كتبها
صبري الصبري ، في 5 يونيو 2011 الساعة: 09:07 ص
مذكراتُ هامان
***
شعر
صبري الصبري
***
***
شعر
صبري الصبري
***
|
(هامـانُ) عـاد لمـن أراد وزيـرا
ومُـدَوَّنـا ومفـكِّـرا نـحـريـرا
|
ومؤرخـا فــذا كبـيـرا كاتـبـا
مـن كـل ألـوان الفجـور نوائبـا
|
فانضم (للنـت) السريـع مسارعـا
وبـدا وقـورا بالمـواقـع طائـعـا
|
يروي الحكايـة والروايـة للـورى
ويذيـع سـرا للجميـع مُـصَـوَّرا
|
ويضـخ خبرتـه إلــى الحـكَّـامِ
كالمستـشـار الـوافـر الإلـمـامِ
|
بالقهـر والتعـذيـب والسـجـونِ
والبـقـر بالـحـراب للـبـطـونِ
|
والفـتـك بالجـسـوم والعـقـولِ
والضبـط والإحـضـار والمـثـولِ
|
والضـرب بالعـصـيِّ والسـيـاطِ
والقـطـع للـرقـاب والـنـيـاطِ
|
والسـلـب للحـقـول والبـيـوتِ
والنهـب للحقـوق .. بالسـكـوتِ
|
فالشعـب يحيـا فـي أسـى مبيـنِ
بالخوف يخشـى سطـوة المجنـونِ
|
فرعون في زهـو وفـي استعـلاءِ
بالقسـر يرجـو خالـص الــولاءِ
|
ظـن البرايـا بـالـدروب عبـيـدا
بسلاسـل .. مـلَّ الأنـام حديـدا !
|
واختال مغـرورا بأصنـاف الهـوى
بفظاظة الذئـب الخطيـر إذا عـوى
|
مـا بيـن حاشيـة لـه بخـضـوعِ
بصنـوف غـي مفجـع مطـبـوعِ
|
بالقصـر يخطـب خطبـة الكـذَّابِ
بالشعـب يسمـع تُرَّهَـاتِ خطـابِ
|
ويقـول إنـي راســخ الأوتــادِ
أهديكـمُ جمـعـا سبـيـل رشــادِ
|
فأنـا (إلــه) سـاكـن بأعـالـي
(يـا ويحـه مـن كافـر محتـالِ) !
|
(هامـان) دوَّن مسرعـا مـا فاتـا
وأشـار فضـلا شاهـدوه رفـاتـا
|
هيـا إليـه بمتـحـف التحـريـرِ
لنرى الغريقَ علـى وثيـر سريـرِ
|
موميـاء فـظ بالهـوى قـد كـانـا
بالظلـم أغـرى هاهـنـا إنسـانـا
|
ليكـون فرعونـا جديـدا فـاجـرا
يحيـا بأحـلام الشعـوب متاجـرا !
|
فاختـار أن يحيـا كمـا الفرعـونِ
يطغى يعربـد فـي رحـاب الكـونِ
|
وأبـاح مصـر الخيـر للَّـصـوصِ
فبها الجواهر فـي بهـاء فصـوصِ
|
وبها النفائسُ فـي صفـاء الجوهـرِ
بجمـال حسـن مستطـاب المنظـرِ
|
فرعـون قـرر أن أعـود مُجَـدَّدا
لأكون (هامـان) الرهيـب الأسـودا
|
بالبغـي أُنهـي ثــورة الجـيـاع
والصفـوة الأخـيـار والـرعـاعِ
|
وأبـث فيهـم أخـبـث العـيـونِ
وفواحـشـا بخـلاعـةٍ لـفـنـونِ
|
والإعتـقـال بـأسـوء التعـذيـبِ
والإختطـاف بأبـشـع الترهـيـبِ
|
فأنـا المهـاب الألمعـي اللوذعـي
(يا خيبة الوغد الكذوب الْمُدَّعـي) !
|
ولقـد ولعـت بمنهـج التدلـيـسِ
منذ انخراطي في خطى (رمسيـسِ)
|
كهّـان فرعـون المتـوج عــادوا
عن عصر فرعون الأوائـل زادوا !
|
حـازوا جميعـا ثــروة البـنـوك
فثـوت بفقـر المدقـع المنـهـوكِ
|
باعوا بمصـر مصانعـا وصروحـا
والشعب أضحـى صوتـه مبحوحـا
|
مـا بيـن سكـان بجـوف مقابـرِ
وزحـام شعـب مستنيـر صـابـرِ
|
شعـبٍ أصيـل طـيـب مـوهـوبِ
يحيـا حزينـا فـي شـتـات دروبِ
|
عانى وقوفـا فـي طويـل صفـوفِ
لينـال قرصـا مـن رديء رغيـفِ
|
عانـي وعـانـي نــدرة للـغـازِ
ولـديـه آبــارٌ مــن الألـغـازِ
|
شعـب عريـق بالـبـلاء يعـانـي
ظلمـا مـن الفرعـون والأعـوانِ
|
ظنـوه شعبـا بالممـات صريـعـا
فـإذاه يحسـن بالنهـوض صنيعـا
|
يجتاز مـن أجـل الحبيبـة مصـره
أغـلال فرعـون الجديـد بعصـره
|
فـأزال عنـهـا قـسـوة لطـغـاةِ
وأعـادهـا لمـبـاهـج لـحـيـاةِ
|
وأنالـهـا بحبـوحـة استنـشـاقِ
لعبـيـر روض مبـهـر رقــراقِ
|
يا سعدها مصـر الجديـدة بالهـدى
تهدي شعوب الأرض حبات النـدى
|
تعطـي الـدروس لسائـر الأقـوامِ
يـا مصرنـا يـا مصـدر الإلهـامِ
|
إنــي أراكِ بمحـكـم التـرتـيـلِ
أيضـا وفـي التـوراة والإنجـيـلِ
|
قـدر رفيـع فـي أعــز فـخـارِ
في مصـر يسمـو طاهـر الأنـوارِ
|
شعـب الكنانـة دمــر البهتـانـا
وأزال عـنـه الظـلـم والأوثـانـا
|
بينايـر فــي ثــورة الأبـطـالِ
دكـوا الحصـون لعصبـة الأنـذالِ
|
واسترجعوا مصـر الحبيبـة كلهـا
من زمـرة ظنـت حبيبتنـا لهـا !
|
فاستغرقـت فـي غمـرة لفـسـادِ
بوسائـل شتـى مــن الإفـسـادِ
|
فرعـون غـادر قصـره مخلوعـا
للشعب أبـدى بالصغـار خضوعـا
|
قـد خـر سقـف للمظالـم هاهنـا
ونمـا قـضـاءٌ بالعـدالـة بينـنـا
|
والجيش قـرر أن يكـون مسانـدا
للشعـب كفـا مستـعـدا واحــدا
|
فهـم الأشـاوس صفـوة الأجنـادِ
وهـم الكـرام علـى مـدى الآمـادِ
|
جيشٌ حمى مصر الجمـال وشعبَهـا
فتراه جيشا فـي المحاسـن والبَهـا
|
جيـش بمصـر برحمـة وســلامِ
جيـش (هنـاك) بمنتهـى الإجـرامِ
|
فالشعـب عانـي سطـوة الإرهـابِ
من جيشه الآتـي بزحـف خـرابِ
|
يا ليته مـن جيـش مصـر تعلمَّـا
لينـال مجـدا فـي عـلاه مُتَمَّـمـا
|
لكـن فرعـون المكـيـر العـاتـي
أيضـا هنـاك بسطـوة الـقـواتِ
|
ولديـه أيضـا بالهـوى (هامـانُ)
فاختـل فيهـم بالعـنـا المـيـزانُ
|
فيهـم ضحايـا الفتـك بــالآلافِ
دون اعتبـار الشـرع والأعـرافِ
|
فالجيـش قـرر أن يكـون مواكبـا
فرعـون مرتكبـا هنـاك مصائبـا
|
هذا وإنـي قـد سطـرت بصفحتـي
ما قـد رأيـت بدمعتـي وبفرحتـي
|
بالذكريـات قـد استبـان الملتقـى
وبها سطرت من السطـور المنتقـى
|
بقصيـد شعـر مسهـب الأبـيـاتِ
مـذكـرات مسيـرتـي وحيـاتـي
|
إني سأرحـل عـن حماكـم آسفـا
فأنا فقدت بـأرض مصـر وظائفـا
|
ولسـوف أنشـر راغبـا إعـلانـا
ب(النـت) أرجـو أن أنـال مكانـا
|
فـي أي قطـر عـنـده فـرعـونُ
يأتيـه منـي بالخطـوبِ الـعـونُ
|
فأنـا القريـنُ الماهـرُ الشيـطـانُ
إبليسُ .. أدعى في الورى (هامانُ) !
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق