الأحد، 10 فبراير 2013


رثاء أطفال حادثة قطار أسيوط يوم السبت 3 محرم 1434هـ الموافق 17 نوفمبر 2012م التي قضى فيها 52 طفل من المعهد الأزهري هناك وأصيب 18 حينما دهس حافلتهم قطار سريع

***
دموع الأقلام
***
شعر

***
صبري الصبري






مصر الحزينـة ودعـت أطفـالا
كالزهر أضحـوا بالربـى أطـلالا
وتمزقوا بين الأرائـك أصبحـت
فـخ البلابـل غـردت مــوالا
بالحزن صاحت بالشجون ترنمـت
بدموعهـا تسترسـل استرسـالا
وتحاكم المسئـول عـن إجرامـه
فمضى يطالـع بالهـوان سـؤالا
يا زفـرة الأقـلام فـاح أنينهـا
بين الطـروس تحـرك الأرتـالا
وتهز من فرط الحنيـن بلومهـا
ومدادهـا بالحـادثـات جـبـالا
وتصيح بالإهمال صيحـة موقـظ
لضميـر قلـب يعشـق الإهمـالا
ألقى الطفولة في الجحيـم ممزقـا
ثوبـا وكراسـا لـهـا يتـلالـى
وأصاب تعليـم الصغـار بمقتـل
وأحـل فوضـى عيشنـا إحـلالا
وأفاض طوفـان الدمـاء مسجـلا
فينا الجروح مع القـروح سجـالا
فمتى نفيق من المآسـي أمعنـت
فينا وبثت بالـورى الأحمـالا ؟!
ما بيـن هَـمِّ معيشـة بكفافهـا
بالكاد يلقـى الصابـرون غـلالا
وحيـاة فقـر باشتـداد أوارهـا
عمـت جيوبـا ودعـت أمـوالا
ومصائب العصر الحديث تجـذرت
بفتونهـا تستقـبـل استقـبـالا
فـي كـل يـوم نكبـة ومصيبـة
تطغى تصعِّب بالدجـى الأحـوالا
وتوشحت كل الرؤوس وشاحهـا
بسوادهـا تستنكـف استـغـلالا
كفوا النوائب عـن حمانـا إننـا
جمعا سئمنـا القهـر والأغـلالا
فدموع أقـلام الطفولـة سطـرت
سطر الرحيـل بحزنـه يتوالـى
بتخوم (أسيوط) و(بنها) والـذي
قد كـان يحـوي للفنـاء مجـالا
وجموع جمهور تـودع بالضنـا
والدمـع قتلـى بالفضـا وعيـالا
للأزهر الميمون كـان مسارهـم
بالحـب يمـلأ بالطهـارة بــالا
كالطيـر تغـدو للعلـوم بكفـهـا
خــط ابـتـداء بالحـيـاة دلالا
والأم تلبسـه الـرداء و(عِمَّـة)
بالرأس تحوي بالنصاعـة شـالا
والقلب يخفـق بالأمانـي زينـت
لصغيرنـا فـي سعيـه الآمــالا
فغدا سيكبر سوف يصبح عالمـا
فـذا مهابـا شامخـا مفـضـالا
ولسوف يدعـو للهدايـة ناشـرا
بيـن الجميـع فضائـلا وحـلالا
ولسوف يصعد منبـرا بفصاحـة
وبلاغـة يستـعـذب الأقــوالا
ليفيض من بحر العلوم على الملا
ويطيـب طيـبـا للعـقـول زلالا
ويحل بالأسمـاع ضيفـا باهـرا
يسـدي لنـا للصالحيـن مقـالا
ولسوف يبسط في الأنـام مآثـرا
شتـى تعمـق للضيـاء خصـالا
ويقدم الوعـظ الجميـل بلهجـة
مصـريـة بجمالـهـا تتـالـى
والصلح بين الناس في تصديقهـم
أسنى المعانـي بالتقـى تتعالـى
فهو الفقيه الأزهري لـه السنـا
يمضـي ينيـر بصائـرا وخـلالا
وهو اللبيـب اللوذعـي تفتحـت
فيـه الزهـور تعطـر الأمـيـالا
فـإذه يفنـى بالصـدام مباغتـا
يلقـى النهايـة أقبلـت إقـبـالا
ماذا جنى هذا الصغير لكي يـرى
في مصر حلما للعـلا مُغتـالا ؟!
ماذا جرى للناس في مصر التـي
عانت من البعض اللئام ضـلالا؟!
ولَّى بنا الإتقان غاب عن الـورى
وعي الضمير .. فأصلحوا الأعمالا
فكفى الحبيبـة مصرنـا إهمالنـا
وهـي الجميلـة ترتجـي أفعـالا
بالصدق بالإحسان حتـى ترتقـي
مرقى العلاء .. فودعوا الأطفـالا
بدموع أقـلام الرثـاء وسجلـوا
ذكراهـمُ تستنهـض الأجـيـالا
فكفى ولوجا في المراء فمصرنـا
أضحت تعاني بالخطـوب جـدالا
صلى الإلـه علـى النبـي وآلـه
ما بث فيـئ بالربـوع ظـلالا !



أضف الى مفضلتك
  • del.icio.us
  • Digg
  • Facebook
  • Google
  • LinkedIn
  • Live
  • MySpace
  • StumbleUpon
  • Technorati
  • TwitThis
  • YahooMyWeb
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق