الجمعة، 15 فبراير 2013

عانيت في تلك الحياة

عانيت
في تلك الحياة
***
شعر
صبري الصبري
***
عانيت في تلك الحياة ومن يكـن
مثلي يعانـي فـي دروب حيـاةِ
فهمـوم أمتنـا الكبيـرة كلـهـا
همـي .. يؤرقنـي بكـل غـداةِ
وكـذا بليـلٍ ألتقـي بهمومـهـا
وضحى وظهرٍ أمتـي فـي ذاتـي
عانيت فرقتهـا ووهـن قرارهـا
وذهاب قوتهـا بعصـف شتـاتِ
عانيت غربتها وعجـز مسارهـا
وضياعها فـي حالـك الظلمـاتِ
ونعاسها في كهـف نسيـان بـه
فقدت كثيـر الفضـل والميـزاتِ
ورقادها في بئر هاويـة الهـوى
بين افتتـان النـاس بالشاشـاتِ
ولهاثها خلف الملاهـي أطبقـت
جهرا علينـا بالهجـوم العاتـي
عانيـت قدسـا لا يـزال بقيـده
يحيا بحـزن فـي قيـود عتـاةِ
ويمر عـام بعـد عـام يصطلـي
نـارَ البقـاء بقبضـةٍ لطـغـاةِ
وهو الذي طه الحبيب المصطفـى
فيه استقـر بأشـرف الساحـاتِ
قـد أمَّ فيـه الأنبيـاء جميعهـم
من قبـل معـراج إلـى المرقـاةِ
عانيت قهري وابتعـادي مُجبَـرا
عن مسجد أقصـى لـه قبلاتـي
عانيـت فقـدان التآلـف بيننـا
كي ما نكـون بكافـة الجبهـاتِ
جنـد العزيمـة باتجـاه واحــد
نحو المنادي : أسرعوا لنجاتـي
أنا مسجدٌ أقصى أعانـي جهـرة
مكر اليهود على مـدى السنـواتِ
أنا قدسكم قدس المعالـي مالكـم
جمعـا رضيتـم كلكـم بسبـاتِ
عانيت جدا مـن خصـام ظاهـر
بين الجميع على امتـداد جهـاتِ
ما بين (فتح) أو (حماس) سارعوا
للهجـر دون تصالـح وصـلاتِ
ساءت نوايـا الأقربيـن ومزقـوا
وصل الأخوة وارتضـوا الهنـاتِ
وثوى عدوهـم الأثيـم مدججـا
بسـلاح فرقتنـا بكـل ثـبـاتِ
نحن الضعاف إذا افترقنـا أمتـي
هيـا لعمـل صـالـح النـيَّـاتِ
هيا لتوحيـد الصفـوف فقدسنـا
عاني وعانينـا لظـى الحسـراتِ
أنسيتم الأمجاد ؟! أمـةَ (أحمـدٍ)
هبـي كفـاكِ رقـدة الأمــواتِ
عانيت في تلك الحيـاة ولـم أزل
حقـا أعانـي صادحـا أبيـاتـي
فلعـل شعـري أن يذكـر أمتـي
بالخيـر جـاء بمحكـم الآيـاتِ
صلى الإلهُ على الرسـول وآلـهِ
طـه حبيبـي سيـد الـسـاداتِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق