قبلة الوداع
***
شعر
***
شعر
صبري
الصبري
***
***
|
قد كنت أرجو أن يكـون حذائـي
يا (جورج بوش) مُحَلِّقَاً بهـواءِ
|
في وجه أوبـاشٍ لئـامٍ صافعـا
وجهـا يمثـل أبغـض الأعـداءِ
|
جثموا بأرضٍ للعروبة وانتشـوا
زيفـا بنصـر ذاخـر بـدمـاءِ
|
سالت ب(دجلة) و(الفرات) ولوَّنَتْ
وجه العـراق بصبغـة حمـراءِ
|
فيها الدموعُ تخضبت بشجونهـا
واسترسلت فـي حزنهـا ببكـاءِ
|
مـازال فيهـا غاصـبٌ متجبـرٌ
متقهقـرٌ فـي حلـة ســوداءِ
|
يغتر بالقـوات قصفـت قصفهـا
بالحقد في غِـلٍّ وفـي استعـلاءِ
|
يختال فـي سفـه بكـل وقاحـة
بجـوار دميتـه بـدا بالـرائـي
|
فـي ذل إعـزاز كـذوب بالـذي
كالكلب يلهث في سخيف عـواءِ
|
فـإذا ب(منتظـرٍ) يعبِّـر جهـرة
عما يجيـش بمهجـة البسـلاءِ
|
وإذاه يرمـي بالحـذاء بـقـوةٍ
في وجه (بوش) العابس المستاءِ
|
ويَخِرُّ بالخـوف الشديـد تفاديـا
لحـذاء (منتظـرٍ) بـدا بفضـاءِ
|
ليراه كل الناظرين قـد انتشـوا
بحـذاء (زيـدي) ثائـرٍ وضَّـاءِ
|
يشفي غليل المسلميـن تعجبـوا
مما جـرى فـي بلـدة الخلفـاءِ
|
وكأن (هارون الرشيـد) بقبـره
يرنـو يسـاءل ثلـة الكـرمـاءِ
|
كيف استكنتم بالخضوع لعصبـةٍ
ظنـت ظنـون الـذل للأحيـاءِ
|
جاءت بقوات اللصوص لسلبكـم
يا أهل (بغـدادٍ) بـلا استحيـاءِ
|
إن كان أعـوان العـدو تمكنـوا
بالغدر منكم في دجـى الظلمـاءِ
|
وبـدت خيانتهـم لكـل مشاهـدٍ
كالسُّـمِّ دُسُّ بقصعـةٍ لـغـذاءِ
|
فحذاء (منتظـر) يفجـر مشهـدا
عذبـا جسـورا مفعمـا بنقـاءِ
|
ويطيـر بالجـوِّ الملبـد بالخنـا
كشعاع شمـس أشرقـت ببهـاءِ
|
ويحط في وجه بغيـضٍ باهـتٍ
فـظٍّ قمـيءٍ مرهـقٍ بشـقـاءِ
|
ويبث بالرمـز المؤجـج ثـورة
ترمي العـدو بنعلنـا المترائـي
|
بالعزم والإقـدام والفخـر الـذي
قد كان من (زيـدي) بكـل إبـاءِ
|
ستؤول للنسيان يا (جورج) العنا
فـي قـاع تاريـخ بعيـد نائـي
|
يذكرك بالأهـوال خَطَّـتْ خَطَّهَـا
بمـداد بغـي مـجـرم بغـبـاءِ
|
أبشر بما تلقاه من آتـي الشقـا
يا مـن يتيـه بمشيـة الخيـلاءِ
|
فاليـوم نلـت مهانـة ومـذلـةً
كالبرص يُضْرَبُ جَهْرَةً بحذاءِ !!
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق