دموع النيل
***
شعر
صبري الصبري
***
***
شعر
صبري الصبري
***
|
أرأيـــــت يـــــا نــيـــل الـجــمــال صـواعــقــا
شــنـــت عـلـيـنــا مـــــن هــنـــاك خـــوارقـــا
|
ورمــــت إلـيـنــا مـــــن ســـــدود جـفـائـهــا
جــدبـــا ألـيــمــا ذا مـصــاعــب صــاعــقــا
|
سـيــجــف نــيــلــك يــــــا حـبـيــبــة قـلـبــنــا
إن ســـــد أثـيـوبـيــا اســتــبــاح مـنـاطــقــا
|
كـــانـــت تُــجَــمِّــع مــــــاء جـــنـــات أتــــــى
بـالــنــيــل يــــجــــري بــالــعــذوبــة رائــــقــــا
|
بالخـيـر يخـطـو نـحــو مـصــر وشعـبـهـا
ويـنـيـلـهــا الــبــســـط الــبــديـــع الـفــائــقــا
|
ويـحـفـهــا بـالـحـســن طــــــاب بـــروضـــه
يــــزهــــو جـــمـــيـــلا رائــــعـــــا مــتــلاحــقـــا
|
مــــنـــــذ الـــقـــديـــم تـــدفـــقـــت أمــــواجـــــه
تـــــــروي لــديـــنـــا بــالــحــقــول طــرائـــقـــا
|
رقـــــــت ودقـــــــت بـالـتـفـاصــيــل الــــتــــي
شـــــــدَّت إلــيــهـــا بــالــبــهــاء الــعــاشــقــا
|
وحــكـــت حــكــايــات الـلـيــالــي ســجــلــت
تـاريـخــنــا الــمــبــرور ســـفـــرا صـــادقــــا
|
يـــا لــيــت قــومــي يــقــرؤون سـطـورهــا
يـــــا لــيـــت قــومـــي يـعـلـمــون حـقـائــقــا
|
إنــــــا لــديــنــا يــــــا بــــــن نـــيــــل ثـــــــروة
تنساب فينا .. هل شخصت رقائقا ؟!
|
هـــل جُـبــت مـصــر شمـالـهـا وجـنـوبـهـا
تــرنــو بـنـهــر الـنـيــل تــبـــرا عـالــقــا ؟!
|
أرأيـــــــت فــــيــــه الإنــــطــــلاق مُــحَـــمَّـــلا
بالـطـمـي يـمـضـي بالـقـيـادة غـامـقــا ؟!
|
ويــحــيــك رتـــقـــا فـــــــي ثـــــــراه مـــؤثــــرا
يـــبـــنـــي بــــنـــــاء لـلـحـبــيــبــة شـــاهـــقـــا
|
أسـمـعــت فــيـــه خــريـــره لـحــنــا ســـــرى
شـــــدوا يـغــنَّــى فـــــي حــمــاهــا ســامــقــا
|
عـــذبــــا ســمــيـــرا مـتــقــنــا مـسـتـجـمــعــا
ســــهــــلا مــثـــيـــرا بـالــمــهــابــة دافــــقـــــا
|
أنـــظـــرت يـــومـــا بـــالـــدروب شــواطــئــا
ضـمــت شـعـاعـا مـــن سـنـاهـا بــارقــا؟!
|
ولـقـيـت صــــوت الــنــاي فــــاح أريــجــه
بــوحـــا صــدوقـــا بـالـمـحـبـة شــائــقــا ؟!
|
إنــي سمـعـت .. كـمــا رأيـــت وسـجَّـلَـت
أبـــيــــات شـــعــــري لـلـمـهــيــب دقــائـــقـــا
|
نــــهـــــر تــــدفـــــق بــالــحــيـــاة مـــبـــجــــلا
فــخـــمـــا رطــيـــبـــا بــالــنــضــارة واثــــقـــــا
|
تــخــتـــال فــــيــــه الأمــنـــيـــات بــزهـــوهـــا
وتــــبــــث صــــوتــــا عــبــقــريــا نـــاطـــقـــا
|
يـــا نــيــل مــصــر لــــك الـمـحـبـة دائــمــا
يـــا مــــن تـسـبّــح فــــي نــــداك الـخـالـقـا
|
أنــت الــذي مــن فــوق جـئـت لأرضـنــا
بـالـشـكــر نـحــمــد ذا الــجـــلال الـــرازقـــا
|
ســــاق الـمــيــاه لـمـصـرنــا فـــــي رحــلـــة
طــالـــت .. وقـــــدَّر بالـمـشـيـئـة سـائــقــا
|
حـــتـــى أتـــانـــا خـــيــــر ربـــــــي ســابــغـــا
يــســقـــي ثــــرانــــا حــالـــيـــا أو ســابـــقـــا
|
والآن نـــقـــبـــع بـــانـــدهـــاش عــقــولــنـــا
هــل ســد أثيوبـيـا سيـصـبـح عـائـقـا ؟!
|
ويــــحــــول بــــيـــــن تــــدفـــــق لـمــيــاهــنــا
تـــجــــري إلــيـــنـــا بـالـتــصــحــر لاحــــقــــا
|
وتعـيـش مـصـر مـــع الـجـفـاف مـلازمــا
أرضـــــــا تـــلاقــــي بــالــخـــراب حــرائـــقـــا
|
يــــا أهــــل مــصــر تـقــدمــوا لـخـلاصـكــم
مــــمــــن تــجـــبَّـــر بــالــجــرائـــم فـــاســـقـــا
|
خــــــــان الــعـــهـــود مــمـــزقـــا أوراقــــهـــــا
وأحـــــــل لــلــحـــرق الــســريـــع وثــائـــقـــا
|
ومــضـــى جـــهـــولا مــانــعــا مــــــاء لـــنـــا
قــــــد بــــــث فــيــنــا مـــكـــره الـمـتـلاصـقــا
|
بـــعـــمـــوم تــخــطــيـــط أثــــيـــــم طـــالـــمــــا
أبـــــــدى ســقــامـــا مـسـتـطــيــرا خــــارقــــا
|
وانـــضـــم لـلـخــصــم الـخـبــيــث عـــدونـــا
أعــطـــاهـــمُ نــــبــــع الـــمـــيـــاه طـــوابـــقـــا
|
ســــــــدا كــبـــيـــرا لامــــتــــلاك نـصــيــبــنــا
جــهـــرا قــــــد ارتــكــبــوا هـــنـــاك بــوائــقــا
|
والـشــعــب يـنــظــر لـلـرئــيــس مُــســائــلا
ماذا ستفعل ؟! هل ستنهض طافقا ؟!
|
بــالــنــيــل تــحـــمـــي مــــــــاءه بـــمـــســـاره
وتحـاسـب الـلـص الخطـيـر السـارقـا ؟!
|
إنـــــــي لأشـــعــــر بـاكــتــئــاب نــفــوســنــا
وأرى الـجــمــيــع بـمـلـهــيــات غـــارقــــا !
|
وأرى الفظـاظـة قـــد تـوالــت .. مـصـرنـا
تــحـــيـــا افــتــتــانــا جــاهــلــيـــا ســـاحـــقـــا
|
هُــــنَّــــا وصــــرنــــا بــالــمــعـــارك بــيــنــنـــا
بـالـبـغــض تـصـلـيـنـا الــعــنــاء الــحــارقــا
|
والــنــيـــل بــالــدمـــع الــغـــزيـــر مــعــاتــبــا
يـشــكــو بـــأحـــزان الــشــجــون طـــوارقـــا
|
دبــــــت دبــيــبــا فـــــــي جـــوانــــح نـيــلــنــا
يـلـقـى مـــن الـخـصـم العـنـيـد صـواعـقــا
|
كـــذبــــوا عـلــيــنــا بــالــغـــرور ســفـــاهـــة
حــــتــــى لــقــيــنـــا بـــالـــبـــلاء الــحــائــقـــا
|
جـــــــدب وإقــــتــــار وســــلــــب حــقــوقــنــا
والــــكــــل يــبـــســـط لــلــفــتــون نـــمـــارقـــا
|
ونـــــرى بـجــهــر فـــــي حـمــاهــم مـرتــعــا
خــصــبـــا لــديــهـــم بـالـمـكــائــد بــاســـقـــا
|
يـــجــــري إلــيــنـــا بـالــشــدائــد صــائـــحـــا
وغـــــــــدا نـــكـــيــــرا لـــلـــمــــزارع زاهـــــقـــــا
|
يــــــا ويــــــح أعــــــداء شـــــــداد جَــمَّــعـــوا
لـــخـــراب مـــصـــر مــغــاربـــا ومــشــارقـــا
|
وتـــــوحــــــدوا لــعـــدائـــهـــا ولــطــمــســـهـــا
والـــشــــعــــب ودع لـــلــــوئــــام تـــوافــــقــــا
|
والــــكــــون يــنـــظـــر مــوقـــفـــا ذا قـــــــــوة
مــــنـــــا يــــكـــــون لـــلاتـــحــــاد مُـــوافـــقــــا
|
حــتـــى نــواجـــه خـصـمـنــا مـــــن رامــنـــا
عـــمــــدا بـــإيــــذاءِ الإســــــــاءة شــــارقــــا
|
والــنــيــل نـــيــــل الـســابــحــات بــودقــهـــا
ِتــهــمــي تــعــمــر بـــالـــدروب مَــرَافــقـــا
|
نـــــادى عـلـيـنــا أن أفــيــقــوا واســـتـــووا
صـــــفـــــا مــتــيـــنـــا لـــــلإبـــــاء مُـــرافـــقــــا
|
يـــــا أيــهـــا الـــمـــلاح قـــاربـــك اخــتــفــى
بــالــقــاع يـــهـــوي بـالـمــواجــع صــافــقــا
|
يـــــا أيــهـــا الــفـــلاح حــقــلــك يـشـتــكــي
جـــدبـــا سـيـصــبــح لــلــزراعـــة مــاحــقـــا
|
يــــا أيــهــا الـمـشـتـاق لـلـغــرس انـتـهــى
عـــصـــر يـــضـــم مــراتــعـــا وحــدائــقـــا !
|
فــــي ســــد أثـيـوبـيـا الــخــراب لـمـصـرنـا
خـــرقـــوا بــتــلـــك الـمـنـشــئــات مــواثــقـــا
|
إنـــــي لأســطـــر مــــــا بـقـلــبــي مــوجــعــا
أرنـــــــــو إلـــيـــهـــم بـــاحـــتـــداد حـــانـــقــــا
|
فــمــيــاه مـــصـــر بـنـيـلـهــا حــــــق لـــهــــا
كــــانـــــت ولازالـــــــــت نـــطـــاقـــا فـــــارقـــــا
|
لا تـعــبــثــوا بــالــمـــاء ســـــــال تـجــاهــنــا
لـلـحَــبِّ مــــن فــضــل الـمـهـيـمـن فـالــقــا
|
أيـــن الـرئـاسـة والـرئـيـس بـمـصـرنـا ؟!
هــــيــــا نــحـــقـــق بــالــشــمـــوخ بــــوارقـــــا
|
تُـصـلـي الــعــدو مــــع الـمـخــازي حـتـفــه
وتــــــأدب الــخــصــم الــشــقـــي الــدائــقـــا
|
إن الـلــيــوث إذا اســتــراحــت واجـــهـــت
مـــكـــر الـثــعــالــب تـسـتـبــيــح شـقــائــقــا
|
وتــــظــــن فــيـــهـــا بــالــغــبــاء ظــنــونــهــا
حـــتـــى تـــســـود جـــوارحـــا وخــوافــقـــا !
|