مرمره
***
***
شعر
صبري
الصبري
**
**
|
تلك العروس تمخترت بفخارِ
ما بين موج أبيض ونضارِ
|
مخرت عباب البحر صوب حبيبة
عانت مآسي عيشها بحصارِ
|
هذي الجميلة وُقِّرت بمبادئ
شتى تلالت ساعة الإعسارِ
|
فيها رجالٌ طيبون ونسوةٌ
كانوا الشهود بجانب البحَّارِ
|
في عرس (مرمرة) البهاء تفتَّحت
أزهار وعي ثاقب الأبصارِ
|
بمروج (مرمرة) الورود تَعَطَّرت
منها البحور بعبقها الطَيَّارِ
|
كنا نياما والعروس ببحرها
تمضي ل(غزة) موطن الأحرارِ
|
لتقدِّم العون الْمُغيث لشعبها
يحيا بقبضة محنة ودمارِ
|
وعصابة الأشرار في إمعانها
في الشر … بئس عصابة الأشرارِ
|
كانت ل(مرمرة) الجليلة رِفْقَةٌ
فيها وصيفات لها ببحارِ
|
شقوا ظلام الموج في تغريدهم
بالحق .. صاحوا صيحة الإكبارِ
|
الله أكبر فوق كيد معاندٍ
متشبث بالغيِّ والإضرارِ
|
الله أكبر بالشموخ نقولها
سبحانه من ناصر جبارِ
|
سَبَحَتْ وسبَّحت الإله بطهرها
بضراعة للغالب القهارِ
|
كانت تصلى … والصلاة لوقتها
بنت الخلافة ساعة الأسحارِ
|
صَلَّت صلاة الليل تدعو ربها
بخشوعها للواحد الغفارِ
|
واستغفرت رب الوجود ودمعها
كالدر ضاء غياهب الإبحارِ
|
يا آل أمجاد الخلافة أقبلوا
آن الأوان لنهضة الثوَّارِ
|
آن الأوان للم شمل نرتقي
مرقى فوارس عزة الأبرارِ
|
كنا قديما في زمان فخارنا
سيفا يصون كرامة الأقطارِ
|
كنا جميعا مسلمين أعزَّةً
بالله رب العرش والأقدارِ
|
كنا بسنة (أحمد) خير الورى
مستمسكين بمنهج المختارِ
|
حتى انتكسنا باختلال حياتنا
بالعيش في لهو الهوى والعارِ
|
فتفرَّقت منا البلاد تشتت
بين الدروب كحنطة بغبارِ
|
وتمكنت منا البلايا يالنا
من أمة مهضومة المقدارِ
|
ضاعت فلسطين الأبية حينما
ضعنا بتيه العزف للأوتارِ
|
والخمر بين مراقص بكؤوسها
سكرٌ تخللنا بعقر الدارِ
|
والمسجد الأقصى يئن ويشتكي
قيد اليهود مسربلا بجدارِ
|
كانت أراضينا خريدة أمة
صارت محط مفاسد الفجارِ
|
آن الأوان لكي نحرر قدسنا
ونصول جمعا صولة الأخيارِ
|
بالرغم من غدر العدو فإنها
كانت عروس مهابة بفنارِ
|
يزهو ب(مرمرة) البهية سارعت
للغوث دون تذرع الأعذارِ
|
مهما تمادى المجرمون وَقَتَّلوا
ركب العروس بوابل من نارِ
|
ستضيء (مرمرة) الطريق بضوئها
ودمائها بمحاسن الأنوارِ
|
ستكون قائدة الجيوش لقدسنا
بجنودنا قد أقبلوا للثارِ
|
وتعود (تركية) الخلافة مثلما
كانت بدهر المجد والأطهارِ
|
وتعود (مصرُ) و(مغربٌ) و(جزائرٌ)
للزحف صوب القدس بالإصرارِ
|
وتعود (سوريا) (أردنٌ) .. أقطارنا
جمعا لهمة نهضة الثوَّارِ
|
وتزول غمة نكبة حلت بنا
بزوال دولة خسة وصغارِ
|
شكرا ل(مرمرة) الحبيبة أيقظت
فينا جميعا صحوة الأفكارِ
|
صلى الإله على النبي وآله
ما لاح نورٌ مشرق الأقمارِ !!
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق