الأحد، 2 فبراير 2014

لوعة الأحزان

لوعة الأحزان

***
شعر
صبري الصبري
***


 

قـــالــــوا بــشــعـــرك لـــوعــــة الأحـــــــزانِ
ومــــــذاق طـــعــــم مـــــــرارة الأشـــجــــانِ
وضــنــا الـهــمــوم تـراكــمــت بـركـامـهــا
بـــدمــــوع بــــــــوح مــســـهـــب هــــتــــانِ
قــلــت اعــذرونـــي فـالـخـطــوب كـثــيــرة
قــــضــــت مــضـــاجـــع درة الأوطـــــــــانِ
مـصـر الحبيـبـة فـــي الـفـتـون تقـلـبـت
وتـــــوســـــدت مــســتــنــقــع الـــنــــيــــرانِ
فــيــهــا الـجـمــيــع تــفــرقـــوا بـمــرائــهــم
لـــغــــو مــقـــيـــت لافــــــــح الــخـــســـرانِ
قــــد شــبــت الأهــــواء فـيــهــا وانــبـــرى
لـــهـــو بــغــيــض مـــجـــدب الـغـيــطــانِ
زاد الــضــبــاب وقـــــــد أتـــانــــا بــغــتـــة
بـنــضــوب نــيـــل شــاحـــب الــشــطــآنِ
وتـــفـــرق الـــخـــلاّن فــيــهــا وانــتــهــت
أيــــــــام ألــــفــــة لُـــحْـــمَـــة الإنــــســـــانِ
وتـمــزقــت أوصـــــال مـــصـــر بــرجــفــة
جـــاءت .. أصـابــت أجــمــل الـبـلــدانِ
هـــل تـعـذرونــي إن شــــدوت بـحـزنـهـا
وأنــــا كـســيــر الـقــلــب والــوجـــدانِ ؟!
وقريـضـيَّ المـحـزون يهـتـف باسـمـهـا
والــشــعــر يــــــذرف دمـــعـــة الـــديــــوانِ
وبـــحـــوره بـــاحـــت بـــجـــم وجــومــهـــا
أبــيـــاتـــه بــــاتــــت مـــــــــع الأحـــــــــزانِ
وتــــعــــددت آلام عــاشــقــهـــا الـــــــــذي
ســـطـــر الـــغــــرام مـــوثــــق الـتــحــنــانِ
وأنــــــال كــــــل الـمـغـرمـيــن بـحـسـنـهــا
زهــــــــــــرات روض رقــــــائـــــــق الأوزانِ
وأهـــــاج صــبـــوة شــوقــهــم لـرحـابــهــا
وأقــــــــام فــيـــهـــم لــهـــفـــة اللهفــــــــانِ
فـهــي الحبـيـبـة حـزنـهـا فـــي خـافـقــي
حــــــزن مـــديــــد مــطــبـــق الــطــوفـــانِ
وســرورهــا فــرحــي وبـهـجــة خــاطــري
وعــمـــوم ســعـــدي وارتـــقـــاء كــيــانــي
وأمـانــهــا أمــنـــي وطــيـــب مـعـيـشـتـي
ومـخـافـهــا خــوفـــي وســـــوء مــكــانــي
إن أقـبـلــت جــذلـــى تـهــلــل مـهـجـتــي
ويـــبـــوح قــلــبــي بـالــهــنــا ولــســانـــي
أو أدبـــرت تـشـكـو شـكــوت مـواجـعــي
مـتـوجـســا مـــــن عـصــبــة الـطـغــيــانِ
هــي مطـمـع الأعــداء مـقـصـد بغـيـهـم
طـــــول الــزمـــان ومــصـــرع الـــعـــدوانِ
ومـــحــــط أنــــظــــار الــبـــريـــة كــلـــهـــا
ومــــــــدار دورة ســـاكـــنـــي الأكـــــــــوانِ
كـــم مـــر فـيـهـا مــــن صــديــق طــيــب
كــــم مــــر فـيـهــا مــــن عــــدو جــانـــي
تـــــؤوي الـغــريــب بـحـبـهــا وحـنـانــهــا
ويـــهــــل فــيـــهـــا أكــــــــرم الــضــيــفــانِ
ويــحـــل فــيــهــا مــــــن أراد ويـحـتــمــي
ويــنـــال فـيــهــا مـشـتــهــى اطـمـئــنــانِ
ويــــروم مـنـهــا الـعـاشـقــون مـرامــهــم
تـــتـــرا يــفــيــض عـــذوبـــة الـفـيــضــانِ
هــي مــن أقــام المـجـد فـيـهـا صـرحــه
والــعــز قــــام عــلـــى مـــــدى الأزمـــــانِ
والــفــخـــر يــهــتـــف أنـــــــه بــعــلائــهــا
بـالـطــهــر غـــنـــى أجـــمـــل الألـــحــــانِ
وأعـــاد عـنـهـا مــــا مــضــى فسـجـلـهـا
يـــحـــوي قـــديـــم الــنــصــر لـلــفــرســانِ
هـــي خـيــر أجــنــاد البـسـيـطـة جـلـهــا
وســــــل الــتــتــار ومــهــلــك الـبــهــتــانِ
وســـــل الـمــغــول تـوغــلــوا فـتـهـشـمـوا
يـــــوم الــلــقــاء بـجـنــدهــا الـشـجــعــانِ
وســــل الـصـلـيـب المـسـتـبـد بـقـدسـنــا
مـــــــاذا دهـــــــاه بـمـسـتـطـيــر هــــــــوانِ
و(صــلاح) ديــن الـحـق يـرفــع رأسـنــا
يــــوم الـتــقــى الـجـيـشــان والـجـمـعــانِ
(حـطـيـن) تـشـهـد أنــهــا مــهــد الــعــلا
مـــصـــر الـــتـــي بـشـريــعــة الــفــرقـــانِ
و(لــويــس) تــاســع مـلـكـهــم بـقــيــوده
فــــي دار (لـقـمــان) الـعـزيــز الـهــانــي
وصخور (بارليف) الحصينة أصبحت
يــــــوم الــعــبـــور مـــصــــارع الــفــئـــرانِ
وقــنـــاة عـــــزة مـصــرنــا فـــــي أهـلــهــا
إقـــــــدام بـــــــأس الــــعــــزم والإيــــمــــانِ
لـــــن أسـتــريــح وأمـنــهــا فـــــي لـــجـــة
بــقــيـــود وهــــــــم الــخـــائـــر الــــخــــوانِ
مـــن يـحــرق الـوطــن الحـبـيـب بــنــاره
لــيــبـــث فــــيــــه ســمـــومـــه بــثـــوانـــي
مـــــن ظـــــن أن بـــلادنـــا نــهــبــا لــــــه
وهـــــــو الـخــبــيــث مـــمــــوه الألــــــــوانِ
مـــن عـــد مـصــر وأهـلـهـا مـــن مـالــه
وهـــــي الـغـنـيــة عـــــن ثـــــراء جـــبـــانِ
مـــــن مـــــد فــيــهــا شـــوكـــه وبــــــلاءه
لـيــصــيــب أيـــكــــة مـكــثــنــا بِــجِــنَـــانِ
مــــن عــــاون الأعــــداء حــلــوا جــهــرة
بــحــمــايــة مــــــــن مــــجــــرم ولــــهــــانِ
يــمــضــي لـــهـــدم مـــحــــدق بــبــلادنـــا
لـتـصــيــر مـــصـــر مـــراتـــع الـعــقــبــانِ
كـــــلا فـمــصــر بـحــفــظ ربــــــي إنـــهـــا
مــــذكــــورة فــــــــي مــحـــكـــم الــــقـــــرآنِ
وبـسـنـة الـنــور الـشـفـيـع المـصـطـفـى
تـحــظــى بـــرأفـــة ســـيـــدي الـعـدنــانــي
ســـأظـــل أدعـــــــو ضـــارعــــا مـتــبــتــلا
مـــــــن أجــلـــهـــا لــلــخــالــق الــمـــنـــانِ
ربـــــــــاه أكـــــــــرم أهـــلـــهـــا بـــكـــرامــــة
وامـــنـــن عـلـيــهــا بـالـعــطــا الــربــانــي
وأعــــزهــــا ربــــــــي بــــعــــزك ســــيـــــدي
يــــا مــــن يــجـــود بـنـعـمــة الــرضـــوانِ
وأذل أعــــــــــداء الــحــبــيــبــة كـــلــــهــــم
واجـعـلــهــمُ فــــــي شـــقــــوة الـــخــــذلانِ
صــلـــى الإلـــــه عــلـــى الـنــبــي وآلـــــه
طـــــــه حــبــيـــب الـــواحــــد الـــديــــانِ !

هناك تعليق واحد:

  1. لوعة الأحزان
    ***
    شعر
    صبري الصبري
    ***
    قالـوا بشعـرك لوعـة الأحـزانِ
    ومـذاق طعـم مـرارة الأشجـانِ

    وضنا الهمـوم تراكمـت بركامهـا
    بدمـوع بـوح مسـهـب هـتـانِ

    قلت اعذرونـي فالخطـوب كثيـرة
    قضـت مضاجـع درة الأوطــانِ

    مصر الحبيبة في الفتـون تقلبـت
    وتـوسـدت مستنـقـع النـيـرانِ

    فيهـا الجميـع تفرقـوا بمرائهـم
    لغـو مقيـت لافــح الخـسـرانِ

    قد شبت الأهـواء فيهـا وانبـرى
    لهـو بغيـض مجـدب الغيـطـانِ

    زاد الضبـاب وقـد أتانـا بغـتـة
    بنضـوب نيـل شاحـب الشطـآنِ

    وتفـرق الخـلاّن فيهـا وانتهـت
    أيـام ألـفـة لُحْـمَـة الإنـسـانِ

    وتمزقـت أوصـال مصـر برجفـة
    جاءت .. أصابـت أجمـل البلـدانِ

    هل تعذروني إن شـدوت بحزنهـا
    وأنا كسيـر القلـب والوجـدانِ ؟!

    وقريضيَّ المحزون يهتف باسمهـا
    والشعـر يـذرف دمعـة الديـوانِ

    وبحـوره باحـت بجـم وجومهـا
    أبياتـه باتـت مــع الأحــزانِ

    وتعـددت آلام عاشقـهـا الــذي
    سطـر الغـرام موثـق التحـنـانِ

    وأنـال كـل المغرميـن بحسنهـا
    زهــرات روض رقـائـق الأوزانِ

    وأهاج صبـوة شوقهـم لرحابهـا
    وأقـام فيهـم لهـفـة اللهفــانِ

    فهي الحبيبة حزنهـا فـي خافقـي
    حـزن مديـد مطبـق الطـوفـانِ

    وسرورها فرحي وبهجـة خاطـري
    وعموم سعـدي وارتقـاء كيانـي

    وأمانهـا أمنـي وطيـب معيشتـي
    ومخافها خوفـي وسـوء مكانـي

    إن أقبلـت جذلـى تهلـل مهجتـي
    ويبـوح قلبـي بالهنـا ولسـانـي

    أو أدبرت تشكو شكـوت مواجعـي
    متوجسـا مـن عصبـة الطغيـانِ

    هي مطمع الأعداء مقصـد بغيهـم
    طول الزمـان ومصـرع العـدوانِ

    ومحـط أنظـار البـريـة كلـهـا
    ومـدار دورة ساكنـي الأكــوانِ

    كم مر فيهـا مـن صديـق طيـب
    كم مـر فيهـا مـن عـدو جانـي

    تؤوي الغريـب بحبهـا وحنانهـا
    ويهـل فيهـا أكــرم الضيـفـانِ

    ويحـل فيهـا مـن أراد ويحتمـي
    وينـال فيهـا مشتهـى اطمئنـانِ

    ويروم منهـا العاشقـون مرامهـم
    تتـرا يفيـض عذوبـة الفيضـانِ

    هي من أقام المجـد فيهـا صرحـه
    والعز قـام علـى مـدى الأزمـانِ

    والفخـر يهتـف أنــه بعلائـهـا
    بالطهـر غنـى أجمـل الألـحـانِ

    وأعاد عنها مـا مضـى فسجلهـا
    يحـوي قديـم النصـر للفرسـانِ

    هي خيـر أجنـاد البسيطـة جلهـا
    وسـل التتـار ومهلـك البهـتـانِ

    وسل المغـول توغلـوا فتهشمـوا
    يـوم اللقـاء بجندهـا الشجعـانِ

    وسل الصليـب المستبـد بقدسنـا
    مـاذا دهـاه بمستطـيـر هــوانِ

    و(صلاح) دين الحق يرفـع رأسنـا
    يوم التقـى الجيشـان والجمعـانِ

    (حطين) تشهد أنهـا مهـد العـلا
    مصـر التـي بشريعـة الفـرقـانِ

    و(لويس) تاسـع ملكهـم بقيـوده
    في دار (لقمـان) العزيـز الهانـي

    وصخور (بارليف) الحصينة أصبحت
    يـوم العبـور مصـارع الفئـرانِ

    وقناة عـزة مصرنـا فـي أهلهـا
    إقـدام بـأس العـزم والإيـمـانِ

    لـن أستريـح وأمنهـا فـي لجـة
    بقيـود وهـم الخائـر الـخـوانِ

    من يحرق الوطـن الحبيـب بنـاره
    ليبـث فيـه سمـومـه بثـوانـي

    مـن ظـن أن بلادنـا نهبـا لــه
    وهـو الخبيـث ممـوه الألــوانِ

    من عد مصر وأهلهـا مـن مالـه
    وهـي الغنيـة عـن ثـراء جبـانِ

    مـن مـد فيهـا شوكـه وبـلاءه
    ليصيـب أيكـة مكثـنـا بِجِـنَـانِ

    من عاون الأعـداء حلـوا جهـرة
    بحمايـة مـن مـجـرم ولـهـانِ

    يمضـي لهـدم محـدق ببـلادنـا
    لتصيـر مصـر مراتـع العقـبـانِ

    كـلا فمصـر بحفـظ ربـي إنهـا
    مذكـورة فـي محـكـم الـقـرآنِ

    وبسنة النـور الشفيـع المصطفـى
    تحظـى برأفـة سيـدي العدنانـي

    سأظـل أدعـو ضارعـا متبـتـلا
    مـن أجلهـا للخـالـق المـنـانِ

    ربـاه أكــرم أهلـهـا بكـرامـة
    وامنـن عليهـا بالعطـا الربانـي

    وأعزهـا ربـي بـعـزك سـيـدي
    يا مـن يجـود بنعمـة الرضـوانِ

    وأذل أعــداء الحبيـبـة كلـهـم
    واجعلهـمُ فـي شقـوة الـخـذلانِ

    صلـى الإلـه علـى النبـي وآلـه
    طـه حبيـب الواحـد الـديـانِ !

    ردحذف