الإسكافي
***
شعر
صبري الصبري
***
***
|
إذا عَجَزَ السِّلاحُ عن القتـالِ
فَصَبْرٌ ثـم ضَـرْبٌ بالنِّعَـالِ
|
ورميٌّ في الهواء بكُلِّ شَـيءٍ
إذا فُقِدَتْ سِهَامٌ فـي النِّبَـالِ
|
يطير حذائُنا المكبـوتُ جـوا
ليرجم بانطـلاق كـلَّ ضَّـالِ
|
ونلقي ب(الشباشب) في وجوه
أتت للظلم في جوف الليالِـي
|
فمهلا يا أخي (الإسكافي) مهلا
فقد أصبحت عنـوان الْمَقَـالِ
|
فجهز للجميـع نعـالَ غـزو
بـه نغـزو بأحذيـة ثِـقَـالِ
|
ورتِّب يا عزيزي نصفَ نعـلٍ
لكي نصحبه في هذا المجـالِ
|
وجهز كـل مِسْمَـارٍ دقيـق
يحقق كـل مأمـولِ الخيـالِ
|
ليجرح رأس مغـرور خبيـث
أتى بالغدر في جيش الضـلالِ
|
ويهزم عصبة المخبول شَنَّت
جرائمهـا العديـدةَ باعتقـالِ
|
لعاصمة الخلافة كم تهـاوت
بها أركـانُ أمجـادٍ خَوالـي
|
وجاء المجرمـون بكـل فـجٍّ
على عَجَلٍ بقارعـة الخَبَـالِ
|
وحَلَّ القحطُ والأنهارُ تَجـري
ب(دجلة) و(الفرات) بلا غلالِ
|
فهم بالسجن في قيـدٍ وأسْـرٍ
وذلٍّ فـي المهانـة والوبـالِ
|
فلا (المنصورُ) ينصرهم ويأتي
بدولته القديمة فـي اتصـالِ
|
ولا (هارونُ) يحضرهم بجيشٍ
لـه آثـارُ تاريـخ النِّضَـالِ
|
ولا ما كان من ماضيٍ تليـدٍ
عتيد ضاع في زمن احتـلالِ
|
تباكى كُـلُّ ذي عـزم غيـور
بعجز لاح في أوهى اختـلالِ
|
وشعرٍ هام في دمـع ثخيـن
بوزن ضـم مأمـول المَنَـالِ
|
ونثرٍ بـاح بالبلـوى تناهـت
بحزن الكاتبين على الرمـالِ
|
بهذا العجز أصبحنا وأمسـى
بأمتنا البلاءُ … فـلا تبالـي
|
ونام الكُلُّ في (بَصَلٍ) وَ(عَسَلٍ)
و(جَرْجِيرٍ) و(فِجْلٍ) بالسُّعـالِ
|
ولاح النَّعْلُ في صحو فصاحوا
بصيحات السعـادة بانفعـالِ
|
وجدنا النصرَ في نعل شديـدٍ
جديدٍ طار فـي جـوِّ النـزالِ
|
تَجَهَّز بالحذاء فكـل ضـرب
ل(وزغ) فيه طائـرةُ الحـلالِ
|
وشاهد ضرب (بوشٍّ) كل يومٍ
ولا تأبـه لعاصفـة الجـدالِ
|
وصاحبْ كُلَّ (إسكافي) منيـرٍ
جديرٍ ماهـرٍ بالخيـط غالـي
|
بـه إتقـانُ أحذيـة النعـالِ
إذا عجز السلاحُ عن القتـالِ
|
سيصبح قائدَ القـوات حتـى
نوافي قائـدا شَهْـمَ الفِعَـالِ
|
فحيوا عُدَّةَ (الإسكافي) قولوا :
حَماكَ الله يا فخرَ الرجـالِ !!
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق