الأغاني
**
شعر
صبري الصبري
**
**
شعر
صبري الصبري
**
|
يا ويحَ قلبٍ مغرمٍ بغناءِ
بين الفتون ولوثة الأهواءِ
|
يختل بالألحان تترا أطبقت
فيه المعازف قد جرت بدماءِ
|
يهوى المراقص مُشْرَبَاً بجنونها
يَصْلَى المجون بخيبة وبلاءِ
|
يا ويحه هجر الضياء بما به
من نور حسن ساطع وَضَّاءِ
|
وتجنَّب الأذكارَ تصفو بالهدى
للذاكرين على مدى الآناءِ
|
واستجمع الأنغام في ألغامها
فَخُّ الوقوع بحلكة الظلماءِ
|
كالبائس المنحوس يترك روضة
ليعيش في أرض له جدباءِ
|
أو كالسعيد له السعادة كالضحى
فاختار شقوة عيشه بشقاءِ
|
أو كالمكين بحصن ركن آمنٍ
فمضى يدمر حصنه بغباءِ
|
إن المعازف والملاهي نقمة
حلَّت بقومٍ بالهوى سفهاءِ
|
تركوا الجوارح عرضة لمفاتن
تهوي بهم لمساوئ الأدواءِ
|
فالسمع سممه الغناء بسمه
حتى ثوى كالصخرة الصمَّاءِ
|
والعين عانت من مشاهد عريهم
بين المراقص في سفور نساءِ
|
والقلب منقلبا يقابل نكبة
نكبته جهرا في أتون الدَّاءِ
|
يحيا سقيما بالأغاني لا يرى
شيئا سواها هائما بهواءِ
|
وكذا اللسان بلا اتزانٍ نطقه
لهو الحديث بجهرة وخفاءِ
|
والعقل مشغول بوهم كاسحٍ
للبِّ .. لُبٍّ مغرم بغناءِ !!
|
بالله كفوا عن إساءات لنا
يا من نهجتم منهج التعساءِ
|
عودوا لذكر الله جل جلاله
وتمتعوا بالنور واللألاءِ
|
ودعوا المفاسد إن فيها خصمكم
إبليس زيَّنها لكم بدهاءِ
|
لا تحسبوها متعة فيها الهنا
إن الحياة قصيرة الأثناءِ
|
فلتجعلوها في العبادة إنها
نعم السبيل لجنة فيحاءِ
|
نعم الصراط المستقيم لجنة
علوية قدسية خضراءِ
|
فيها الخيام بحورها طابت لها
شدو لنا بترنم الحسناءِ
|
فيها الأكارم يُحبرون بما بها
من روضة مبرورة عصماءِ
|
لا تشتروا دنيا الفناء بعارضٍ
بخس قليل قادم لفناءِ
|
لا تخربوا أخرى لكم بمعازفٍ
تنساب في زحف من البلواءِ
|
لا تهجروا آي الكتاب برتعكم
خلف المفاتن والهوى بجفاءِ
|
فتلاوة القرآن أسمى غاية
وبها خشوع القلب والأعضاءِ
|
وبها السعادة والهداية للورى
وبها حياة المهجة الغَنَّاءِ
|
إني رأيت المتقين بهم هدى
يهديهمُ لمجالس الكرماءِ
|
ذكرٌ وتهليلٌ ومدح المصطفى
طه حبيبي سيد الشفعاءِ
|
وتلاوة الآيات في إشراقها
صدق اليقين بساطع الآلاءِ
|
هيا لنهجر كلنا في همة
تلك الأغاني في عظيم إباءِ
|
هيا نعد للمنهج الحق الذي
فيه الشفاء بخشية وولاءِ
|
هيا نقاطع كل فتوى تلتوي
بخبالها كالحية الرقطاءِ
|
أو بالفتون مع الخداع دهاؤها
كدهاء تمويه من الحرباءِ
|
والله يهدي من يشاء بقدرةٍ
ومشيئة من أحكم الحكماءِ
|
صلى الإله على النبي وآله
ما بث غيمٌ سلسبيل الماءِ !!
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق