كتبها
صبري الصبري ، في 30 ديسمبر 2012 الساعة: 07:29 ص
مليونية الضجر
***
شعر
صبري الصبري
***
***
شعر
صبري الصبري
***
|
إنا ضجرنا مـن حشـود تظاهـر
أودت بمصـر وشعبهـا لحفائـرِ
|
وتسربلت أقدام (ليلى) فـي العنـا
وهوت بقـاع مصائـب ومخاطـرِ
|
وبدت بلوعتهـا الأليمـة دمعهـا
يهمـي بدفـق مدامـع بمحاجـرِ
|
إنا سئمنـا مـن سفاهـات بـدت
بالسوء لاحت فـي قبيـح مناظـرِ
|
فوضـى تعـم حياتنـا بمخـالـب
قضـت مخـادع أمننـا بأظـافـرِ
|
فبـكـل درب ثـلـة بهتـافـهـا
وبكل شـارع مستطيـر ظواهـرِ
|
نحيـا حيـاة الخائفيـن فأمنـنـا
ولى وصرنا في صـراع ضرائـرِ
|
نحتـل فيهـا مـا نشـاء بفتنـة
عميـاء تدفـع شعبنـا لكبـائـرِ
|
وتقيـم فينـا مهلكـات حياتـنـا
في الإثم يردينـا بنـار تصاغـرِ
|
ما ذنب مصر تمزقت أرجاؤهـا ؟!
ما ذنبها عانت مريـر مظاهـرِ ؟!
|
باسـم التحـرر حركتنـا شهـوة
للقيـل والقـال الشديـد الظاهـرِ
|
بئس المراء مـراء شعـب واحـد
عانى المآسي من حـراب حناجـرِ
|
(اقتـل أخـاك بسبـه وبقـذفـه)
(حقره بالقول المسـيء الداعـرِ)
|
هـذا شعـار العابثيـن بمصرنـا
هـذا سبيـل المستبـد الحـائـر
|
في كل شارع من شـوارع نيلنـا
حشد يلاقي حشـد خصـم كاسـرِ
|
بالطوب والخرطوش يمطر جونـا
يـا للإصابـة بالبـلاء المـاطـرِ
|
في كل درب ضرب نـار أشعلـت
فينا الرزايـا أضرمـت بأواصـرِ
|
من أنت قل لي إن مـررت بحينـا
هل أنت خصمي أو حميم مناصـرِ؟
|
كدنـا نصنـف بعضنـا بسجلنـا
حسـب الـولاء لفكـرة بدفـاتـرِ
|
صرنـا نتاجـر بالمبـادئ جهـرة
يا ويـح كـل مدلـس ومتاجـرِ !
|
والبعض أضحى بالزعامـة جامعـا
أنصـار دعـم حاشـد لمكـابـرِ
|
والبعض كفَّـر بعضـه بتجـريء
بئس الفتاوى مـن جهـول ماكـرِ
|
والبعض أصبح بالفضـاء محركـا
للشر يبحث عـن هـراء محـاورِ
|
والبعض أمسى بالوقـود مسعـرا
يصغـي لويـل تنافـس وتخابـرِ
|
و(يشيّـر) الأنبـاء دون تحـقـق
ويشيـع فحشـا موغـلا بتناحـرِ
|
وبعمـده طعـن لآخـر كاشـحـا
ببغيـض إخـلال مقيـت جـائـرِ
|
قسمين أصبحنـا بجـرح نـازف
صعـب أليـم بالجـوارح غائـرِ
|
بالدمـع باتـت أعيـن ببكائـهـا
فيه الثكالـى فـي سـواد ستائـرِ
|
يومـا نشيـع للمشـافـي ثـلـة
من بعـد تشييـع لجـوف مقابـرِ
|
والناس بالأرض البعيـدة عينهـا
ترنو إلينـا فـي ذهـول الناظـرِ
|
وتقـول أقـوالا تعـدد قصـدهـا
بيـن الشماتـة والـوداد العاطـرِ
|
أعـداء مصـر بفرحـة وسعـادة
أحباب مصـر بلوعـة وتضافـرِ
|
صرنا بكـون شاخـص متعجـب
متـرقـب متـأهـب متـقـاطـرِ
|
مليون شخـص كـل يـوم بيننـا
يمضي بصيحات الهتاف الهـادرِ !
|
وإذا سألت عن المصانع قد خـوت
منهـم تراهـم بابتـدار مبـادرِ :
|
(ثوارنـا بالإعتصـام بخيـمـة)
يـا للعجائـب فـي خيـام الثائـرِ
|
كدنـا نفلّـس باقتصـاد منـهـك
من فرط تهريج وفـرط تظاهـرِ !
|
كدنـا نواجـه ثــورة فـوريـة
لجيـاع فقـر مـدقـع بعنـابـرِ
|
لن يشبع الناس الكـلامُ فجهـزوا
للقـوت غرسـا يانعـا بقنـاطـرِ
|
لن يُسكن القومَ الخـلاءُ فأنشئـوا
إيـواء مثواهـم بحسـن عمائـرِ
|
لن يستر الجسم العـراءُ فستّـروا
أجسام من عانـى بثـوب ساتـرِ
|
هيـا نضمـد بالسـلام جراحـنـا
هيـا نعـود لألـفـة وتـحـاورِ
|
للبحث عن عيش الوئـام لشعبنـا
في نضر روضات الرخاء الزاهـرِ
|
مصر الجميلـة تستحـق حياتهـا
بظـلال شـرع لـلإلـه الـقـادرِ
|
هـذا نـدائـي للأحـبـة كلـهـم
من بوح إخلاصي وصدق مشاعري
|
سأظل أهتـف بالغـرام لمصرنـا
بقصيد تغريد المحـب الشاعـرِ !
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق