الأم
الحزينة
***
شعر
صبري الصبري
***
شعر
صبري الصبري
***
|
فضوا التنازع وابدءوا الأعمـالا
وكفى بمصـر تنازعـا وجـدالا
|
وتجاذبـا فجـا مريبـا قـاحـلا
بالشوك أنبـت بالمـلا الأعطـالا
|
وتمزق الشعب الصبـور تمزقـا
أرداه فـي خسـر المـراء مـآلا
|
فالكـل مفتـون بفتنتـه يــرى
رأيـا لـه مـن عزفـه مـوالا
|
ويرى كـلام الآخريـن لجاجـة
عرجاء بثت في العقـول خبـالا
|
والحرب كادت أن تشـب وكلنـا
أهـل وأرحـامٌ لـنـا تتـوالـى
|
مهما اختلفنـا فالمـرام المبتغـى
أن نرتجي مصر العـلاء مجـالا
|
برقيها المعهـود نتبـع الهـدى
نهجـا سديـدا مشرقـا مفضـالا
|
ونعمـر الأرجـاء تعميـرا بـه
نمضي نحقـق للمنـى استكمـالا
|
تحتاج مصـر جهودنـا بتكامـل
وتكاتـف فاستأنفـوا الأعـمـالا
|
بالخيـر شـدوا أزركـم بتآلـف
هيـا لنـزرع بالحقـول غـلالا
|
ونصنّـع الآلات تصنيعـا لـنـا
فيـه الدقائـق تبهـر الأجـيـالا
|
ونوفر الأشيـاء شحـت عندنـا
والعـوز أقبـل بالعنـا إقـبـالا
|
هل تأكل الأحياء أحـرف جملـة
بحديث لغـو صائـح يتعالـى ؟!
|
بالجـو يمـلأ سمعنـا بهـرائـه
يهـذي يبـرر جهـرة أفـعـالا
|
فضلا أنيخـوا ركبكـم بتصالـح
ينهـي لدينـا لـجـة وخـيـالا
|
فحقائـق التاريـخ تثبـت أننـا
نمضي بدرب وئامنـا استرسـالا
|
وبأننـا شعـب عريـق صابـر
يأبـى المهانـة يرفـض الإذلالا
|
لكننـا يـا قـومُ عانينـا هـنـا
في قولنـا فـي فعلنـا الإهمـالا
|
دأبـا نسينـا فانزلقنـا جـهـرة
في الوهن عافسنا بـه الأوحـالا
|
وغـدت دروب حياتنـا بمشاكـل
شتـى تـؤرق بالهمـوم البـالا
|
من أجل مصر توحدوا واستمسكوا
بالحق إنـي قـد سألـت سـؤالا
|
هل هانت الأمجاد حتى أصبحـت
تلقى بإهمال الجميـع سـلالا ؟!
|
وكأنها الأحـلام ذابـت وانتهـت
وتحملـت مـن يأسنـا الأحمـالا
|
إني لأعجب من صنوف فصائـل
كانت فصيـلا واحـدا يتلالـى !
|
فغدت شتاتا قـد تفـرق شملهـا
وهوت تواجـه بالخـواء نصـالا
|
ذهبت بريـح قاصـف ولسانهـا
مازال يطلـق بالهـواء ضـلالا
|
فالداء يكمن في اللسان فعالجـوا
داء لديـكـم بالتـريـث حــالا
|
وتسلحـوا بالجـد دربـا ناجحـا
فالجـد ينجـز للفتـى الأشغـالا
|
والناس في مصر الجمال تكبـدت
من فرط شدة عيشهـا الأهـوالا
|
فكفى الجميلـة لوعـة بمصائـب
أضحـت تبـث الغـم والبلبـالا
|
فمتى نفيق تدبـروا مـا جاءنـا
إن الحبيبـة تنتـظـر حــلاَّلا
|
وتود لـو كانـت برغـد سابـغ
تنساب في بسـط النعيـم حـلالا
|
وتهـب بالأنـوار طهـرا دافقـا
فخما نصاحـب بالربيـع جمـالا
|
لازال فينا عطر ماضينـا سـري
فينـا ينـادي بالرجـاء رجـالا
|
إنـا نمـزق بعضـنـا بتعـمـد
والسيـف يشهـر نصلـه قَتَّـالا
|
والرمح من غمد الوئـام ترصـدا
يبـدو حقـودا بينـنـا جــوالا
|
ووسائل البـث الأثيـم بشرهـا
جهـرا تؤجـج بالجميـع قتـالا
|
إني بحزني قد سطرت قصيدتـي
ضمت لأصحـاب العقـول مقـالا
|
لا تنسفوا مصر الحبيبـة فجـأة
تلقى الهـوان مصائبـا ووبـالا
|
وتصير مثل من انتهى في قطـره
قابيـل يضـرب للهلاك مـثـالا
|
هابيل يُصرع بالشقيـق مشققـا
جسم الأخوة بالـردى استعجـالا
|
مهـلا أشقـاء العـلاء تريثـوا
فـالأم تجمـع بالصفـاء عيـالا
|
مصر الحزينة أمكم كونـوا لهـا
بالبـر حبـا صادقـا ووصــالا
|
ولسوف تُسعد بالوفاق .. توافقوا
فـورا لنصلـح باللقـا الأحـوالا
|
ونحقق المقصود يا قومـي كمـا
كنا نكـون .. فحققـوا الآمـالا
|
لتعود مصـر لأمنهـا وقرارهـا
نغشـى بأفيـاء الصفـاء ظـلالا
|
فالأمن في جمع لشمل .. مصرنـا
رامـت بأفـقٍ للسـلام هــلالا
|
ليصير بـدرا ساطعـا بسمائهـا
تزدان حسنا سابغـا وجـلالا !!
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق