شمس
الصباح
**
شعر
صبري الصبري
**
**
شعر
صبري الصبري
**
|
شمس الصباح إذا أضاءت تَغْرُبُ
والبدر ما يعلو ويزهو يشحبُ
|
والنهر يأسن بالركود وإن صفا
والبحر ما مج الموالح يعذبُ
|
والقلب ينأى بالجوارح إن غوى
وإذا تصافى بالهداية يقربُ
|
والنفس تصلحها الهداية والتقى
وإذا استطالت في الغواية تخربُ
|
والنبع في بطن التراب إذا ربى
يوما بأعماق البسيطة ينضبُ
|
والروض ما أهملت ري زهوره
بجفافها رغم الملاحة تعطبُ
|
والطير بالأوكار قَرَّ بليله
وبصبحه الأرزاقَ يسعى .. يطلبُ
|
والنمر يفتك بالغزالة جائعا
وبشبْعه يغفو فيغفو المخلبُ
|
والشعر يأتي للقريحة طائعا
حينا .. وحينا من حماها يهربُ
|
تزكو العقول بما لها من يقظة
وإذا تراخت أو تغابت تذهبُ
|
إن التأمل في الحياة سعادة
فيها ابتهاجٌ واخضرارٌ معشبُ
|
نضرٌ جميلٌ باهرٌ ذو سندس
حلو رقيق للقلوب مُحَبَبُ
|
عذبٌ بهي ساطع في طيه
زهرٌ وورد للسآمة مُذْهِبُ
|
أما التقلُّب في الفتون فإنها
يا أيها الإنسان قفر مجدبُ
|
شوكٌ مقيتٌ مظلمٌ متحجرٌ
قيظٌ رهيبٌ للجوارح مُلْهِبُ
|
لصٌّ مكيرٌ غادرٌ متربصٌ
منها النضارةَ والحلاوةَ ينهبُ
|
فإذا رأيت من الفتون بريقها
وعدوُّنا فيها الْمَريدُ يؤلِّبُ
|
ويبث في الوجدان همس جنونه
وصفاء قلبك بالمجون يغيٍّبُ
|
فاحذر .. تراجع عن هواك فإنه
فيه الجهالة والهوان المسهبُ
|
املأ فؤادك بالضياء ولا تخف
من خصمك الملعون .. أنت ستغلبُ !
|
فالله أعطاك الهداية والتقى
فيها يفوز المستقيم الطيِّبُ
|
راقب جوارحك العديدة نابها
إن السلامة بالحياة ترَقٌّبُ
|
واسكن بعمرك واحة مرغوبة
فيها الكتابُ المستطابُ ومكتبُ
|
وبها هدوء مستطاب نَيِّرٌ
وبها حبيبٌ بالمحبة صيِّبٌ
|
واقرأ قصيدة شاعر متأدب
بالخير .. فالشعر الجميل تأدبُ
|
واحذر زهورا بالكلام تضوعت
طيبا وفيها بالفسوق تشببُ
|
واجه صعابك بالحياة بحكمة
ما صعْب أمر بالعزيمة يصعبُ
|
واعمر فؤادك باليقين فإنه
طِبٌّ لقلبك .. والحياة تطببُ
|
لاحق ذنوبك بالإنابة تائبا
إن الصغائر يا مُفَرِّطُ تَغْلِبُ
|
والرزق ما تطغى يولِّي فجأة
والخير ما تحيا بشر يُسْلَبُ
|
واصحب صحابا طيبين بصحبة
إن الأكارم في المعايش تصحبُ
|
إن الكرام المحسنين على المدى
بعبير مسك المتقين تطيبوا
|
ودوام حال من محال طالما
في هذه الدنيا الخلائق تنجبُ !!
|
يسعى الأنام بكل فج بالدنى
فيها البرايا.. والمنايا تطلبُ
|
لا تأمنن العيش ساعة رغده
فلرب شدته تحلُّ وتطنبُ
|
واختر توسطك الجميل تسامحا
طلقا يسيرا ليس فيه تعصبُ
|
إن كنت تغضب كالغضنفر غضبة
فاغضب إذا كان السلوك المغضبُ
|
فابسط مناك بخلد روضات بها
حورٌ لها للمسعدين تَحَبُّبُ
|
واهجر حياتك بالملاهي إنها
لذات نفس بالخطايا تخطبُ
|
وتقول متِّع يا غفول جوارحا
بخمور سكركما المدنس تهلبُ
|
بئس المفاسد والهوى والمشتهى
واللهو واللاهي .. وبئس الملعبُ
|
فاسلك سبيل الصالحين فإنه
نعم السبيل به المحاسن تجلبُ
|
وبه الطريق المستقيم بطهره
نبع .. فهيا يا رفاقي نشربُ !
|
سبحان من يرث البسيطة كلها
وله الخلائق والبرايا تُقْلَبُ
|
نرجو رضاك فجد بجودك بارئي
فيضا غزيرا باللطائف يسكبُ
|
ثم الصلاة على النبي المصطفى
ما لاح في الليل البهيم الكوكبُ
|
والآل آل البيت ما هبت صبا
فيها نسيمٌ بالأريج مُطيبُ !!
|
محمد حمدالله ابوزيد قال:
ردحذفيناير 3rd, 2011 at 8:29 ص
شكرا أن أمتعتنا بنصّ بكل هذا البهاء
http://abo-jwad.blogspot.com
صبري الصبري قال:
يناير 5th, 2011 at 11:20 م
شكرا لكم أستاذ محمد حمد الله أبو زيد
بكم سعدت وشرفت
أهلا وسهلا بكم ومرحبا
تحياتي لكم