الأحد، 24 فبراير 2013

عادت سعاد

عادت سعاد
**
شعر
صبري الصبري
**
عادت سعادُ فقلبي اليوم مسرورُ
فيه المباهجُ والأفراحُ محبورُ
عادت تجدد وصل الحب يسبقها
فينا اشتياقيَ في الأزهارِ منثورُ
لاحت لقلبيَ حين البين روضتها
فيها الملاحةُ والإشراقُ والنورُ
حلَّ التلاقيَ بعد الهجر فابتسمت
لي في حياتيَ شمسُ الكون والحورُ
كانت سعاد بماضي الدهر عزوتنا
إنَّ الفؤادُ مع الأحباب مبرورُ
تزهو الحبيبة والسلطان يحكمها
فيها الخليفة بالقسطاس مشهورُ
يرعى البهية بالتحنان يغمرها
حب تتابع في الأجيال منظورُ
يعطي العطية للأحباب يمنحها
خير الأمان به البلدان والدورُ
يخشى العدوُّ بوهن العجز سطوتَهُ
إنَّ العدوَّ من السلطان مذعورُ
يأتي إليه بقيد الخسر في كمدٍ
يبكي المهانة فيه الذلُّ معصورُ
تحيا الخلافة بالأمصارِ في رغدٍ
إنَّ التآخيَ في الأرجاء منشورُ
هذي الجميلة في الإبريز روضتها
فيها النضار وفيها المجدُ محفورُ
لاحت سعاد بها الآلاءُ في حلل
خضرا وتمضيَ فيها التبر مصهورُ
سادت سعاد بحور الأرض تمخرها
فيها العدالة ولَّى عندها الجورُ
تمضي الجيوش جيوش الحق شامخة
صوب الحدود بها الشيطانُ مزجورُ
قالت سعاد بصدق القول حكمتها
نحن الرجال بنا القرآنُ منصورُ
نحن العباد عباد الله خالقنا
فينا الكتاب به (الأعراف) و(الطورُ)
منا الهداية للأجيال أجمعها
سطع الضياء به اللألاء موفورُ
نامت سعاد بكهفٍ فيه غفوتها
طالت وطال من الأخلاقِ مهجورُ
تاهت سعاد وتاه القوم يخطفنا
ذئبٌ تمادى في الظلماء مغرورُ
حتى استكنا مع الأهواء تعصفنا
ريح المصائب فيها الغيُّ والبورُ
بانت سعادُ فبات الناس في لهو
بين المراقص فيها الفكرُ مخمورُ
ماجت مآسيَ في ويلات محنتنا
فيها تصدر في الحانات طنبورُ
فيه التخلف في الأحوال ينهشها
ذئب تربص في البلدان مسعورُ
تبكي سعاد مع الأحزان غيبتها
طالت وفينا طال الظلمُ والزورُ
ظلت تواجه في الأهوال شقوتها
قطر وقطر في التقسيم مشطورُ
حَلاَّ بقدسي في الأغلال مضطهدا
فيه اليهود وفيه الرعب والسورُ
نادى النداءَ فقدس الخير في حزن
يرجو الخلاص وفينا الفكر مأسورُ
حتى ب(غزة) فيها القلب في كمدٍ
بين الحصار مع الآلام محصورُ
حتى تهادت في الموجات فاتنةٌ
فيها سعادُ وفيها طَلَّ نحريرُ
هذي الجميلة بالأحرار قدَّرها
قدرٌ تراءى مع الألطاف مقدورُ
بثت سعاد بعرض البحر صحوتها
مهما تداعى مع الظلماء محذورُ
جاءت سعاد فما أحلى سعادتنا
جاءت وقلبيَ في الأفراح مبهورُ
طيبي سعاد بطيب فيه لهفتنا
شوقا إليك به الوجدان مجبورُ
قالت سعاد لأهل الحب كعبتنا
فيها البهاءُ مع الأنوارُ معمورُ
فينا الكتابُ كتاب الله أنزله
فيه الحياةُ وفيه الغيبُ والصورُ
قامت هناك بباب العز صحوتنا
زفت سعاد وبدر الكون محبورُ
عادت سعاد وفي أفراح نشوتنا
أمل تغلغل في الأحشاء مفطورُ
أملُ التوجه صوب القدس في شمم
أملُ تواصل في الأجيال مقرورُ
هل ذاك حلميَ بالأحلام أحلمه ؟!
أم ذاك صحويَ فيه القلب مسرورُ ؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق