إيداع
**
شعر
صبري الصبري
***
**
شعر
صبري الصبري
***
|
أســتـــودع الله الـعـظـيــم الـمـرتــجــى
مـصـر الحبيـبـة .. دائـمـا بـدعـائـي
|
أدعــــو لــهــا رب الأنــــام بـدمـعـتــي
وبـخـشـيـتـي وضـراعــتــي ورجــائـــي
|
فالحال صعب ... والخطـوب كثيـرة
والــنــاس فـــــي كـــــرب وفـــــي أدواءِ
|
والإقتـصـاد عـلـى شـفــا جـــرف بـــه
إفـــلاســــنــــا بــالـــفـــقـــر والـــبــــلــــواءِ
|
والإكـتــئــاب قـــــد اســتـــراح ركـــابُـــهُ
بــنــفــوســنـــا بــتـــمـــكـــن ودهــــــــــــاءِ
|
والـكـل فــي فـوضـى تـعـاظـم شـأنـهـا
حــتــى اسـتـقــرت مـصــرنــا بــالـــداءِ
|
تـطـغــى الـهـمــوم بـأهـلـهـا وبـنـيـلـهـا
وتــــعــــم فــيـــهـــا كــــافــــة الأرجــــــــاءِ
|
وتـبــيــت أحـــــزانٌ جــســـامٌ عــنــدهــا
وتـــدوم فـــي صــبــح لــهــا ومــســاءِ
|
مــا مــن بصـيـص لـلأمـانـي عـمـهـا
بـالـبـشْــر شـــــع شـعــاعــه بـضــيــاءِ
|
أو مـسـتــقــر بــالــهـــدوء بــأرضــهـــا
مـــن بــعــد دهــــر مـعـاشـهـا بـهـنــاءِ
|
دب الشـقـاق وكــان شـمـل حيـاتـهـا
كـالـعــقــد زيَّـــــــن جــيــدهـــا بــبــهـــاءِ
|
شـبـت بـهـا النـيـران تـحـرق أمـنـهـا
هـل مـن جــريء مطـفـئ وضــاءِ ؟!
|
فــدخـــان حـرقـتـهــا تــخــلــل أنــفــســا
تـــاقـــت لــســابــق بــهــجــة ونـــقــــاءِ
|
كـــم مـــن تـربــص مـحــدق مـتـأهــب
لـلــنــيــل مــنـــهـــا شــــاهــــرا لــــبــــلاءِ
|
كـم مـن جهـول يمتطـي ظهـر الغبـا
لــيــدوس مــصـــر وأهـلــهــا بــحـــذاءِ
|
كــــم مــــن حــقــود حــاســد مـتـسـلـح
بـــالـــســـوء والإجـــــــــرام والأهــــــــــواءِ
|
بـالـداخــل الـمـنـهـوب جــهــرا مـنـهــمُ
بـــتـــبـــجـــح وتــــــجــــــرئ وخــــــفــــــاءِ
|
زادت مـعـانــاة الـجـمـيـع وأصـبــحــت
مــصــر الأمـــــان مـخــافــة الـغــربــاءِ
|
قــلَّــت سـيـاحــة سـائـحـيــن تــعـــودوا
فيـهـا الـســلام عـلــى مـــدى الآنـــاءِ
|
وتـحـدثــت أصـــــوات ذكــراهـــم لــهـــا
مــــــــن بُــعـــدهـــم بــتـــأثـــر وبــــكـــــاءِ
|
وتـســاءلــوا عـنــهــا وأخـــبـــار بـــهـــا
بــــصــــدارة الأحـــــــــداث والأنــــبـــــاءِ
|
مـــاذا جـــرى لـلأنْــس فـيـهـا والـهـنـا
ومـقـامــنــا بـالـجــنــة الــخــضـــراءِ ؟!
|
مـاذا دهانـا ليـت شعـري مــا انـبـرى
فـيـنـا مـــن الأوبـــاش والـجـهـلاءِ ؟!
|
كيـف اتخذتـم نـهـب مـصـر وسيـلـة
لـلـحــكــم والـتـلـفـيــق والإقـــصـــاءِ ؟!
|
كـيـف انسجمـتـم بالمظـالـم وانـتـهـى
عصر العدالـة فـي رسـوخ قضـاءِ؟!
|
كـيـف استبحـتـم كــل شــيء هـاهـنـا
يـــــا مـــــن ظـنـنـتــم ظـنــكــم بـــخـــواءِ
|
خـبــتــم وأفـلـســتــم وضــعــتــم كــلــكــم
يـــا مـــن صـحـبـتـم زمــــرة الأعــــداءِ
|
يـا مــن قصـدتـم وئــد نــور شريـعـة
قـــدســـيــــة وســـطــــيــــة ســـمــــحــــاءِ
|
مصـر الفضيلـة بالضيـاء تسربـلـت
واسـتـمـسـكـت بـمـجـامــع الأضــــــواءِ
|
لا تــرتــدي ثــــوب الـتـشــدد مـطـلـقـا
إن الــتــنــطـــع وجـــــهـــــة لـــشـــقــــاءِ
|
حـاصـوا بـهـا حـيـصـا وزادوا كـربـهـا
كـــربــــا جـــديــــدا صـــارخــــا بــعــنـــاءِ
|
فـــي كـــل صــبــح أو بـلـيــل نـرتـئــي
فـيــهــا الـمــآســي أطـبــقــت بــجـــلاءِ
|
لا رأس فـيــهــا أو حـكــيــم نـرتــجــي
بــحــديـــثـــه إطـــــلالـــــة الــحـــكـــمـــاءِ
|
فـمــراء قـومــي قــــد تـعـالــى فـحـشــه
حــتــى اسـتــقــر بـفـكـرنــا الـمـسـتــاءِ
|
أقـــــوال قــــــذف تـسـتــفــز مـسـامــعــا
أصــغـــت لـــهـــا مـبـثــوثــة بــفــضــاءِ
|
والــكـــل يـعـتـقــد الــصـــواب لـنـفـســه
بـــغــــرور رأي صـــائــــح الــخـــيـــلاءِ
|
هوت الحبيبة في الشرور وساءها
مـــــا عـمــهــا مـــــن قــســـوة ومـــــراءِ
|
وإســـــــــــاءة بـــتـــقـــاتـــل وتــــــدابــــــر
وتـخــاصــم فـــــي حــلــكــة الـظـلــمــاءِ
|
فــمــتــى نــفــيــق لأجــلــهــا بــبــراعــة
ومــــحــــبــــة وتــــــوافــــــق ووفــــــــــــاءِ
|
لا تـســتــبــد جــمـــاعـــة بـمـصــيــرهــا
فــهــي الــتــي تــجــري بــنـــا بــدمـــاءِ
|
أبـنــاء مـصــر المخلـصـيـن تـقـدمــوا
مـــــــن أجــلــهـــا بــجـــســـارة وإبــــــــاءِ
|
لا تـتـركــوهــا لـلــغــريــب الـمــعــتــدي
أو لـــلـــقــــريــــب مــــشـــــتـــــت الآراءِ
|
أو للتـجـارب مــن جـهــات أعـتـمـت
وجـــــه الـحـقـيـقـة بـارتــيــاب شـــــراءِ
|
أو لـلـتـبــاحــث والـتــخــابــر خــفـــيـــة
مـــــع مــــــن يــــــروم إزالــــــة لــبــنــاءِ
|
كــونــوا لــهــا جـمـعــا جــنـــودا إنــهـــا
تـحـتـاجـكــم يــــــا مــعــشــر الأبـــنــــاءِ
|
لا تــنــتــمــوا إلا لــــهــــا ولأرضــــهـــــا
بــكــيــاســـة الـــعـــقــــلاء والــنــبـــهـــاءِ
|
لا تــفـــخـــروا إلا بــــهــــا وبــنـــورهـــا
وبـــأزهــــر فـــــــي روضـــــــة زهـــــــراءِ
|
لا تـسـمــعــوا إلا حـــديــــث فـــؤادهــــا
فـــهـــي الــصــدوقـــة نـــضــــرة الآلاءِ
|
وهـي الجميلـة ذات بهـجـة غرسـهـا
كـعــروس طـهــر مــلاحــة عـصـمــاءِ
|
فـلــهــا دعـــــوت الله جــــــل جـــلالـــه
بالـحـفـظ فــــي ســتــر لــهــا ورخــــاءِ
|
والــطـــف إلــهـــي دائــمـــا بـلـطــائــف
مـــــبـــــرورة بـــســـلامــــة وصـــــفـــــاءِ
|
وبــلـــوغ مــصـــر أمــانــهــا ورقــيــهــا
بـمــهــابــة فـــــــي الـــعــــز بـالـعــلــيــاءِ
|
(نسـتـودع الله المهـيـمـن مـصـرنـا)
قـــــولـــــوا مـــــعـــــي بــمــحـــبـــة وولاءِ
|
صـلــى الإلــــه عــلــى الـنـبــي وآلــــه
مـــا ضـــم نـيــلٌ سلسـبـيـل الــمــاءِ !
|
|