طائر الأشواق
***
شعر
صبري الصبري
***
***
شعر
صبري الصبري
***
|
يــا مـصـر جئـتـك طـائـر الأشـــواقِ
والــحــب يـغـمــر بـالـنــوى خـفـاقــي
|
أنـســاب بـالأجــواء صـبــا عـاشـقــا
أشـــدو بـشـعـري صـبــوة الـعـشــاقِ
|
وتحـلـق الأبـيـات فــي بـوحـي كـمـا
بـالأيــك حــلــق خــافــق الـمـشـتـاقِ
|
وأبــشــر الــوجـــدان بـالـلـقـيـا بــهـــا
أنــس الـجـوارح فـــي ربـيــع تـــلاقِ
|
يـا منـيـة الــروح الشغـوفـة للصـفـا
بمـروج حسنـك يــا ضـيـا الأحــداقِ
|
يــا واحــة الملـهـوف لـلأمـن الــذي
بـالـوحــي جــــاء بـنـعـمـة الــخــلاقِ
|
يــــا روضــــة الإبــــداع زاد بــهـــاؤه
في وصف أوصاف الرحاب الراقي
|
ألـزمـت فـكـري شـعـر حـبــك أيـنـمـا
كـنـت استبقـتـك فــي أحــن سـبــاقِ
|
أحيـا ببعـدي فـي ربوعـك شاخصـا
آهــات حـزنــك فـــي دمـــوع مـآقــي
|
وأُســــرّ حــقــا بابـتـهـاجـي عـنـدمــا
أرنــــــو إلـــيـــك بــرفــقـــة لــمــراقـــي
|
وأســجـــل الآمـــــال تـــتـــرا أقــبــلــت
صـــوب الحـبـيـبـة بـالـنـقـا الــدفــاقِ
|
وأصاحـب السحـب العوالـي رافقـت
طـيـران قلـبـي فـــي فـضــاء تـراقــي
|
وأســاءل الأطـيـار طـــارت جـانـبـي
عمـا احتـوانـا مــن ضـنـا الأشــواقِ
|
فتـجـيـب إنَّـــا بـالـغــرام .. تـحـدثــت
عـمــا نـعـانـي مـــن هـجـيــر فــــراقِ
|
حــتــى نــعـــود لـمـصـرنــا بـنــضــارة
تسقـي الضـلـوع هيامـهـا بمسـاقـي
|
لاقــيــت بـالـتـحـنـان طـيــبــا بــاهـــرا
بـعـبـيـر غـــــرس وافـــــر الإغـــــداقِ
|
والـنـيـل يـجــري دافــقــا مـسـتـرسـلا
بـعـطـاء ربــــي الـمـرتـجـى الــــرزاقِ
|
سبـحـانـه وافـــى الحـبـيـبـة رزقــهــا
بـسـطــا شـهـيــا عــامــر الأطــبـــاقِ
|
وأنـالـهــا حــبـــا بــوجـــدان الـــــورى
يـســري بـعـشــق صــــادق ووفــــاقِ
|
مـــن رامـهــا ضـــرا يـعــود بـحـســرة
وهـــزيـــمـــة لــلــمــجـــرم الأفَّــــــــــاقِ
|
للخـائـن الـفـظ الـجـهـول الـمـرتـدي
فـيــهــا ثـــيـــاب تـــلَـــوِّن الــفُــسَّــاقِ
|
مــن راح يشـعـل نــاره مـــن حـقــده
بـسـمـومــه بـالـسـطــح والأعــمـــاقِ
|
مــن لــوث النـيـل الـطـهـور بـإفـكـه
واخـتــار قــتــل الــنــاس بــالإغــراقِ
|
أو بالحـرائـق فــي مـسـارات حــوت
أعتـى الغوائـل فـي لـظـى الإحــراقِ
|
وهي الجميلـة رحبـت بمـن ارتجـى
أمــنــا وعـيــشــا طــيـــب الأســـــواقِ
|
مـدت لهـم كــف المعـونـة والسـخـا
فــتــنــكــروا لـــوثـــائـــق الــمــيــثـــاقِ
|
مـيـثـاق مـعــروف وحـســن تـخـلـق
بـســمــاحــة ومـــكــــارم الأخــــــــلاقِ
|
ظــنـــوا الـمـهـالــك لـــلإلـــه تــقــربــا
بـمــكــائــد الــتــدمــيــر والإغــــــــلاقِ
|
قـطــع الـطـريـق بمـنـكـرات فعـالـهـم
بـشــعــار غـــــي بـالــهــوى خــفَّـــاقِ
|
والبغـي باسـم الـديـن شــر وسيـلـة
للجاهلـيـن عـلــى مـــدى الآفـــاقِ !
|
فـي مصـر ظنـوا بالغـبـاء ظنونـهـم
فـهــم الـهــداة وغـيـرهـم بـشـقــاقِ !
|
وهــم الـصـراط المستقـيـم ودونـهــم
نـــار الجـحـيـم بمحـتـواهـا الــشــاقِ
|
وهــم الـكــرام المسـلـمـون وغـيـرهـم
ضــلــوا ضـــــلالا مـقــرنــا بـمــشــاقِ
|
بـئـس الـذيـن تخيـلـوا هــذا الـدجـى
نـــــورا مـبـيـنــا بـالـســنــا الـــرقـــراقِ
|
مــصــر الـبـهـيـة بـالـعـلـوم تـزيـنــت
بـربــيــع أزهــرهـــا بـصــحــو فـــــواقِ
|
تهـدي الجميـع نقاءهـا وصفـاءهـا
بخـشـوعـهـا وخـضـوعـهـا لـلـبـاقــي
|
يـحـمــي بـرحـمـتـه حـمـاهــا دائــمــا
بالـحـفـظ يـحـفـظ مـصـرنـا بـسـيــاقِ
|
ســمـــح جــمــيــل طـــيـــب مــتــألــق
مـــتـــدفـــق مــتــمـــيـــز الأعــــــــــراقِ
|
فـــــأدم أمــانـــك للـحـبـيـبـة بــارئـــي
وأفـــــض عـلـيـهــا واســــــع الأرزاقِ
|
صـلــى الإلـــه عـلــى الـنـبـي وآلـــه
ما الروض لاح بأخضر الأوراقِ !
|
|