الجمعة، 15 فبراير 2013

الإسكافي

الإسكافي
***
شعر 
 صبري الصبري
***
 
إذا عَجَزَ السِّلاحُ عن القتـالِ
فَصَبْرٌ ثـم ضَـرْبٌ بالنِّعَـالِ
ورميٌّ في الهواء بكُلِّ شَـيءٍ
إذا فُقِدَتْ سِهَامٌ فـي النِّبَـالِ
يطير حذائُنا المكبـوتُ جـوا
ليرجم بانطـلاق كـلَّ ضَّـالِ
ونلقي ب(الشباشب) في وجوه
أتت للظلم في جوف الليالِـي
فمهلا يا أخي (الإسكافي) مهلا
فقد أصبحت عنـوان الْمَقَـالِ
فجهز للجميـع نعـالَ غـزو
بـه نغـزو بأحذيـة ثِـقَـالِ
ورتِّب يا عزيزي نصفَ نعـلٍ
لكي نصحبه في هذا المجـالِ
وجهز كـل مِسْمَـارٍ دقيـق
يحقق كـل مأمـولِ الخيـالِ
ليجرح رأس مغـرور خبيـث
أتى بالغدر في جيش الضـلالِ
ويهزم عصبة المخبول شَنَّت
جرائمهـا العديـدةَ باعتقـالِ
لعاصمة الخلافة كم تهـاوت
بها أركـانُ أمجـادٍ خَوالـي
وجاء المجرمـون بكـل فـجٍّ
على عَجَلٍ بقارعـة الخَبَـالِ
وحَلَّ القحطُ والأنهارُ تَجـري
ب(دجلة) و(الفرات) بلا غلالِ
فهم بالسجن في قيـدٍ وأسْـرٍ
وذلٍّ فـي المهانـة والوبـالِ
فلا (المنصورُ) ينصرهم ويأتي
بدولته القديمة فـي اتصـالِ
ولا (هارونُ) يحضرهم بجيشٍ
لـه آثـارُ تاريـخ النِّضَـالِ
ولا ما كان من ماضيٍ تليـدٍ
عتيد ضاع في زمن احتـلالِ
تباكى كُـلُّ ذي عـزم غيـور
بعجز لاح في أوهى اختـلالِ
وشعرٍ هام في دمـع ثخيـن
بوزن ضـم مأمـول المَنَـالِ
ونثرٍ بـاح بالبلـوى تناهـت
بحزن الكاتبين على الرمـالِ
بهذا العجز أصبحنا وأمسـى
بأمتنا البلاءُ … فـلا تبالـي
ونام الكُلُّ في (بَصَلٍ) وَ(عَسَلٍ)
و(جَرْجِيرٍ) و(فِجْلٍ) بالسُّعـالِ
ولاح النَّعْلُ في صحو فصاحوا
بصيحات السعـادة بانفعـالِ
وجدنا النصرَ في نعل شديـدٍ
جديدٍ طار فـي جـوِّ النـزالِ
تَجَهَّز بالحذاء فكـل ضـرب
ل(وزغ) فيه طائـرةُ الحـلالِ
وشاهد ضرب (بوشٍّ) كل يومٍ
ولا تأبـه لعاصفـة الجـدالِ
وصاحبْ كُلَّ (إسكافي) منيـرٍ
جديرٍ ماهـرٍ بالخيـط غالـي
بـه إتقـانُ أحذيـة النعـالِ
إذا عجز السلاحُ عن القتـالِ
سيصبح قائدَ القـوات حتـى
نوافي قائـدا شَهْـمَ الفِعَـالِ
فحيوا عُدَّةَ (الإسكافي) قولوا :
حَماكَ الله يا فخرَ الرجـالِ !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق