كتبه
اصبري الصبري ، في 9 ديسمبر 2012 الساعة: 11:09 ص
نار
الحبيبة***
شعر
صبري الصبري
شعر
صبري الصبري
|
صبوا علـى نـار الحبيـة مـاءَ
لا تسكبـوا البنزيـن والأهــواءَ
|
لا تشعلوهـا بالمفـاسـد إنـهـا
أمسـت تواصـل بالأنيـن بكـاءَ
|
وتقول مهـلا يـا أحبائـي متـى
كنتـم بـأرضٍ للإخـا أعـداءَ ؟!
|
إنـي أطالـع بالوجـوم بدمعتـي
وبحسرتـي وبلهفـتـي أبـنـاءَ
|
كانـوا جميعـا فاستبـدوا بالمـرا
وتفرقـوا وتـجـزءوا أجــزاءَ
|
وتشتتوا بعـد ائتـلاف أشهـروا
سيفـا يمـزق جمعهـم أشــلاءَ
|
وتترسوا خلف المتاريـس التـي
ضمـت سلاحـا مشهـرا وبـلاءَ
|
ماذا جرى للشعـب عانـى فجـأة
في ثـورة كانـت لـه الأدواءَ ؟!
|
ولـت سعادتنـا وحـلَّ بقلبـنـا
هـمٌّ يمـزق بالجـوى الأحشـاءَ
|
أبمصر هذا الإنقسام وقـد مضـى
دهر طويـل بالصفـا تتـراءى ؟!
|
من عصر (مينا) باتحاد صفوفنـا
في مصر نسكـن بالوفـاق إخـاءَ
|
والعـز والأمجـاد تجمـع شعبنـا
بمحبـة تسقـي الفـؤاد صفـاءَ
|
والنيل يجري بالعذوبـة ضاحكـا
يروي الجمـوع ملاحـة وذكـاءَ
|
والشعب يشرب سلسبيـلا طاهـرا
ويضم مـن رغـد النعيـم غـذاءَ
|
ويعيش عيشـا طيبـا مسترسـلا
يغشى المـروج وجنـة خضـراءَ
|
حتـى انتهينـا للشقـاق فشقنـا
وأحـال عيـش الآمنيـن شقـاءَ
|
وتوجه الأحباب وجهـة بغضهـم
حتـى أسالـوا بالـدروب دمـاءَ
|
هي نبض شعب واحـد بهمومـه
عانـى افتتانـا عاجـلا ودهـاءَ
|
(قابيل) أقبـل بالهـلاك لصنـوه
(هابيـل) لاقـى بالطعـون فنـاءَ
|
بأخـوة ضاعـت بلغـو جدالـنـا
مَنْ سوف يسكت للقصاص نداءَ ؟!
|
من سوف يرأب صدعنا وجدارنـا
يحتاج من فرط الثقـوب بنـاءَ ؟!
|
ويروم من كـل الجهـات دعائمـا
بالخـوف نـادى بالخـلا البنَّـاءَ
|
وفخامـة البنَّـاء يلهـو بينـهـم
بشـوارع قـد جمعـت فـرقـاءَ
|
وتداخلت أصـوات بلوانـا نمـى
فيهـا التشتـت بالخـراب نمـاءَ
|
بنفورنـا صرنـا هبـاء واهـنـا
يا ويحنـا صـار الجميـع هبـاءَ
|
قد كان فخـر العالميـن بمصرنـا
صرنـا نلاقـي بالعيـون رثـاءَ
|
بالحزن بالإشفـاق بتنـا نرتجـي
منهـم لـرب العالميـن دعــاءَ
|
ليعـم مصـر بأمنـه وبلطـفـه
يعطي الحبيبة مـن سنـاه عطـاءَ
|
من كان يعشق مصرنا من أهلهـا
ينهـي اقتتـالا بينـنـا إنـهـاءَ
|
ويكـون بـردا ذا سـلام موقنـا
أن التقاتـل يجـلـب الإعـمـاءَ
|
وتسود فيـه المهلكـات صفوفنـا
تلقـى الطعـون تواجـه الإدمـاءَ
|
يا شعب مصر ألا اتفقـت بحكمـة
تأتـي توصِّـف للجـراح دواءَ ؟!
|
طالت بنا الأوجـاع تتـرا بيننـا
تمضي لتـزرع بالحقـول خـواءَ
|
وتراجـع الإنتـاج ولـى ربحنـا
والخير ولى واسألـوا الفقـراءَ !
|
جاعت بطون ترتجـي إشباعهـا
ترجـو لبـرد بالشتـاء كـسـاءَ
|
والناس ملـت مـن كـلام فـارغ
يـزداد إفكـا صارخـا ومــراءَ
|
أين الكـرام العاقلـون برشدهـم
يزهـو يحقـق بالوئـام لقـاءَ ؟!
|
أشتاق مصـر بأمنهـا وسلامهـا
أشتـاق فيهـا بالسـرور رخـاءَ
|
أشتاق صفحة نيلهـا فـي قـارب
غنـى لهـا نـاي الغـرام غنـاءَ
|
أشتاق نزهـة ريفهـا وحقولهـا
خيراتهـا عمـت بهـا الأنحـاءَ
|
أشتـاق طيبـة أهلهـا بقلوبهـم
تحـوي بطهـر المؤمنيـن نقـاءَ
|
وأحبهـا حبـا تخلـل مهجـتـي
يبـدو بشعـري ناصعـا وضَّـاءَ
|
يروي رواية عشقهـا وغرامهـا
لمـن استقـر بأرضهـا أو جـاءَ
|
أو راح يهدي بالحنيـن لأرضهـا
شعـرا يواكـب بالثنـا الشعـراءَ
|
أو رام منهـا لمحـة مصـريـة
مـبـرورة ميمـونـة فيـحـاءَ
|
أو قـال عنهـا جمـلـة دريــة
تـزدان حسنـا ساطعـا وضيـاءَ
|
أو خـط فيهـا بالسطـور مقالـة
تسـدي لمصـر هيامـه إسـداءَ
|
أو خص بالشـدو العليـل جميلـة
رقراقـة معشـوقـة حسـنـاءَ !
|
نـار الحبيبـة تستحـث جهودنـا
كيما نصب على الجحيـم المـاءَ !
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق