـم
بالجسم عانـي بالخطـوب عنـاءَ
|
ولكـم تقدمـت العلـوم بطبـهـم
حتـى تجلـت بالجسـوم جــلاءَ
|
وثوت جراثيـم الهـلاك حسيـرة
تبكـي بـآلام الـدمـوع بـكـاءَ
|
فالطب والكيميـاء والفيزيـا لهـم
قـدر رفيـع يجـذب الحكـمـاءَ
|
أنعم ب(نوبل) في الثلاثـة كيفمـا
كـانـت بنـفـع يـدفـع الأدواءَ
|
وتقيـم للإنسـان صـرح تمتـع
بالعلـم ضـم بصدقـه العلـمـاءَ
|
أما الجوائـز مـن لدنـه لمبـدع
فبهـا التبـاس حيـر العـقـلاءَ
|
وأهاج لـلأدب الرفيـع هواجسـا
ممـا أثـار لأجلـهـا الأدبــاءَ
|
والشعر أيضا قـد تأثـر شاخصـا
متوجسـا قـد سـاءل الشعـراءَ
|
هل ضاع إبـداع القريـض لأنـه
بالحسن واكب للكـرام ضيـاءَ ؟!
|
فمتـون إبـداع العقـول لديـهـمُ
يلقـى عمومـا غلظـة وجـفـاءَ
|
لابد مـن نهـج يوافـق نهجهـم
إن كنت ترغـب عندهـم إعـلاءَ
|
أو كنت ترجو مـن لدنهـم رفعـة
لتنـال (نوبـل) مبدعـا وضَّـاءَ
|
فقواعـد الأدب المميـز عنـدهـم
ضمـت مقاييسـا لهـم تتـراءى
|
بغموض قصـد والتـواء سريـرة
تحوي من الفكـر العقيـم دهـاءَ
|
وتغص بالإيمـاء صـوب مسائـل
تطغى تضم مـن الأمـور هـراءَ
|
فحـدود إبـداع لديهـم تمتـطـي
ظهر الفجـور وتركـب الأهـواءَ
|
وتعـم أفكـار الخلائـق بالدجـى
وتقيـم فيهـم جـهـرة ظلـمـاءَ
|
فإذا وجـدت مـن البرايـا فائـزا
فاسبر له جهـر النهـى وخفـاءَ
|
فلربمـا بـث السمـوم بسـطـره
ولربمـا أهـدى لـنـا الإفـنـاءَ
|
ولربمـا شطـت بـوارق لحظـه
حتـى تخطـت حاجـزا وبـنـاءَ
|
ولربما أغوى الخلائـق واشتهـى
للنـاس فـي غـي لـه الإغـواءَ
|
أبغض ب(نوبل) حين يهوي فكـره
بظـلام لـب قــد أراد عـمـاءَ
|
و(بنوبل) السلم العجيـب عجائـب
شتـى أقامـت بالجميـع مــراءَ
|
فرموز (نوبل) للسـلام لبعضهـم
أعتـى الجرائـم شيّبـت أبـنـاءَ
|
وانظر ل(بيجن) ذي الدهاء (مناحم)
من لطّخ القدس الشريـف دمـاءَ
|
و(بدير ياسيـن) الأليمـة ذكرهـا
يدمـي القلـوب تحسـرا ونـداءَ
|
يا من منحتم (نوبـلا) ل(مناحـم)
أين العدالة ؟! جانبـت سفهـاءَ !
|
أين المناضل للحقـوق سجونهـم
ضمته يحيـا شامخـا مستـاءَ ؟!
|
من ظلمكـم فـي عـزة وكرامـة
يا مـن منحتـم درعكـم أعـداءَ
|
يا ويح (نوبل) للسـلام تضمنـت
ذلا بــدا للقائمـيـن خـــواءَ
|
هـذا مثـالٌ للـسـلام ! فيـالـه
من فحش نهـج يجلـب الإيـذاءَ
|
وأخوة (رابين) (السلام) وما بـه
ممـا يعـج ويـمـلأ الأرجــاءَ
|
وأخوة (بيريز) (الرئيس) سجلـه
يحوي الفظائع بالجـوى سـوداءَ
|
ذاقت (فلسطين) الحبيبة سوءهـم
وتوشحـت قهـرا لهـا وبــلاءَ
|
فتقلـدوا فخـر الجوائـز (نوبـل)
أعطـاهـمُ بـغـروره الخـيـلاءَ
|
فهم الأوائل في (السلام) بخبثهـم
حازوا من البنـك القريـب ثـراءَ
|
مليـون (دولارٍ) جوائـز قتلـهـم
أهـلا لنـا بمـجـازر تتـنـاءى
|
عن فكر (نوبل) يستهين بشعبنـا
يهـدي الجوائـز حيـة رقـطـاءَ
|
ويـرى الأراذل بالمجـازر قـادةً
للنـاس تلفـظ (قـادة) جـهـلاءَ
|
ويرى النضال من الشعوب جريمة
ويرى اللصوص بأرضنـا شرفـاءَ
|
يعمى عن الحق الأصيـل لأمتـي
ويعيـر آذانــا لـنـا صـمَّـاءَ
|
ويغض طرفا عـن مآسينـا كمـا
فـي خبثـه قـد كـرَّم الخبثـاءَ !
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق