مكتبة الأقصى
***
شعر
صبري الصبري
***
شاهـدت مكتبـة الضـيـا المتـلالـيفـي قلـب أقصانـا الحبيـب الغـالـي
|
وشخصت جوهرها النفيس بدمعةسالـت علـى خــد الكـتـاب البـالـي
|
وسـجــل تـاريــخ قـديــم يـمـتـطـيظـهــر الـغـبـار بقـبـضـة الـبَـلْـبَـالِ
|
وكنـوز مـجـد قــد تشـتـت بالضـنـاوالــقــهـــر والآلام والــــزلــــزالِ
|
وسـطـور عــز قــد تجـمـد خـطـهـاومــدادهـــا بـدفــاتــر الإهـــمـــالِ
|
وغلاف ذكرى المنجـزات مهلهـلاومـمـزقــا بـمـخـالـب اسـتـئـصـالِ
|
وحزنت في بعـدي برغـم سعادتـيفـــي رؤيـتــي لمـعـاقـل الأبــطــالِ
|
مـن سجـلـوا تـاريـخ إعــزاز لـنـابـجـهـادهـم بـعـزائــم اسـتـرســالِ
|
وتقـلـدوا نــور المفـاخـر أشـرقـتبضيائـهـا مـــن سـالــف الأجـيــالِ
|
كـانـوا رجـــالا أتـقـنـوا فتـمـيـزوابـمـعـالــم ومـــكـــارم لـــرجـــالِ !
|
بالقدس عاشوا عالميـن وعلمـواواستمـسـكـوا بـجـلائـل الأعـمــالِ
|
وتعمـقـوا بالبـحـث طــاب مـجـالـهورحــابـــه وعـــــلاؤه بـمـعــالــي
|
صـدقـا تسـامـى بالأعـالـي نبـضـهبصـدور فـرسـان الـمـداد العـالـي
|
بشمـوخـه ضــاء الطـريـق لأمـــةتـأبـى انسـيـاق عقولـهـا لـضــلالِ
|
وتعلـمـت وحـيــا طـهــورا مـنــزلامـــن ربـهــا المتـفـضـل المـتـعـالِ
|
فاستسلـمـت لإلـهـهـا بخشـوعـهـاوخـضـوعـهــا لله ذي الأفـــضـــالِ
|
وترسمـت هــدي النـبـي (محـمـد)بــمــحــبــة لـلـمـصــطــفــى والآلِ
|
ولـكـل أزواج الـرسـول وصـحـبـهجـمـعـا بـحــب صـــادق الـمـنـوالِ
|
وبـكــل مـكـتـبـة تــــلألأ جـهـدهــمونـتــاج تـألـيـف صـفــى بـجـمــالِ
|
والـقـدس فيـنـا قــد تنـفـس فـكــرهبرقـيـق وعـــي صـــادح الأقـــوالِ
|
كونـوا لمكتبتـي حـمـاة سطـورهـاإن لـــم تـؤمــوا سـاحــة لـقـتـالِ !
|
فعـدونـا يـرجـو احـتـراق سجلـهـاحــتــى يــبــدد مــوثــق اســتــدلالِ
|
ويـــرد حجـتـنـا ويـدحــض حـقـنــابـمـزاعــم الـتـكـذيـب والإضــــلالِ
|
ولــذا يـحـارب كــل شــيء عنـدنـافــي كــل أصـعـدة بمـحـض نـكــالِ
|
ويــود سـلـب هـواءنـا وفـضـاءنـاوقـلـوبـنــا ومــواضـــع الآمـــــالِ
|
ويـــزوّر الـتـاريـخ تـزويــرا بــــهننـسـى الحـقـوق بجيلـنـا وعـيــالِ
|
ويقـيـم صهـيـون اللعـيـن ضـلالـهفـيـنـا بـــزور الـبـغـي والإخــــلالِ
|
هيـا أقيـمـوا باتـسـاق مــا مـضـىبالقدس من علـم الزمـان الخالـي
|
بــثــوه بــثــا بـالـفـضــاء لـعــالــمأعطـى ل(إسرائـيـل) دعــم خـبـالِ
|
قـد غـض طرفـا عـن مآسينـا بهـاظـنـوا اليـهـود ضحـيـة اسـتـغـلالِ
|
ونـمــا لـديـهـم وهـمـهـم بجـهـالـةمــن مجرمـيـن بفسـقـهـم جُـهَّــالِ
|
قومـوا بعـزم العارفيـن ووضحـوالـهــم الحقـيـقـة بـارتـقـاء مــقــالِ
|
وزنـوا الأمــور بحكـمـة وكيـاسـةبلـسـان صــدق بـلاغـة ووصـــالِ
|
يـا قــدسُ فـيـك ترسـخـت بوثـائـقشـتـى نفـائـس مـضـرب الأمـثــالِ
|
كـالـدر واليـاقـوت تصـفـو للنـهـىولــمـــن أراد مـعــارفــا بــنـــوالِ
|
وبجوهـر التاريـخ سالـت لـلـورىبـسـيـول عـقـيـان جـــرت بـمـنــالِ
|
إنـي سعـدت بمـا رأيـت ومهجـتـيحـنَّــت لــــه بحقـيـقـتـي وخـيـالــي
|
وثـوى فـؤادي سـارحـا بربوعـهـايمـضـي بمكتـبـة المـنـى الـهـطـالِ
|
ب(النت) قد همُّوا انطلاق رباطهاهيـا جميعـا فـي خـطـى استعـجـالِ
|
إنـــي لمـشـتـاق لـرؤيـتـهـا كــمــايـشـتــاق ظــمــآن كــــؤوس زلالِ
|
أو كـالـغـريـب بـشـوقــه لــبـــلادهولأهـــلــــه ولـــراحــــة لــلــبـــالِ
|
وأرى قـريـبـا نـصـرنـا بمـشـيـئـةلله ربــــي ذي الــجــلال الــوالـــي
|
فـخـذوا لـذلـك أهـبــة بصـلاحـكـمووئـامـكـم بشـكـيـمـة اسـتـبـسـالِ
|
ودعوا التفرق والتشرذم والهوىوحـيـاتـكــم بـلـجــاجــة وجــــــدالِ
|
واستقبلـوا ذاك الشـعـاع لمسـجـدأقـصـى شـريـف أجـمـل استقـبـالِ
|
صـلـى الإلــه عـلـى النـبـي وآلــهمـا البـدر لاح بنـوره المتـلالـي !!
|