الفينيق
**
شعر
صبري الصبري
**
**
شعر
صبري الصبري
**
|
بصرت الشعر فينيقا تسامى
بأجنحة بها اجتاز الغماما
|
يضم البوح والإبداع ضَمَّاً
كحور العين تلتزم الخياما
|
ويسبح في سحاب الروح يعلو
علوَّاً يجتلي فيها الهياما
|
ويمضي في دروب النفس يفشي
لها سرا وإن أبت الكلاما
|
ويرنو بالقريض العذب بحرا
وبحرا فيه قد عُمْنَا وعاما
|
يواكب للجوارح ما احتواها
يوافيها هنا عاما فعاما
|
يرقيها مراقيها بودٍّ
ويمنحها برقته انسجاما
|
يصافحها بهمسته ويهدي
لها في شوق لهفته السلاما
|
هنا الإحساس قد أزجي شعورا
على نسق من الوزن استقاما
|
ولاحت من مآقيه القوافي
كحوراء تبادلنا الغراما
|
تهادينا المعاني في حبور
وتكفينا الملالة والملاما
|
هي الحسناء في ثوب حرير
تعطره إذا رامت مناما
|
تهندمه إذا شاءت نهوضا
وتمسكه إذا قامت قياما
|
قصيدتنا الجميلة ما أراها
سوى الفيحاء تنتظم انتظاما
|
عروس الفكر ما أبهى سناها
بها الوجدان يهتم اهتماما
|
وينثر في حدائقها زهورا
وريحانا بروضتها تنامى
|
لها الأبيات قد آوت بحورا
بها الشعراء شعرهمُ ترامى
|
كَدُرٍّ في نفائسه تلالى
به انهمرت مشاعرهم سجاما
|
كودقٍ في سحائبه بريقٌ
تخلل في وضاءته الركاما
|
وغذَّى من مناهله قلوبا
تمنَّت من مغانيه المراما
|
وأرواحا لها شوقٌ مديدٌ
فريدٌ صَبَّ للفكر اضطراما
|
سموا بالشعر في أعلى الأعالي
أناروا منه بالوعي الظلاما
|
ودكوا فيه أعداءً لئاما
تلقوا من قصائدهم سهاما
|
فللأشعار فرسانٌ شدادٌ
بحزم العزم يحمون الزماما
|
لهم خيلٌ مسومة غضابٌ
لها عدوٌ إذا أرخو اللجاما
|
هنا الإلهامُ يتحفنا فتوحا
بها نهدي بدائعنا الأناما
|
وننجز في رحاب الكون جمعا
لأحباب لنا فيه المهاما
|
ونشدو شدونا المرغوب جهرا
بجو فيه فينيق تسامى
|
به الإبداعُ في حسن تجلى
له في خمر صحوتنا ندامى
|
تنادوا بالعلا هيا إلينا
لنغتنم الوضاءات اغتناما
|
ونحيا بالفلاح الحق صبحا
به نمضي مع الحسنى دواما
|
إذا الفينيق لاقانا لقاء
به يهدي أحبته الوساما
|
تلاقى الشعر في بسط وأنس
ليهديه مع الحب احتراما
|
ويشكره جزيل الشكر حتى
يوافي حق رفعته مقاما
|
فيا فينيق ما أبهاك إنَّي
هنا لاقيت أحبابا كراما !!
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق