الاثنين، 13 فبراير 2017

جحر ضب


جُحْرُ ضَبّ
***
شعر

صبري الصبري
***
(عيدٌ) يضم بالاحمرار خضابا
بالزيف يغري بالهوى الألبابا

أسموه (عيد الحب) ويح من ارتوى
من نبعه بالطالحات شرابا

واجتر سوءات السلوك بيومه
بالمهلكات بلهوه منسابا

واغتر سرا بالغواني بالدجى
واختار غيا بالبلاء مُذابا

ومضى بدرب الموبقات مواكبا
بمجون بلبال الخنا أغرابا

بثوا لنا بالفاجرات مفاتنا
شتى تخالف سنة وكتابا

لم يكفهم طول الزمان مكوثهم
في البغي فامتشقوا السفور حرابا

وتصنعوا (عيدا) بيوم أحمر
جعل الفسوق مزينا جذابا

فالبائسون البائسات بسقمهم
يرجون فيه اللهو والألعابا

والمنكرات تتابعت ببغائها
جهرا أسالت للئام لعابا

وتكاثرت فيه الضحايا كلهم
صوب المصائب يقرعون البابا

ويروج التجار أشياء بها
دجل يداعب للغبي لبابا

فيخر بالفخ الخبيث متابع
للمارقين مكابدا أعطابا

ويكون في نار الأتون مصاحبا
أخدانه ومرافقا أصحابا

انهض وفارق ما تراه .. ملازما
بالوعي والرشد المضيء صوابا

فشريعة الإسلام تجعل قلبنا
بالحب يحيا طاهرا وثابا

قلبا سليما طيبا متعففا
يرجو من الله الكريم ثوابا

بالإمتثال لشرع حق دائما
يحيا يطيع المنعم الوهابا

فالعيد في الإسلام عيدان هما
(فطر) و(أضحى) فاستحث ركابا

نحو الشريعة بالضياء تألقت
وأدم إليها بالخشوع ذهابا

وإذا نسيت أو ارتكبت حماقة
فارجع لربك خاضعا أوابا

فالله يغفر كل ذنب إنه
رب غفور فاسأل التوابا

عفوا ومغفرة وتوبة نادم
واسلك إليه من الهدى أبوابا

فيها الصلاة بها الزكاة عبادة
والصوم هيئ للتقى أسبابا

لا تتبع الفجار في فُجْرٍ لهم
والزم بفَجْرٍ المهتدي المحرابا

والزم بقلب خاشع متضرع
لله ربك يا أخي الأعتابا

إن الذين تفرقوا في دينهم
ذاقوا مع الخسر الشديد تبابا

والحب في الإسلام منهاج الضيا
بالطهر يسهب بالصفا إسهابا

يغشى الجميع بحسب تصنيف له
ليكون حسا دافقا وخطابا

في صدق تعمير لدنيا عيشنا
يبني يحقق للورى استتبابا

يا من رغبتم (عيد) حب قلبكم
يهوي بقاعٍ للهوى مرتابا

بالغرب أنتم في متاهة عيشة
لا تعرفون سوى الفسوق نصابا

واللاهثون وراءهم في شرقنا
في جحر ضَبٍّ يرتجون رحابا !

حتى وإن وضعوا خضابا أحمرا
في (عيد) حب يصبغون خضابا !

والله يرحم أمة خيرية
بحياتها وإذا تؤم حسابا

صلى الإله على النبي وآله
ما الودق فارق بالفضاء سحابا !

الاثنين، 6 فبراير 2017

لا تحزني

لا تحزني
***
شعر

صبري الصبري
***
لا تحزني يا درة البلدانِ
يا مصرنا يا أجمل الأوطانِ

يا روضة الحسن البديع ومنهل
عذب لكل موله لهفانِ

لا تحزني إن لاح همٌّ مثقلٌ
بالغمِّ والآلام والأشجانِ

أو كان إخفاقٌ بشيء عابر
بمسيرة الأيام بالأحزانِ

أو عج قلبك باللواعج ترتأي
حقد الحقود الخاسئ الخسرانِ

أو قام مختالٌ قميء يرتجي
بالغي نشر تمزق بطعانِ

أو بث رعديد حديثا كاذبا
بالإفك فيه حبائل البهتان

فلأنت أسمى في الأعالي مصرنا
برقي مجد قد علا بمكانِ

ولأنت أزهى في ربوع أشرقت
بالحسن فيها مستطاب أمان

ولأنت أحلى بازدهار يانع
نحيا به في أحسن اطمئنانِ

يا من حظيت بذكر ربي منزلا
ومرتلا في محكم القرآنِ

وحباك طه المصطفى بحديثه
قدرا رفيعا باهر البرهانِ

بجهادك المبرور حصن حماية
للمسلمين على مدى الأزمانِ

وسل التتار أو المغول أو الذي
قد كان من خصم حسود جاني

خروا جميعا بالمذلة عندما
حلوا أمامك كلهم بهوانِ

يا نضرة البستان يا ذات السنا
هيا اضحكي يا نضرة البستانِ !

يا من خيالك في كؤوس صبابة
للعاشق الملهوف والظمآنِ

يا كهف أمن اللاجئين وموطن
للعائذين بمنتهى التحنانِ

تمضي بنا الأشواق صوبك كلما
زادت بنا الآمال باستيقانِ

أن الأماني والمعاني جلها
فيكِ استقرت من قديم زمانِ

يا أجمل الأرجاء في دنيا بها
مصر الكنانة درة البلدانِ !

مازال حسنك بارتقاء محاسن
بسمات نضرة جوهر الإحسانِ

يا واحة الأنس المديد وروضة
للنفس والأرواح والأبدانِ

تاقت لك الأحباب جاءوا هاهنا
يستأنسون بنيلك الريانِ

يستبشرون بمعطيات أقبلت
لهم بمصر ببشريات حنانِ

صبرا جميلا إن مصر بأرضها
ذخر يفيض بخضرة لجِنَانِ

ستزول شدتها ويأتي بالسخا
فيها الرخاء بخيره المتداني

ستعود فيها أمنيات طالما
كانت هنا بمسرة وتهاني

لا تحزني مصر الحبيبة إننا
نهواك حقا باشتياق جَنَانِ

كُفِّي دموعك كفكفي حزنا بدا
في الوجه والقسمات والأجفانِ

فستفرحين بما يسرك دائما
بمشيئة لإلهنا الرحمنِ

وستسعدين ببهجة فيها الندى
يا مصرنا يا نبضة الوجدانِ

صلى الإله على النبي المصطفى
طه الرسول المجتبى العدناني

والآل والصحب الكرام جميعهم
ما بلبلٌ غنى على الأغصانِ !