الأحد، 24 فبراير 2013

مرمرة

مرمره
***

شعر 
 صبري الصبري
**
تلك العروس تمخترت بفخارِ
ما بين موج أبيض ونضارِ
مخرت عباب البحر صوب حبيبة
عانت مآسي عيشها بحصارِ
هذي الجميلة وُقِّرت بمبادئ
شتى تلالت ساعة الإعسارِ
فيها رجالٌ طيبون ونسوةٌ
كانوا الشهود بجانب البحَّارِ
في عرس (مرمرة) البهاء تفتَّحت
أزهار وعي ثاقب الأبصارِ
بمروج (مرمرة) الورود تَعَطَّرت
منها البحور بعبقها الطَيَّارِ
كنا نياما والعروس ببحرها
تمضي ل(غزة) موطن الأحرارِ
لتقدِّم العون الْمُغيث لشعبها
يحيا بقبضة محنة ودمارِ
وعصابة الأشرار في إمعانها
في الشر … بئس عصابة الأشرارِ
كانت ل(مرمرة) الجليلة رِفْقَةٌ
فيها وصيفات لها ببحارِ
شقوا ظلام الموج في تغريدهم
بالحق .. صاحوا صيحة الإكبارِ
الله أكبر فوق كيد معاندٍ
متشبث بالغيِّ والإضرارِ
الله أكبر بالشموخ نقولها
سبحانه من ناصر جبارِ
سَبَحَتْ وسبَّحت الإله بطهرها
بضراعة للغالب القهارِ
كانت تصلى … والصلاة لوقتها
بنت الخلافة ساعة الأسحارِ
صَلَّت صلاة الليل تدعو ربها
بخشوعها للواحد الغفارِ
واستغفرت رب الوجود ودمعها
كالدر ضاء غياهب الإبحارِ
يا آل أمجاد الخلافة أقبلوا
آن الأوان لنهضة الثوَّارِ
آن الأوان للم شمل نرتقي
مرقى فوارس عزة الأبرارِ
كنا قديما في زمان فخارنا
سيفا يصون كرامة الأقطارِ
كنا جميعا مسلمين أعزَّةً
بالله رب العرش والأقدارِ
كنا بسنة (أحمد) خير الورى
مستمسكين بمنهج المختارِ
حتى انتكسنا باختلال حياتنا
بالعيش في لهو الهوى والعارِ
فتفرَّقت منا البلاد تشتت
بين الدروب كحنطة بغبارِ
وتمكنت منا البلايا يالنا
من أمة مهضومة المقدارِ
ضاعت فلسطين الأبية حينما
ضعنا بتيه العزف للأوتارِ
والخمر بين مراقص بكؤوسها
سكرٌ تخللنا بعقر الدارِ
والمسجد الأقصى يئن ويشتكي
قيد اليهود مسربلا بجدارِ
كانت أراضينا خريدة أمة
صارت محط مفاسد الفجارِ
آن الأوان لكي نحرر قدسنا
ونصول جمعا صولة الأخيارِ
بالرغم من غدر العدو فإنها
كانت عروس مهابة بفنارِ
يزهو ب(مرمرة) البهية سارعت
للغوث دون تذرع الأعذارِ
مهما تمادى المجرمون وَقَتَّلوا
ركب العروس بوابل من نارِ
ستضيء (مرمرة) الطريق بضوئها
ودمائها بمحاسن الأنوارِ
ستكون قائدة الجيوش لقدسنا
بجنودنا قد أقبلوا للثارِ
وتعود (تركية) الخلافة مثلما
كانت بدهر المجد والأطهارِ
وتعود (مصرُ) و(مغربٌ) و(جزائرٌ)
للزحف صوب القدس بالإصرارِ
وتعود (سوريا) (أردنٌ) .. أقطارنا
جمعا لهمة نهضة الثوَّارِ
وتزول غمة نكبة حلت بنا
بزوال دولة خسة وصغارِ
شكرا ل(مرمرة) الحبيبة أيقظت
فينا جميعا صحوة الأفكارِ
صلى الإله على النبي وآله
ما لاح نورٌ مشرق الأقمارِ !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق