عشقتها
***
شعر
صبري الصبري
***
***
شعر
صبري الصبري
***
|
اخــتـــرتُ مــصـــر حـبـيـبــةً لـــفـــؤادي
وحــفــفـــتـــهـــا بــمـــحـــبـــتـــي وودادي
|
وضمـمـتـهـا ضــــم الـشـغــوف بــرقـــة
مــمـــزوجـــة بــالـــشـــوق والإنــــشـــــادِ
|
بقـصـائـد الأشـعــار أشــــدو حـسـنـهـا
وجـــمـــالـــهــــا بــــتــــدفـــــق مـــــــــــــزدادِ
|
وأخـصـهــا بـالـبــوح أهــداهــا الـمــنــى
بـــغــــرام قـــلــــب بـالـجـمــيــع يـــنــــادي
|
يــــا مــــن أحــــب حـبـيـبـة مـثــلــي ألا
ضـمــخــتــهــا بـــأطـــايــــب الإرغــــــــــادِ
|
عـطـرتـهــا بـالـعـشــق أرســـــى فـلــكــه
فــيــهــا بــشــاطــئ رفـــعــــة الأمـــجــــادِ
|
وفـديـتـهــا بــالـــروح تــزكـــو عــنــدهــا
بـــالـــنــــفــــس والأهـــــلـــــيـــــن والأولادِ
|
وحميـتـهـا مـــن كـــل خـصــم مــحــدق
بـــالـــشــــر والأهـــــــــــواء والأحـــــقــــــادِ
|
وجـعـلـتـهـا نـصــبــا لأعـــيـــن يــقــظــة
مــــمــــا يــــحــــاك بــحــلــكــة وســـــــــوادِ
|
وسـتـرتـهــا لــمـــا الــرعـــاع بـخـبـثـهـم
عـــــــرُّوا الـمــفــاتــن غــيــلـــة بـــرمــــادِ
|
واسـتـمــرءوا غــــي الـمـهـالـك جــهـــرة
وتـــفـــاخـــروا بـــمـــســــاوئ وفـــــســـــادِ
|
واسـتـعـمــروهــا بــالــهـــوان تــمـــزقـــت
مــــا بــيــن أحــبــاب وبــيــن أعـــــادي
|
مـــا كـــدت أعــــرف مـنـقــذا مـتـجــردا
يـــأتـــي لـــهـــا بــالــغــوث بـاســتــعــدادِ
|
لــلـــذود عـنــهــا مـخـلـصــا مـسـتـغـرقـا
مـســتــســلــمــا لـــلــــواحــــد الــــــجــــــوَّادِ
|
أعـطــى الحبـيـبـة نـيـلـهـا وريـاضـهــا
وغـراســهــا فـــــي خـــضـــرة الأعــــــوادِ
|
ونــضـــارة الأفــنـــان تـحــمــل خـيــرهــا
إغــداقــهـــا فــــــــي بــســـطـــه لــعـــبـــادِ
|
ورحـابــهــا يـــزهـــو بــــــوارف فـيـئــهــا
بــــأرائــــك قـــــــــد مــــهـــــدت بـــمـــهـــادِ
|
أتـقــول جـنــة ربـنــا فــــي أرضــــه ؟!
قـل مــا تـشـاء بشأنـهـا يــا حــادي !
|
وامـخـر عـبـاب البـحـر وانـثـر قـدرهــا
نـــثــــرا وكــــــــرر ذكــــرهــــا بــتـــهـــادي
|
واسـبـق رفـيــق الـبــر سـجــل فـخـرهـا
بــســجـــل فـــضــــل راســـــــخ بــــمــــدادِ
|
وامــــــلأ قــــــراب تـــشـــوق لأريــجــهــا
مـهــمــا تــكـــن بــحــواضــر وبــــــوادي
|
فــهــي الــتــي بـالـقـلـب تـحــيــا إنــهـــا
أم لــــدنـــــيـــــا حُــــبـــــبـــــت لـــــــبــــــــلادِ
|
وتـوســطــت أرض الإلــــــه بـفـضــلــه
أعـــطــــى الـحـبــيــبــة أكــــــــرم الأورادِ
|
وأنـالـهــا الـخــيــرات تــتـــرا كـــــم لــهـــا
فـــي الـعــز مـــن رغــــد ومــــن إيــــرادِ
|
حـتـى استـبـاح الظالـمـون حيـاضـهـا
فـتـقـلـبــت فــــــي الـــعـــوز والإفـــســــادِ
|
وتـغــيــرت فـيــهــا الأمــــــور تــبــدلــت
وتـحــولــت ســـــوح الـــنـــدى لــجــمــادِ
|
وتــلــبــد الـــجـــو الـمـنــيــر عــواصــفــا
بــغـــبـــارهـــا بـجــحــيــمــهــا الــــــوقــــــادِ
|
بـمـفــاتــن شـــتـــى ألـــمـــت بـــالـــورى
فــيـــهـــا أثــــــــارت ويــلـــهـــا بــــحــــدادِ
|
وتـخـاصــم الــنــاس اسـتـعــدوا لـلـفـنــا
بـالـكـيــر يــنــفــخ نــفــخــة الـــحـــدادِ !
|
قلـت اتركـوهـا بـالأمـان .. تصالـحـوا
وتــــذكــــروا عــيـــشـــا بــــهــــا بــــتــــوادِ
|
وتـــذاكــــروا درســـــــا لـــهــــا بــدفــاتـــر
كـــانـــت بـــلـــم الــشــمــل بـاسـتــرشــادِ
|
بالفتح حل بأرضها (عمرو) الهدى
بـصـحـابـة الــنــور الـنــبــي الــهـــادي
|
وتــدبـــروا شـــــرع الإلـــــه الـمـرتــجــى
بــــوئــــام أمــــــــن تــــراحــــم وســـــــــدادِ
|
لا تـجـعــلــوهــا بــالــخــصــام أســــيـــــرة
لــــتــــحــــزب ولــــفــــرقـــــة وكــــــســـــــادِ
|
لا تـغـرقــوهــا فــــــي مـــجـــاري لـــوثـــة
تـــــــودي بــــهــــا لــتــفــطــر الأكــــبــــادِ
|
لا تحـبـسـوهـا فــــي إطـــــار جـمــاعــة
تــمــضـــي بــفــكـــر تــحــكـــم الآحـــــــادِ
|
حـسـبـت حبيبـتـنـا غـنـيـمـة صـوتـهــا
يــــــوم انــتــخـــاب مــبــهـــم الأعـــــــدادِ
|
فـيــه الـصــراع عـلــى أشـــد تـلاعــب
بــتــنــافــس الأشــــبــــاح والأضـــــــــدادِ
|
ظـنـوا الصـنـاديـق الـصـكـوك لبيـعـهـا
لــهــمُ عــلــى مــــرأى مــــن الأشــهـــادِ
|
كـــــــلا فــــــــإن الـنـاخــبــيــن تــطــلــعــوا
لـلـخــدمــة الـمـثــلــى مـــــــن الأنـــــــدادِ
|
لـــــم يـمـنـحـوكـم صـوتــهــم لـتـحــولــوا
مـــصــــر الـحـبـيــبــة كــلـــهـــا لــــمــــزادِ
|
أو أن تـكــون بقـضـهـا وقضـيـضـهـا
لـــكــــمُ بـتـغـيــيــر الــنــهـــى بــتــمـــادي
|
فــي كـبــت أصـــوات الأنـــام وزجـهــم
إن عــارضـــوا بـالـســجــن بـــالإرعـــادِ
|
مــصــر الحـبـيـبـة للـجـمـيـع تـراجــعــوا
عــــن نــهـــج شــرذمـــة لــهـــا بـعــنــادِ
|
اخـتــرت مـصــر حـكـايـتـي وروايــتــي
وحـبـيــبــتــي وقــصــيــدتــي .. زوَّادي
|
ونـسـجـتـهــا ثـــوبـــا أنــيــقــا أرتــــــدي
فـــــي قـربــتــي ومـسـيـرتــي بـبــعــادي
|
وجـعـلـتـهـا تـــاجـــا بـــرأســـي أرتـــقـــي
فــيـــه الأعــالـــي فـــــي ربــيـــع شــــــادِ
|
بـجـمــالــهــا وبــهــائــهـــا وصــفــائــهـــا
ونـــقـــائـــهــــا بـــمـــنـــائــــر الآمـــــــــــــادِ
|
وشــــدوت رفـعـتـهـا قــريــض مـحــبــة
لـمـن استـقـرت فـــي صـمـيـم فـــؤادي
|
ونـــشــــرت ذلـــــــك لــلأحــبـــة كــلــهـــم
بـالــمــنــتــدى ومـــحـــافــــل لـــــنـــــوادي
|
اخـتــرتــهــا بـــــــدرا مــنــيـــرا ســاطــعـــا
بــــمــــســــرة كــــمــــســـــرة الأعــــــيـــــــادِ
|
بــشــريــعـــة لله ربـــــــــي الــمــرتـــجـــى
رب الــوجـــود الــســرمــدي الـــهـــادي
|
صــلــى الإلــــه عــلــى الـنــبــي وآلـــــه
طـــــه الـشـفـيــع مـطــهــر الأجـــــدادِ !
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق