قصيدة رثاء شقيقي الأكبر الأستاذ / محمد
الصبري الذي انتقل إلى جوار ربه فجر الخميس 18 شعبان عام 1434هـ الموافق 27 يونيو
عام 2013 عن عمر يناهز أربعة وستون عاما يرحمه الله رحمة واسعة
***
حبيب قلبي
***
شعر
صبري الصبري
***
حبيب قلبي
***
شعر
صبري الصبري
***
|
أرثـــيـــك حِـــبِّـــي بـــالأســـى الــهــتـــانِ
وبـــكـــاء قـــلــــب مـــضــــرم الأحـــــــزانِ
|
وبـــدمــــع بـــــــث بـالــخــفــاء وجـــهــــرة
سـحـتـه فـــي نـــوح الــجــوى الـعـيـنـانِ
|
وبـشــعــر بــحـــر لـلـمــواجــع أجـــجـــت
مــــا فــيـــه مـــــن بـــــوح ومـــــن أوزانِ
|
أبــكــيـــك بـــــــدرا بـــالأفــــول تــتــبــعــت
روحـــي أفــولــك يــــا حــشــا وجــدانــي
|
يـا نـبـض قلـبـي يــا حبـيـب جوانـحـي
يــا شــوق عـمـري يـــا سـنــا أزمـانــي
|
قـــد كـنــت حـقــا يـــا (مـحـمـد) ركـنـنــا
فــــي كــــل شـــــيء شــامـــخ الـبـنـيــانِ
|
فــيـــنـــا كــبـــيـــرا مـسـتــطــابــا وارفـــــــــا
فــــــــــذا مـــهــــابــــا وارف الــبـــســـتـــانِ
|
بـحــكــيــم قـــــــول مـسـتــنــيــر ثــــاقــــب
بـــرجـــوح فـــكـــر مــتــقـــن الــرجــحـــانِ
|
نــأتــي إلــيــك إذا الأمـــــور تـعــســرت
فـــنــــراك يـــســــرا دافــــــــق الــتــحــنــانِ
|
ونـــــرى لــديـــك بـشــاشــة وســمــاحــة
فــاضـــت بـخــيــر واكـــــف الـفـيـضــانِ
|
ونــــــراك والـــدنـــا بــســمــت شـقـيـقـنــا
(قـد مـات والـدنـا الحبـيـب الثـانـي) !
|
قـــد مـــات مـــن كـنــا لـديــه بـحـضـنـه
مـهــمــا كـبــرنــا فـــــي أحــــــن حـــنـــانِ
|
يـأتــي لـيـسـأل عـــن دقـائــق عيـشـنـا
ويـــعـــود بـــعـــد وشـــائـــج اطـمــئــنــانِ
|
وبــهــاتـــف دومـــــــا يـــحــــدث إخـــــــوة
لــــهــــم لــــديــــه مــــعــــزَّةُ الــــولــــدانِ !
|
ويــنــيــر أســـرتـــه الـكـبــيــرة ســاطــعــا
بـــــوضـــــاءة مــنـــبـــثـــة الإحـــــســــــانِ
|
يـمــضــي وَصَـــــولا مـحـسـنــا مـتـألــقــا
بــيـــن الـجـمـيــع بــأجــمــل اسـتـيــقــانِ
|
بــــدروب نــفــع كــنــت فـيــنــا جـامــعــا
تـسـعــى بـــــدأب شـقـيـقـنـا الـمـتـفـانِـي
|
تـسـخـو .. تـجــود بـكــل بــــر غــامــر
مــســتــرســل بــنــقــائـــك الإنـــســـانـــي
|
لـــمــــا تــــوفــــي والــــــــدي زاد الــعـــنـــا
فـمـسـحــت عــنـــا دمــعـــة الأشـــجـــانِ
|
ورفـــعـــت رايـــتـــه الـجـلـيــلــة عــالــيـــا
بـالــعــز تــخــفــق أنـــضـــر الـخـفــقــانِ
|
وتـضــمــنــا تـــحــــت الـــلــــواء بـــرأفــــة
ومــــحــــبـــــة ورعـــــــايـــــــة وأمــــــــــــــانِ
|
وتــضــيء وجـهـتـنـا بـأصـفــى واحـــــة
فـــــــي دوحـــــــة مــعـــمـــورة الأفــــنــــانِ
|
بـفـصـاحـة الأقـــــوال تـنــطــق مـنـطـقــا
حــــلــــوا بــديـــعـــا مــتـــقـــن الــتــبــيـــانِ
|
تـــدعـــو لـــديــــن الله جـــــــل جـــلالــــه
بـخــطــابــة فــــــــي جــمـــعـــة بــلـــســـانِ
|
عــــــذب فــصــيــح دافــــــق بـنــفــائــس
شـــتــــى مـــــــن الآيـــــــات بـالــفــرقــانِ
|
وبـسـنــة الــهــادي الـبـشـيـر تــــلألأت
بـحـديــث طــــه المـصـطـفـى الـعـدنــانِ
|
وبـصـلـح ذات الـبـيــن كــنــت مـوفـقــا
فــــي رأب صــــدع الأهــــل والإخــــوانِ
|
إن جـئـت وَلَّــى هـاربـا عــن جمـعـهـم
كــيـــد الْــمَــرِيــد الــمــجــرم الـشـيــطــانِ
|
ويــحــل بـالـنــاس الــوئـــام بـصـلـحـهـم
مـــــن بَـــعـــد ذاك الــبُــعــد والــهــجــرانِ
|
كـنــســيــم جـــــــو مــنــعـــش بـحـيــاتــنــا
يــســـري بـلــطــف طـــيـــب الــســريــانِ
|
كــربــيـــع روض مــثـــمـــر مُـسْـتَــثْــمَــرٍ
مــــــن كــــــل قـــلــــب بــالأطــايـــب دانِ
|
أنــــا لا أبــالــغ إن ذكـــــرت مـحـاسـنــا
فـــــيــــــك اســـتــــمــــرت درة بـــــزمــــــانِ
|
قــــد عـشــتــه حــتـــى أتـــــاك قــضـــاؤه
ســبــحــان ربـــــــي الـــواحــــد الـــديــــانِ
|
يُـــحــــي يــمــيـــت بـــقــــدرة ومـشــيــئــة
جــلـــت عـــــن الـتـمــديــد والـنـقــصــانِ
|
آجـــالـــنـــا تــــأتـــــي فـــــــــلا رد لـــــهـــــا
أنــــــرد أمــــــر الـــواجـــد الــرحــمـــن ؟!
|
نــحـــن الـعــبــاد الـخـاضـعــون لأمـــــره
فـــــــــي ذلـــــنـــــا لــلــمــنــعــم الـــمـــنــــانِ
|
مـــن نـطـفـة الأمـشــاج كــنــا مـضـغــة
حـــتــــى عــمــرنـــا أرضــــــــه بــمـــكـــانِ
|
فـــيـــه انـطـلـقـنــا بـالــحــيــاة بـسـعـيــنــا
أطـــــــوار جـــســــم بـالـمــقــابــر فــــــــانِ
|
والـــــروح تـبــقــى بـالـصـعــود لـــبـــارئ
لـــمــــا يــحـــيـــن قــــضــــاؤه الــربـــانـــي
|
فــاجــعـــل إلـــهــــي روحـــــــه بــمــكــانــة
مــثــلـــى لـــديــــك بــرحــمـــة الــحـــنَّـــانِ
|
وافسـح لـه فـي القبـر فسـحـة مُسْـعَـدٍ
فــــي روضـــــة مـخــضــرة الأغــصـــانِ
|
آنــــــس إلـــهـــي بـــرزخـــا ل(مــحــمــد)
بــضــيـــاء أنـــــــس تـــــــلاوة الــــقــــرآنِ
|
وبــشــارة الــفــوز الـمـبـيـن الـمـرتـجـى
لـلـعـبـد عــبــدك يــــا هــــدى الـحــيــرانِ
|
يــا فــرد يـــا قـــدوس يـــا رب الـــورى
يــــــا خـــالــــق الإنـــســــان والأكـــــــوانِ
|
إنـــي دعــــوت بــدمــع عــيــن هــاطــل
ربـــــي الـمـهـيـمــن واســــــع الــغــفــرانِ
|
فاغـفـر ذنــوب (مـحـمـد) واجـعــل لـــه
فــــردوس خــلــدك مـسـتـطـاب جــنـــانِ
|
زوجــه حــور الـعـيـن يـحـظـى بالـهـنـا
بـقـصــور عــــدن واهـــــبَ الــرضـــوانِ
|
وارحــــــم أبــــــي .. أمــــــي .. أخـــــــي
وجــمــيــع مــوتــانـــا بــبــســـط هـــانــــي
|
وجميع موتى المسلمين على المدى
يـحــظــون مــنـــك بـفـضـلــك الــهــتــانِ
|
وارحـــم (عُـبَـيْـدَك) إن أتـــاك مـحـمــلا
بـــــالـــــوزر والآثــــــــــام والــعـــصـــيـــانِ
|
صــلــى الإلــــه عــلـــى الـنــبــي وآلـــــه
ما الصبر صاحب صادق الإيمـانِ !
|