ذكر
وأنثى
|
ذكر وأنثـى بالخضـوع تقبَّـلا
أمـرا مـن الله الكريـم مُنَـزَّلا
|
هبطا من الجنات لـلأرض التـي
فيها علـى الله الوكيـل توكـلا
|
واختلَّت الأشياء … كانا قبلهـا
بالرغْد في بسط المعالي والعـلا
|
تأتيهمـا الأرزاق دون تَجَـشُّـمٍ
لعناء سعي في معاشٍ قـد حـلا
|
حتى تبـدَّل كـل شـيء عندمـا
عصيا الإلهَ .. تجاوزا ما حَلَّـلا
|
والماكرُ الملعـون غرَّهمـا بمـا
ألقى وزيَّـن بالغـرور وهَلَّـلا !
|
بوعود خلد في الجنـان فصدقـا
زعم الكذوب ونحـوه قـد أقبـلا
|
بالأكل منهـا غصنهـا بمـرارة
بالحلق يسري شوكهـا متخلـلا
|
جسما تعـرَّى بالعـراء بسـوءَةٍ
لاحت فأقبل ذو الدَّهـا وتأمـلا !
|
والخصف بالأوراق خبـأ عـورة
عانـت ثيابـا للنبـات مهلهـلا
|
هي منية الشيطان يخلع عنهمـا
سترا طهـور بالحيـاء مُجَمَّـلا
|
يا للمسـاوئ إن تبـدَّت جهـرة
إبليس ينهل من حماهـا منهـلا
|
وتفرَّقا في الأرض كانا بالثـرى
جسمين بالهجر الشنيع .. تململا
|
حـتـى تـلاقـى آدمٌ بحبيـبـة
فيحاء يلقى في سناهـا الموئـلا
|
ذكـر وأنثـى بالحيـاة تقـابـلا
والأرض ترقب من لقائهما المـلا
|
والناس تأتـي للبسيطـة كلمـا
بالحـب قبَّـل آدمٌ مـا قَـبَّـلا !
|
وانساب يرتع في الحبيبة وحـده
يحيا وحوا في مسـارات الخـلا
|
يستعمر الأرجـاء يبـذل جهـده
يمضي بأرض وحـده مسترسـلا
|
يرعى الـدواب بهمـة وعزيمـة
ويصول صولته بمُخْضَـرِّ الكـلا
|
ويعيش عيشة مُتْعَـبٍ مستغـرقٍ
في الفكر يرقب بالحيـاة تحـوُّلا
|
معه الرفيقة بالـدروب صبـورة
بالخير كان أو الشدائـد والبـلا
|
حـواء تعشـق آدمـا بشقائـه
يحيا دءوبـا بالهمـوم مُحَمَّـلا
|
والحب يشـدو شـدوه بفؤادهـا
غضا بأشواق الـوداد مجلجـلا
|
يا آدمُ : الأحشـاءُ تهفـو كلهـا
للوصل فاترك للوصـال تَمهُّـلا
|
إني عشقتكَ من ضلوعك نشأتـي
فاجعـل لعاشقـة إليـك تَعَقُّـلا
|
أهواك أهوى آدمـا مـن طينـة
ستظل تسقي بالحقـول تسلسـلا
|
ما جف نبع من حماك وما غفـا
قلبي عن الحب الشغوف وما خلى
|
أجيال نشأ مـن خلايانـا تـرى
يا روح قلبي من لدنـك تأصـلا
|
بالحـب آدم لا يـزال يؤمـهـا
بين المروج وبين كلاَّ أو بلـى !
|
يغشى الحبيبة والحبيبـة حرثـه
تلقى الوصال مُقَصَّـرا ومطـولا
|
تزهو تقول بروحهـا وبجسمهـا
مرحى بآدم في جسارته .. هلا !
|
وهو الشغوف بزوجـة مبـرورة
ما غاب عنها أو تجاهل أو سلى
|
فالوصل أزكى لحظـة وطريقـة
لتناسل الطين الـذي قـد جُمِّـلا
|
أجيـال أجيـال توالـت كلـمـا
جيـل وجيـل بالتـراب تَحَلَّـلا
|
فالأرض واسعة وفيهـا يرتقـي
أعلى الجبـال مبطئـا ومعجـلا
|
قد كان في الجنات يلقـى رزقـه
فيهـا لـه بالمعطيـات مُسَهَّـلا
|
ويؤم فيهـا مـا يشـاء ممتعـا
بنعيمهـا يأتـي إليـه مُشَكَّـلا
|
من كل لـون بالعذوبـة يرتـدي
ثوب الضياء مع البهـاء مُظَلَّـلا
|
يحيا بها بيـن الملائـك ناعمـا
عذبـا بهيـا بالنعيـم مبـجـلا
|
فإذاه ينزل مـن عـلاه بعيشـة
تحوي بأصناف الأمـور تقلقـلا
|
يا ليـت حـواء أطاعـت ربهـا
أيضا وآدم .. ليتـه مـا أهمـلا
|
يا ضلع آدم قـد سكنـت بقلبـه
شوقـا وحبـا بالهيـام معلـلا
|
بالزيجة العصمـاء تحلـو ألفـة
ومـودة تحثـو الغـرام مجلـلا
|
بمقاصد الإعمار لـلأرض التـي
ستكون قرصـا كالنقـيِّ مُبَـدَّلا
|
سبحان من يرث الخلائـق كلهـا
يقضي عليهم ذو المشيئة بالبلى
|
يُحـي يميـت بأمـره وقضـائه
بالخلد يُدْخِل من يشاء المدخـلا
|
إمـا بقعـر للجحـيـم مُعَـذِّبَـا
فيها كفـورا بالقيـود مسلسـلا
|
قد كان في الدنيا جهولا جاحـدا
فظـا عنيـدا بالظـلام مغـفـلا
|
أو بالسـلام محييـا فـي جنـة
عبدا خشوعـا ذا ضيـاء مقبـلا
|
تلقاه حـور بالخيـام بحسنهـا
يلقى الجمال السرمـدي الأكمـلا
|
فالكل يدخله المهميـن حسبمـا
كانت صحائفـه لديـه المنـزلا
|
هذا مـآل النـاس يـوم قيامـة
من بعد أن يلقى الأنـام تزلـزلا
|
بالحشـر ميـزانٌ بقسـط كلـه
عدلٌ نلاقـي ذا الجـلال الأعـدلا
|
ذكـر وأنثـى بالعنـاء بموقـف
مهما يكونا بالحساب سَيُسْـأَلا !
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق