معارضة لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي (البرلمان) الذي يقول في مطلعها
( سكن الزمان ولانت الأقدار ... ولكل أمر غاية وقرارُ )
***
( سكن الزمان ولانت الأقدار ... ولكل أمر غاية وقرارُ )
***
البرلمان
***
شعر
صبري الصبري
***
فــي مـصـر لاحــت بالـصـفـا الأنـــوارُ مـــــن بــعـــد لــيـــل ســـــاده الأشــــــرارُ |
فيـه استباحـوا أرض مصـر وشعبهـا وســطـــا عـلـيـهــا بـالــدجــى الـفــجــارُ |
وجــثــت عـلـيـهـا بـالـفـسـاد مـصـائــب شــتـــى تــوالـــت بــالـــورى الأخــطـــارُ |
يــخــتــال لــــــصٌّ بــالــودائــعُ بُـــــــدِّدت ولـديــه مـــن دعـــم (الـكـبــار) إطــــارُ |
ولــديـــه تـأيــيــد الـرئــيــس وعـصــبــة فــيــهــا لــمــصــر مــثــالــب وحـــصـــارُ |
عـانـت مــن الأوبــاش حـتـى أقـفـرت وبـــهـــا تــــــوارت بـالــحــقــول ثـــمــــارُ |
وبـــهـــا تـــلاشـــى يـنـعــهــا ونــمــاؤهــا وبــهـــا تـنــامــى الــشـــوكُ والـصــبَّــارُ |
حــتــى تـحـركــت الـجــمــوع لـنـصـرهــا فــــهـــــوى نــــظـــــامٌ ظــــالـــــمٌ خــــتـــــارُ |
وثـــــوى بـمــيــدان الـبـطـولــة بـالــعــلا مـــن أجـــل مـصــر حبـيـبـتـي الــثــوارُ |
والـجـيـش قـــام إلــــى جــــوار شــامــخ للشعب .. (عاش الجيش والأحرارُ) |
وبـــــدت لـدولـتــنــا الـعـريــقــة طــلــعــة فـيـهـا يـلــوح مـــع الـمـنـى اسـتـبـشـارُ |
تـنـظـيــم شـــــورى لـلـجـمـيـع تــألــقــت فــيــهــا الــنــزاهــة واســتــبــان نـــهـــارُ |
قـــد رافـــق الـصـنـدوق شـعــب ثــائــر فــــــــــذ أصـــــيـــــل رائــــــــــع مـــــغـــــوارُ |
يــأبــى مـســالــك مـــــن أرادوا جــهـــرة تـزيــيــف أصـــــوات بــهـــا الإصـــــرارُ |
لــتــنــال حـــقـــا بـالـنــزاهــة والـــهــــدى فـــــي ذلــكـــم يـتـنــافــس الأطـــهـــارُ ! |
ولــت لـيـال الـزيـف خـــارت وانـتـهـى تــزويـــرهـــم وضـجـيــجــهــم والــــعـــــارُ |
فـــالآن شـــورى الإنـتـخـاب لمـجـلـس يــرســيـــه فـــــــي أم الــــبــــلاد قــــــــرارُ |
وبــــه يــكــون الــعــدل شـيـمـتـنـا بـــــه يـــأتـــي إلــيــنـــا بـالــتــقــى اســتــقـــرارُ |
يــــا بـرلـمــان الـخـيــر أهــــلا مـرحــبــا لــــك مــــن جــمــوع هـاهـنــا الإكــبـــارُ |
بـالـبــر نــأمــل مــــن حــمـــاك تـقــدمــا وتـــطــــورا فـــــــي طــــيــــه الإعــــمــــارُ |
ونـراكَ شمسـا فــي ضحـاهـا أشـرقـت فــــــي مــصــرنــا فـتـفـتـحــت أبـــصـــارُ |
ونــراكَ فـــي الـلـيـل البـهـيـم ضـيـاءنـا لاحــــــت بــــــه بـشـهــورنــا الأقـــمــــارُ |
ونــــــراكَ مــيــزانـــا طـــهــــورا عـــــــادلا فــــــي مــحــتــواه بـطـيـبـهــا الأخـــيــــارُ |
إن الـمــجــالــس بــالــرجـــال تــؤمـــهـــا بــالـــبـــر تــــرقــــى لـــلـــعـــلاء ديـــــــــارُ |
أف لـــتـــزويــــر الـــــقـــــرار بـــبـــاطــــل فــيــه اسـتـبـاحــت مـصــرنــا أضـــــرارُ |
كـــم ذا شـهـدنـا لـهــو جـلـسـات بــهــا (فـتـحــي ســــرور) الـمــاكــر الــغـــدارُ |
تـــرزي القـوانـيـن الـتــي قـــد فُـصِّـلـت لــتــكـــون فــيــهـــا خــيــبـــةٌ وصَـــغَــــارُ |
والشعـب يصبـر فـي الـبـلاء مزمـجـرا كـالـلـيــث يــقـــدح بـالـعــيــون شَــــــرارُ |
وانقـضـت الأركــان فـــوق رؤوسـهــم لـتـقــوم فــــي مــصــر الـنـقــاء الــــدارُ |
يــــا مـــــن دخـلــتــم مـجـلـســا مـتـأنـقــا بــالــعـــدل فـــيــــه الـــحــــبُّ والإيـــثــــارُ |
طـبـتـم وطـابــت بـالـصـفـاء جـهـودكــم أنــــتـــــم لــــكـــــل الـطــيــبــيــن فــــنـــــارُ |
مـصــر الحبـيـبـة بـاحـتـيـاج عـقـولـكـم فــبـــأرضـــهـــا تـــتــــحــــدث الآثـــــــــــارُ |
تـــاريــــخُ مـــجــــد لا يُـــبــــارى عـــــــزه تــجــرى بــــه فــــي فـخــرهــا الأنــهـــارُ |
مـــن بـعــد ديـجــور الـظــلام تـدفـقــت بـضـيـائـهـا فـــــي مــصــرنــا الأنــــــوارُ |
فـلـتـبـدؤا الـتـخـطـيـط ضــمـــن نــوابـــغ لــهــمُ مــــع الـفــكــر الـجـمـيــل حـــــوارُ |
فـربـوع مـصـر بـهـا العـيـون تطـلـعـت لــكـــمُ وفـيــهــا بـالـنــهــى اسـتـبــصــارُ |
عــهـــد جــديـــد لاح فـــيـــه لـمـصــرنــا نـــصــــر مــبـــيـــن بــــاهــــر وفــــخــــارُ |
وبــهــا تـرقـرقــت الــــورود بـحـسـنـهـا والـــغـــرسُ والـــروضــــاتُ والأزهـــــــارُ |
وبــهــا مــيــاه الـنـيــل غــــرَّد مـوجــهــا والـــفـــلـــك والأســـــمـــــاكُ والـــبـــحَّــــارُ |
فـالـبـرلـمـان الــحـــق صـــــار حـقـيـقــة فـسـمـا بـمـصــر المخـلـصـيـن شــعــارُ |
أحـبـب بـمـصـر وشعـبـهـا وبجيـشـهـا عـــن قـدرهــا تـتـحــدث الأمــصــارُ !! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق