كتبها
صبري الصبري ، في 8 يونيو 2012 الساعة: 12:58 م
النخلة
والبئر
***شعر
صبري الصبري
***
***شعر
صبري الصبري
***
عجبا لشخص واقـع بالبئـرِ
يهوي بقاع مستطيـر الأسـرِ
|
يحيا بأغـلال شـداد أطبقـت
سرا وجهرا بالأسـى والقهـرِ
|
يقتات نبتا طالعا فـي حفـرة
مزريـة معجـونـة بالـمـرِ
|
يشتاق نـورا فالظـلام يلفـه
لفـا بعتمـة لفحـة بالـحـرِ
|
ويمد كـف السائليـن لربـه
ليجيب قلبـا لاهجـا بالذكـرِ
|
فيمده بالغوث يهطل بالسخـا
للسائلين على امتـداد الدهـرِ
|
فهو المغيث المستعان بغوثـه
يحيـا الأنـام بلهفـة للخيـرِ
|
من كان منهم بالرخاء ممتعـا
أو كان منهم بالضنى والعسـرِ
|
واشتد ويل الحادثات بمن هوى
بالبئر رغما بالعنـا والقسـرِ
|
فمعاول السجان تقرع رأسـه
بالهدم يمضي بانطلاق الضـرِ
|
نادى بصوت طاعن في يأسـه
دون انقطاع للنـدا بالحصـرِ
|
فالقاع أضحى للمعنى مخدعـا
يغلي بمـاء لاهـب كالجمـرِ
|
ينساب بالأحشاء في تقطيعـه
كالسم في جوف الممزق يجري
|
حتى استقر بأمنيـات فـؤاده
بالقيد يهفـو للنـدى بالبشـرِ
|
وأراد ربـك للمُعَـذَّب فرجـة
فأمـده مـن فضلـه بالنصـرِ
|
فبدا بإمساكِ الجوانب كي يرى
ما بالبسيطة من فسيح النشـرِ
|
واجتاز سجان البـلاء بوثبـة
أودت بسجـان البـلا بالقعـرِ
|
وثوى برأس البئر يرقب شأنه
بذهول لـب موغـل بالفكـرِ
|
ويرى بقاع البئر سجانـا لـه
يحيا بكبت بالـردى والخسـرِ
|
فأفاض من مقت لديه سخائما
بمن استقر بذله فـي الكهـرِ
|
ورأى بجنب البئر أعلى نخلـة
لاحت بسمت جمالهـا بالتمـرِ
|
فانساب في عزم الصعود لذروة
للتمر يرجو حصـده باليسـرِ
|
ظن الحيـاة غنيمـة فوريـة
يختال فيها بالمناصب يسـري
|
وبأن لجـة سعيـه بمسـاره
تعطيـه كـرا تابعـا للـفـرِ
|
فهوي كئيبا من أعالي نخلـة
بالبئر حـل بقاعـه بالكسـرِ
|
بالذل من كأس الحماقة يحتسي
مرا جديـدا بالأسـى والقفـرِ
|
وثوى حزينا منهكا بشجونـه
يجتـر ويـل تسـرع المغتـرِ
|
قد رام آفاقـا حلـت بالتمـر
فثوى سريعا مرغما في البئـرِ
|
إن اللجاجـة حسـرة وندامـة
فيها الهلاك على مدار العمرِ !!
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق