نوبل 2
***
شعر
صبري الصبري
***
***
شعر
صبري الصبري
***
|
حرباء بثت في العقول سموما أضحى سخام بلائها معلوما |
ورمت لباب العاشقين بإفكها حتى تخلل مغرما مهزوما |
هي لوثة التفكير في أهوالها شدت لها بالحادثات فهوما |
يا ويح (نوبل) يستلذ بشهدها من عاش من فرط الهوى مسموما ! |
وأناخ في سوح الذئاب ركابه ومضى بدرب حطامه مهموما |
يعطي الأعادي فكره وطباعه ويمر في ضيق المدى مخطوما |
إن رام سبق الفائزين لديهمُ يهوي بقاع بلائه محطوما |
ويقر في لوح الجوائز خانعا ويعض طرف بنانه مكلوما |
ويبيح خصم المخلصين جَنَانه حتى يكون لديهم معلوما |
عجت جوائز (نوبل) بعجائب شتى أهاجت بالشنار جسوما |
طارت لدرع بالوشاح مزركش ليكون في سلك (العلا) منظوما |
ويكون عندهمُ كريما طيبا ويكون عند صحيحنا مشؤوما |
كم من أناس طيبين تدنسوا بالعار لما قدموا المزعوما |
وهم السلام والإنغماس بحفرة حوت المآسي كلها والشوما |
وإذا رأيت مسائلا فيها النهى تحتار ترقب سمتها الموسوما |
راقت لهم أنباء فوز مبتغى أعطى الثراء مأملا مفهوما |
يرجو الصدارة .. والصدارة عندهم مسخ يكبل بالأذى مصدوما |
ظن التقدم للجوائز فسحة فيها يُلاقى سيدا مخدوما |
فإذاه يحيا في القوالب خادما يصلى سعيرا بالجوى مخروما |
يا من سلكت مسالكا عجت بما أهداك وهما فاصطحبت خصوما |
أتظن (نوبل) قد حباك جوائزا لتكون خصما للعدا مذموما ؟! |
أو أن قدرك بارتفاع شاهق إن كنت تركض مغرما محموما ؟! |
كلا فنوبل مغرض بمزاجه يختال يسلب معدما مظلوما |
ويضم بالفخر الأثيم مكابرا أضنى الفقير وأهلك المعدوما |
لا لن ينال وسامهم وفخارهم إلا من اختار الضياع رقيما |
ومضى يعربد في الحقوق مغامرا يهوى الهلاك ويرغب التحطيما |
ولكم مثال بل كثير دلائل أضحى مسار عوارها مقسوما |
سفاح قتل وانتهاك محارم يحظى بفوز قد أحاط لئيما |
وصدوق قلب مستقيم نير أمسى بزعم هرائهم محروما |
تبا لنوبل والغرائب حوله أرضت بتصوير الفضاء نجوما |
هذا بنوبل قد ترقى بالعلا بجرائم قد جرمت تجريما ! |
يا أرض قدس دنست بعصابة فازت بنوبل قد أبى التقسيما |
ورأى فلسطين الحبيبة كلها لهمُ وحطم أرضنا تحطيما |
وانثال بالأقصى بهيكل زعمهم يطغى يهدم إرثنا تهديما |
لاحت بصهيون الجوائز وانتشت لما أحاطت بالعطاء وسيما |
من آل ماسون المآسي أطبقت وزهت ترغب مترفا مجذوما |
ظن الشعوب غنيمة مضمونة فمضى يسجل ربعها المضموما |
هذا ونوبل يستحث عزائما ليضم ملكا بالظلام عقيما |
فالكل يلهث بالخضوع بدربها وانظر سجلا (للفخار) قديما |
واقرأ أعاجيبا تقدم شأنها واترك بآفاق الجدال خصيما |
يزهو بنوبل غائبا عن وعيه يحيا لدينا غافلا مصموما |
والزم حقائق ما تراه محققا واصحب صديقا بالذكاء حكيما |
ينبيك عن تلك الأمور بحنكة ويجيب سؤلك بالوفاء حليما |
لا ترغب التكريم من خصم لنا لتكون دوما بالشموخ مقيما |
واترك ثوابت من يحارب ديننا واعرف عدوا بالدهاء أثيما |
وانبذ هدايا من تراه معاندا فظا كريها للخبيث نديما |
وارغب عن الإعلاء في جو به تهوي لأعماق البلاء سقيما |
هل تترك الحق الأكيد وأهله لتنال من أهل الخنا التقديما ؟! |
بئس الجوائز ما تكون بلوثة تعطيك يوما بالشقا التكريما |
والخير أن تبقى عزيزا مشرقا تأبى الهوان وتدحض التعتيما |
فاثبت على الحق الرشيد بقوة فذا أبيا ترفض التسليما |
واعبد إلهك خاشعا متضرعا ترجو بإخبات الفؤاد عليما |
فردا كريما غافرا ذا نعمة برا لطيفا بالعباد عظيما |
حتى تنال من المهيمن جنة بالحور تغشى بالخلود نعيما |
وتحوز فردوسا رغيدا وارفا بالحسن تلقى كوثرا .. تسنيما ! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق