سبحان ربي
***
شعر
صبري الصبري
***
***
شعر
صبري الصبري
***
|
أرأيـــت صـنــع الله فـــي الأكــــوان ؟!
وشــهــدت قــــدرة ربــنــا الـرحــمــن ؟!
|
ونـظـرت بــالأرض الفسيـحـة ينـعـهـا
بـجـمــال غــــرس بــاهــر الألـــــوانِ ؟
|
وشخـصـت بـالأجـواء طـيــرا سـابـحـا
بخـفـيـف ريـــش حـــاذق الـطـيــرانِ ؟
|
وتــركـــت فــكـــرك ســـارحـــا مــتــأمــلا
نــهـــرا بـــمـــاء دافــــــق الــجــريــان ؟
|
وجـعـلــت نـفـســك تسـتـبـيـح مـراتـعــا
شــتــى مــــن التـسـلـيـم والإذعــــانِ ؟
|
وكــــــــذا فــــــــؤادك يــســتــلــذ بــــآيــــة
نــزلـــت مــــــع الآيــــــات بــالــقــرآنِ ؟
|
وســـرت بـروحــك خـشـيــة وسـكـيـنـة
مــمـــا أتـــــاك بــشــرعــة الــفــرقــان ؟
|
ونـطــقــت جــهـــرا قــائـــلا بــضــراعــة
(سـبـحـان ربـــي) الـواحــد الـديــانِ ؟
|
سـبـحـان رب الـعــرش جـــل جــلالــه
رب الــــوجــــود الــــواجــــد الـــحـــنَّـــانِ
|
خــلـــق الـخــلائــق بـاســطــا أرزاقـــــه
للـنـاس جـمـعـا فـــي حـمــى الـبـلـدانِ
|
مــن كــان مـنـهـم بالـرسـالـة مـؤمـنـا
أو كــان منـهـم فـــي دجـــى الـكـفـرانِ
|
وأفــــاض خــيــرات الـعـطــاء عـلـيـهـمُ
وأمـــــدهـــــم بــســخـــائـــه الـــربَّـــانــــي
|
فالمـاء يهطـل مــن سحـائـب فضـلـه
ويـفـيــض فـيـضــا هــــادر الـطــوفــانِ
|
عــذبــا رطـيــبــا سـائــغــا مـسـتـرســلا
ســحـــا غــزيـــرا ســـابـــغ الـفـيــضــانِ
|
وإذا أراد الله أمـــــــســـــــك قـــــــطــــــــره
عـــنـــا لـنــلــقــى أجـــــــدب الأركـــــــانِ
|
ويــكــون بـالـبـيــداء قــحـــل رمـالــهــا
والــصــخــر خــــــر لـهـيــبــه بـــأوانـــي
|
وتـنــاقــل الأحـــيـــاء عــنــهــا حـــرهـــا
بــــــمــــــفــــــازة الآلام والأحــــــــــــــــــزانِ
|
وإذا تـنـامـى الـعـشــب فــــي آكـامـهــا
بـــنـــدى الــبــكــور بــطــلــه الــهــتــانِ
|
ظـــــل الــرعـــاة بــمـــا أفــــــاء إلــهــنــا
حـــــول اخــضـــرار الأَبِّ بـاطـمـئـنــان
|
حـتــى يـجــيء الـمــاء فــــي أمــطــاره
خــيـــر الــســمــاء بـبـهــجــة وأمــــــانِ
|
يتـضـرع الإنـسـان إن لاقـــى الـضـنـا
من عسـر عيـش الضنـك والحرمـانِ
|
وإذا اسـتـحـال الـعـسـر يــســرا وارفــــا
ينسى ... فبئس مسالك الإنسانِ !
|
بـئــس الـذيــن بـعـيـشـة فــــي نـعـمــة
دون الـــتــــزام فــريــضـــة الــشــكـــرانِ
|
والله أكـــــــــــرم شـــــاكــــــرا بـــــزيــــــادة
أمـــــا الـكــفــور بـخـيـبــة الـنـقــصــانِ
|
سبحـانـه مـــا بالـبـحـار مـــن الـعـطـا
مــــن جـــــوده بـضـخـامــة الـحـيـتــانِ
|
والـلـؤلــؤ الـمـكـنـون فـــــي أصــدافـــه
يـــزهـــو بـحـلــيــة زيـــنـــة الــنــســـوانِ
|
بـنـعــومــة الأســـمـــاك لـــحـــم لـــيــــن
تـحــيــا بـعــشــب أحــمـــر الــمــرجــانِ
|
والـفــلــك فـــيـــه مـــواخـــر بـمـســارهــا
بالمنـشـئـات عـلــى مــــدى الأزمــــانِ
|
وعــذوبــة الأنــهــار تــجــري بـالـهـنــا
بـــشــــراب ري الــبــاحـــث الــظـــمـــآنِ
|
ومـسـالــك الآبـــــار تـحــفــظ مــاءهـــا
فـــي بــطــن أرض الـخـيــر بـالـخــزانِ
|
وفــصــول عــــام بالـتـتـابـع صـيـفـهـا
وخــريــفــهـــا وشـــتـــاؤهـــا بـــعـــنــــانِ
|
وربـيـعـهــا يــأتـــي بـــزهـــر ضـــاحـــك
مــتــألـــق الــــروضــــات والــبــســتــانِ
|
مـسـتـجــمــع آلاء حـــســــن بــــاســــم
بـمــروج دوحـــات الـجـمــال الـهـانــي
|
والـطــقــس حـــــر واعــتـــدال أو بـــــه
بـــــــــرد وثــــلـــــج جــــامـــــد بـــبـــنـــانِ
|
مـــن صـنــع ربـــي كـــل شـــيء إنـــه
رب عـــظـــيـــم واســــــــــع الأكــــــــــوانِ
|
فــــلــــه مــــجــــرات وأفــــــــلاك بــــهـــــا
تمضـي الكواكـب فـي مـدى الــدورانِ
|
بــنــظـــام تــرتــيـــب الإلـــــــه بــــقــــدرة
ومــشـــيـــئـــة لـــلــــقــــادر الـــمــــنــــانِ
|
ونــجــوم آفــــاق الـفــضــاء تـنــاثــرت
تـــبــــدو بــأبــعـــد مـــوقــــع ومــــكــــانِ
|
تـهـدي الـسـراة إلــى اتـجـاه مسـارهـم
بـالـلـيـل نــحـــو مـنــاطــق الـســريــانِ
|
ولـــنـــا مـــجـــال لـلـحــيــاة بــأرضــنـــا
بـــهــــوائــــه تــتـــنـــفـــس الـــرئــــتــــانِ
|
وإذا استـبـاح الـطــرف نـظــرة لـمـحـة
لــتــأمــل ســـاحــــت بـــــــه الـعــيــنــانِ
|
فـالـمــرء يـغـشــى سـابـحــات حــولـــه
فـيــهــا عـظــائــم مـنـتـهــى الإتـــقـــانِ
|
ولــــــه دقـــائـــق خــلــقـــه سـبــحــانــه
فــيـــمـــا نــــــــراه بــــدقــــة الإمــــكـــــانِ
|
كالـذر والنحـل الــدؤوب ومــا انتـهـى
بــالــرمـــل والــصــخـــرات والأطـــيــــانِ
|
وكمـثـل مـــا سـكــن الـدمــاء بخـفـيـة
فــيــهـــا جــراثــيـــم أتـــــــت بــطـــعـــانِ
|
بــالــداء تـفـتــك بـالـجـسـوم سـريـعــة
بــســمــومـــهـــا بـــبـــشـــاعــــة الأدرانِ
|
جـنــد الإلـــه لـهــا انــطــلاق مـفـجــع
كـالـبــرق تــهـــزم أمــهـــر الـفــرســانِ
|
فالله يبـعـث مــا يـشـاء عـلــى الـــذي
شـــــــاءت مـشـيــئــتــه بــلـــمـــح الآنِ
|
وَيَــمُــنّ فــضـــلا بـالـفـضـائـل جـلــهــا
لــعــبــاده بــالــبـــرء مـــــــن أشـــجــــانِ
|
فـتـرى العـطـاءات الـجـسـام بطيـبـهـا
لـلـمـؤمــنــيــن بـــشـــامـــل الـــغـــفـــرانِ
|
وتـــــرى ابــتـــلاءات أتـتــهــم كـيـفــمــا
يـقـضـي بـلـطـف الـعـفــو والــرضــوانِ
|
وتــــــرى اعــتــبــارا لــلــذيــن تـمـعــنــوا
فـــي هــــذه الـدنـيــا بــصــدق جَــنَــانِ
|
دنــيـــا حــوتــنــا بــاحــتــدام أمـــورهـــا
حـــتـــى نـــعــــود لـــبــــرزخ الأكـــفــــانِ
|
لــتــراب أرض كــــان مـنــهــا خـلـقـنــا
فـيــهــا نــكـــون بـمـحـتـوانـا الــفــانــي
|
إمـــا كـــروض مـــن مـحـاسـن جــنــة
أو قــــــد تـــكـــون بــحــفــرة الــنــيـــرانِ
|
ونــقــوم يــومــا لـلـحـســاب بـمــوقــف
صــعـــب أمــــــام الـــحـــق والــمــيــزانِ
|
هــــوّن عـلـيـنـا يــــا كــريــم حـسـابـنـا
واســـمـــح لـــنـــا بــســعــادة بــجِــنَــانِ
|
أنــــت الـعـفــوُّ وأنـــــت أنـــــت إلـهــنــا
امـــنــــن عــلــيــنــا ربــــنــــا بــحـــنـــانِ
|
أنــــت الــــودود فــودنــا يـــــا ســيـــدي
بالـعـفـو عـــن زلـــل وعـــن عـصـيـانِ
|
ســبــحــانــك اللهم ربــــــــي بــــارئـــــي
أغـــفــــر خـطــايــانــا بـــكــــل زمـــــــانِ
|
شــفــع نـبـيــك (أحــمــدا) فـيــنــا لـــــه
مـنــك الـقـبــول بـأحـســن الإحــســانِ
|
وانـصــر إلـهــي أمـــة الــهــادي لــهــا
فــيـــك الــرجـــاء بــأصـــدق الإيــمـــانِ
|
(سبحـان ربــي) مــن لـدنـه مواهـبـي
لـــتـــكــــون دومــــــــــا درة الـــــديـــــوانِ
|
صـلـى الإلــه عـلـى النـبـي المجتـبـى
طـه الرسـول المصطفـى العدنانـي !
|
والآل والأصـحــاب جـمـعـا مـــا أتــــى
نــور الصـيـام بشـهـره الرمـضـانِـي !
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق