اليمن السعيد
***
شعر
صبري الصبري
***
***
شعر
صبري الصبري
***
|
أرى (اليمن) السعيد الآن ضاعـا
وفـــي فـتــن شـــداد قــــد تــداعــى
|
وبــــالآلام قــــد أضــحــى سـقـيـمــا
تعيـسـا محبـطـا يشـكـو الصـداعـا
|
تــفَــرَّق مـتـخــم الأحــــزان يـجـثــو
عصيب المحتوى يرجو اجتماعـا
|
فَــذَا جـيـش الشـمـال لـــه هـجــوم
وذا جيـش الجنـوب بــدا الدفـاعـا
|
وشـعــب آمـــن أضـحــى بــخــوف
يـواجـه بـالأسـى الـطـاغـي نـزاعــا
|
تـفــتــت ركــنـــه أمــســـى وحــيـــدا
يعـانـي فــي ردى الفـتـك التـيـاعـا
|
وهــذا مـــا دعـــا شـعــري لـبـوحـي
بــه أرجـــو مـــن الـكــل استـمـاعـا
|
أعـيــدوا وحـــدة الأوطــــان فـيـهــا
مـصـالـح أمــــة عــانــت ضـيـاعــا
|
وب(اليمـن) الـذي قــد كــان فيـنـا
سـعــيــدا مـشــرقــا فـــــذا مـطــاعــا
|
تـهـاوى صـرحـه فــي سـيـل عــرم
جـديــد لاح فــــي الـدنـيــا مُــذَاعَــا
|
مـصـائــب شــقــوة حــلـــت بــويـــل
يــقــلِّــع راســــــخ الأس اقــتــلاعـــا
|
بخـنـجـرهـم طــعــون قــــد تــوالـــت
وكـــان بـغـمــده يـقـلــى الـصـراعــا
|
ويـشــهــد فــكـــرة مـثــلــى تـجــلــت
مـــدى الأيـــام تسـتـهـوي الـيَـرَاعـا
|
تسجـل مـا مضـى سـطـرا وسـطـرا
وتــرســم بـالـعــلا فــيـــه الـقــلاعــا
|
حـصـون أينـعـت (كـرمـا) و(بُـنَّـا)
وغــرســـا يـانــعــا فــيــنــا مُــبَــاعَــا
|
أيـا عـنـب الحـضـارة صــرت فيـنـا
شـهــيــرا طـيــبــا حـــلـــوا يُـــرَاعَـــى
|
فـبـائـعــه الـنـجـيــب بــكـــل فــخـــر
يـنـادى صائـحـا يـحـثـو اقتـطـاعـا
|
ومــا قــد كــان مـــن خـيــر وفـيــر
نضيـر صـار فـي الدنـيـا مشـاعـا
|
وبــــات الــكــل مـهـمـومـا حـزيــنــا
بـغـربـة قـلـبــه عــانــى انـصـيـاعـا
|
بـقـهــر جــــوارح صــمــت رهــيـــب
وقـــــد جـــــاءت نـوائــبــه ســراعـــا
|
أهـــــذي ثـــــورة كــانـــت بـــزحـــف
كثـيـف خـلَّـف الآن انـصـداعـا ؟!
|
ولُـحْـمَــة صـفــهــم ولـــــت بــريـــح
عـقـيــم صــرصــر بـــــز الـطـبـاعــا
|
وكــانــت رقـــــة تـحــلــو وتـصــفــو
تـلاقـي فــي عـــلا الـــود ارتـفـاعـا
|
تخطَّـفـهـا الـهــوى شـيـئـا فـشـيـئـا
بـغـابـات حـــوت لــهــمُ الـضـبـاعـا
|
كــمــا ضــمــت ثعـالـبـهـم جــحــور
ومـــكـــر زاد بـالـجــحــر اتــســاعــا
|
وتـمـويــه بـــــدا وجــهـــا سـمـيـحــا
يــضــم بـخـبـثـه الـخـافــي قـنــاعــا
|
فـلا (بلقيـس) ذات العـرش حلـت
بـمـلــك حـــــاز لـلــنــاس اقـتـنـاعــا
|
ولا أحـــفـــاد هــدهــدهــم لــديــهـــم
بـــوارق ومـضــة شـعــت شـعـاعـا
|
ولا (ســــبــــأ) بــــآيــــات تــــولـــــت
بــــدت مــــدت لـشـعـبـكـمُ شــراعـــا
|
ولا وجـــــد الأنــــــام بـــكـــل ربــــــع
بـمــا قـــد كـــان بالـلـغـو انـتـفـاعـا
|
ولا مـــــن حـــــاز جـــائـــزة لـــوهـــم
رأى إلا بــوجــهـــكـــمُ امــتـــقـــاعـــا
|
فـــكــــل مــكـــابـــر فــــــــظ عــنـــيـــد
مـضـى وانـسـاب ينـدفـع انـدفـاعـا
|
ولا أحـــــدٌ تــريـــث فــــــي هــــــدوء
وقَـــــدَّم رأيـــــه يـنــهــي امـتـنــاعــا
|
فــأيــن خـصـالـكـم كــانــت بــحـــق
حـثــيــث رام لـلــعــدل انـتــزاعــا ؟!
|
تـداخـلــت الأمـــــور فــكـــل قــلـــب
يعانـي فـي عنـا السعـي انقطاعـا
|
وخـــــارت قـــــوةٌ لـلـجـيــش ولــــــى
تخلى في دروب الزيغ .. ضاعـا
|
طـوائــف أزمـــة يـمـضــي هــواهــا
ولا تــرجـــو لأزمـتــهــا انـقـشــاعــا
|
أيـا (يمـن) السعـادة ليـت شـعـري
أيختـرع الـسـلام لــك اختـراعـا ؟!
|
لـتــبــقــى آمـــنــــا فـــــــذا مــهـــابـــا
حكـيـمـا واحــــدا تــأبــى انـخـداعــا
|
تـــــراث بــلادكـــم عـــــذب شــهـــي
أيلقـى فـي ظــلام البـئـر قـاعـا ؟!
|
حضـارتـكـم حمـيـتـم طـــول دهــــر
ومــا حـدتـم عــن الأمـجــاد بـاعــا
|
سـعـادتـكـم أراهــــا الــيـــوم دمــعـــا
بأعـيـنـكـم وقـــــد بـــــدأ انـهـمـاعــا
|
ولل(يـمـن) الحبـيـب الآن شـعـري
مـــن الأحـــزان يـجـتــرع اجـتـراعــا
|
وصــلــى الله ربـــــي كـــــل وقـــــت
على الهادي الذي لاقى اتِّباعا !
|
وآل الـبــيــت والأصـــحـــاب طــــــرا
إلـــى يـــوم أقـــول لـكــم وداعـــا !
|