الأحد، 24 نوفمبر 2013

أوجعت مصر


أوجعت مصر
***
شعر
صبري الصبري
***


أوجـعــت مــصــر بـطـعـنـة ســــوداءِ
يـا مـن تهـاوى فـي دجـى الظلـمـاءِ
يــا مــن جعـلـت أمانـهـا وسـلامـهـا
نــهــبـــا لــبــغـــي ســـافــــر بَــــعَــــداءِ
ونـسـيـت مـصــر مـعـربـدا بـخـرابـهـا
تمضـي جهـولا فــي حـمـى جـهـلاءِ
فـــظــــا خـبــيــثــا مـــاكــــرا مـتــجــبــرا
مـــســـتـــرســـل الــــبــــلــــواء والأدواءِ
تخـفـي بـطـيـات الـمـلابـس خـنـجـرا
بـالـسـم غـــاص بمستـطـيـر الــــداءِ
تـدمـي الحبيـبـة مـصـرنـا بفـظـاعـة
رعـــنـــاء جـــهـــرا ســافــكــا لـــدمـــاءِ
وتـمــزق الـتـاريــخ ســجَّــل سـفـرهــا
مــجـــدا عـظـيـمــا راقــــــي الـعـلــيــاءِ
وتــحـــرِّق الآثـــــار حــرقـــا حـــاقـــدا
مـسـتـغـرقـا فـــــي الــغِـــلِّ والأهـــــواءِ
مستـمـرئـا هـتــك الأمـــان بـأرضـهـا
مــتــجــرئـــا بــلــجـــاجـــة عـــمـــيــــاءِ
هـل تستحـق الـشـر منـكـم مصـرنـا
وهــي الجميـلـة نـضـرة الأنـحـاءِ ؟!
وهــي النـديـة فـــي مـــروج بهـائـهـا
تــزهـــو بـحــســن بــاهـــر الأرجــــــاءِ
بـمـنــار تــاريـــخ عــريـــق مــشـــرق
بـرقــائــق شــتـــى مــــــن الأضــــــواءِ
بـالـحـلـم عـلـمَّــت الـعـلــوم لـغـيـرهــا
بــفــنـــار لــــــــب ثــــاقــــب بــــذكــــاءِ
وسـمــت سـمــوا فـــي مـعـالـي عـــزة
وكـــــرامـــــة ومـــهــــابــــة ونـــــقــــــاءِ
وانـظـر لأزهـرهـا الشـريـف ومــا بــه
مــن نــور فـقــه شـريـعـة عـصـمـاءِ
بصـنـوف بـعـثـاتٍ بـأطــراف الـدنــى
تـســعــى بــجـــم عــزيــمــة فــيــحــاءِ
بالـحـب تـغـرس للجـمـيـع سـمـاحـة
تــنــمــو نـــمــــوا طـــاهــــرا بــســنـــاءِ
بــثـــمـــار ود ضــــــــارب بــــجـــــذوره
بـقـلــوب نـــــاس أُســعـــدوا بــإخـــاءِ
فكـأنـهـم فـــي بـســط إقــبــال ســمــا
بـــهـــمُ بــجــنــات لـــهـــم خـــضــــراءِ
والــنــاس تــأتــي بـابـتـعـاث طــيـــب
لــــلأزهـــــر الـــمـــبـــرور لـلــنــعــمــاءِ
فـلــم الـتـجـرؤ بالـعـمـى فـــي فـتـنــة
حـطـت بـمـصـر رحـالـهـا بـبــلاءِ ؟!
ولـــم الـسـفـاهـة والـوقـاحــة والــمــرا
يــا مــن رميـتـم شعبـهـا بـوبــاءِ ؟!
حـقــا سئـمـنـا مـــن دواهـيـكـم بــهــا
ومـــــن الـــولـــوج بــلــجــة الإيــــــذاءِ
غــــــدرا وعـــدوانـــا وكـــبـــرا ظـــاهـــرا
فـــيـــكـــم بـــفـــكـــر قـــــاصـــــر الآراءِ
تـبـا لـمـن رام التحـكـم فـــي الـــورى
بـقــنــاع طــهـــر ضــاحـــك وضَّـــــاءِ
وبوجـهـه المـغـرور مـحـض مكـائـد
أخـــفــــاه عــــنــــا كــلـــنـــا بــــدهــــاءِ
مـتـحـزبــا لـلــحــزب ظــــــن رجـــالـــه
أقــطــاب حــكـــم مـطــبــق بـقــضــاءِ
وثــــوت جمـاعـتـهـم تــدبـــر أمــرنـــا
تـدبــيــر قـبــضــة حـكـمـنــا بــخـــواءِ
حتى استجـار النـاس ترجـو أمنهـا
وفـكــاكــهــا مـــــــن ثـــلــــة رعــــنــــاءِ
تـطـغــى بــزعــم كــــاذب بـمـصـائــب
حـــلـــت عـلــيــنــا جـــهــــرة بــعــنـــاءِ
والـشـعـب يـأمــل بـالـهـدوء سكـيـنـة
فـكــفــاه فـوضــاكــم أتـــــت بـشــقــاءِ
وتــــفـــــرق وتــــدابـــــر وتـــخـــاصـــم
وتــشــاجــر بـصـبـاحـكــم ومـــســــاءِ
مـصــر الحبـيـبـة للـقـلـوب بـحـاجـة
لــقــوافــل تــمــضــي بـــهـــا لــبــنـــاءِ
بـــتـــلاحـــم وتـــقـــابـــل وتـــصـــالـــح
وتــــــوحــــــد بــــتــــعــــاون بــــــنَّــــــاءِ
إنــــا جـمـيـعـا أهـــــل قــطـــر واحـــــد
فـيــنــا أواصـــــر رحـــمـــة وصـــفـــاءِ
فـلــم افتـرقـنـا بـانـشـقـاق صـفـوفـنـا
في مصرنا بعداوة  الأعداءِ ؟!
عُـــد للجلـيـلـة أمـنــا مـصــر الـهـنـا
يـــا مـــن طـعـنـت ربـوعـهـا بـخـفـاءِ
أتـعـبـت مـصــر وشـعـبـهـا مـتـعـمـدا
متـخـبـطـا فــــي الـفـتـنـة الــســـوداءِ
أوجعـتـهـا حـقــا بـكـســر ضـلـوعـهـا
بـعـقـوقـهـا يــــــا أخـــســـر الأبـــنـــاءِ
إن العـقـوق مــن الكبـائـر فـارعــوي
وارجــــــــع لــــهـــــا بــمــحــبـــة وولاءِ
مصـر الحبيـبـة تستـحـق المنتـهـى
مـــــن رأفـــــة وعـنــايــة ووفــــــاءِ !!



أوجعت مصر
***
شعر 
صبري الصبري
***
أوجـعــت مــصــر بـطـعـنـة ســــوداءِ
يـا مـن تهـاوى فـي دجـى الظلـمـاءِ 

يــا مــن جعـلـت أمانـهـا وسـلامـهـا
نــهــبـــا لــبــغـــي ســـافــــر بَــــعَــــداءِ 

ونـسـيـت مـصــر مـعـربـدا بـخـرابـهـا
تمضـي جهـولا فــي حـمـى جـهـلاءِ 

فـــظــــا خـبــيــثــا مـــاكــــرا مـتــجــبــرا
مـــســـتـــرســـل الــــبــــلــــواء والأدواءِ 

تخـفـي بـطـيـات الـمـلابـس خـنـجـرا
بـالـسـم غـــاص بمستـطـيـر الــــداءِ 

تـدمـي الحبيـبـة مـصـرنـا بفـظـاعـة
رعـــنـــاء جـــهـــرا ســافــكــا لـــدمـــاءِ 

وتـمــزق الـتـاريــخ ســجَّــل سـفـرهــا
مــجـــدا عـظـيـمــا راقــــــي الـعـلــيــاءِ 

وتــحـــرِّق الآثـــــار حــرقـــا حـــاقـــدا
مـسـتـغـرقـا فـــــي الــغِـــلِّ والأهـــــواءِ 

مستـمـرئـا هـتــك الأمـــان بـأرضـهـا
مــتــجــرئـــا بــلــجـــاجـــة عـــمـــيــــاءِ 

هـل تستحـق الـشـر منـكـم مصـرنـا
وهــي الجميـلـة نـضـرة الأنـحـاءِ ؟! 

وهــي النـديـة فـــي مـــروج بهـائـهـا
تــزهـــو بـحــســن بــاهـــر الأرجــــــاءِ 

بـمـنــار تــاريـــخ عــريـــق مــشـــرق
بـرقــائــق شــتـــى مــــــن الأضــــــواءِ 

بـالـحـلـم عـلـمَّــت الـعـلــوم لـغـيـرهــا
بــفــنـــار لــــــــب ثــــاقــــب بــــذكــــاءِ 

وسـمــت سـمــوا فـــي مـعـالـي عـــزة
وكـــــرامـــــة ومـــهــــابــــة ونـــــقــــــاءِ 

وانـظـر لأزهـرهـا الشـريـف ومــا بــه
مــن نــور فـقــه شـريـعـة عـصـمـاءِ 

بصـنـوف بـعـثـاتٍ بـأطــراف الـدنــى
تـســعــى بــجـــم عــزيــمــة فــيــحــاءِ 

بالـحـب تـغـرس للجـمـيـع سـمـاحـة
تــنــمــو نـــمــــوا طـــاهــــرا بــســنـــاءِ 

بــثـــمـــار ود ضــــــــارب بــــجـــــذوره
بـقـلــوب نـــــاس أُســعـــدوا بــإخـــاءِ 

فكـأنـهـم فـــي بـســط إقــبــال ســمــا
بـــهـــمُ بــجــنــات لـــهـــم خـــضــــراءِ 

والــنــاس تــأتــي بـابـتـعـاث طــيـــب
لــــلأزهـــــر الـــمـــبـــرور لـلــنــعــمــاءِ 

فـلــم الـتـجـرؤ بالـعـمـى فـــي فـتـنــة
حـطـت بـمـصـر رحـالـهـا بـبــلاءِ ؟! 

ولـــم الـسـفـاهـة والـوقـاحــة والــمــرا
يــا مــن رميـتـم شعبـهـا بـوبــاءِ ؟! 

حـقــا سئـمـنـا مـــن دواهـيـكـم بــهــا
ومـــــن الـــولـــوج بــلــجــة الإيــــــذاءِ 

غــــــدرا وعـــدوانـــا وكـــبـــرا ظـــاهـــرا
فـــيـــكـــم بـــفـــكـــر قـــــاصـــــر الآراءِ 

تـبـا لـمـن رام التحـكـم فـــي الـــورى
بـقــنــاع طــهـــر ضــاحـــك وضَّـــــاءِ 

وبوجـهـه المـغـرور مـحـض مكـائـد
أخـــفــــاه عــــنــــا كــلـــنـــا بــــدهــــاءِ 

مـتـحـزبــا لـلــحــزب ظــــــن رجـــالـــه
أقــطــاب حــكـــم مـطــبــق بـقــضــاءِ 

وثــــوت جمـاعـتـهـم تــدبـــر أمــرنـــا
تـدبــيــر قـبــضــة حـكـمـنــا بــخـــواءِ 

حتى استجـار النـاس ترجـو أمنهـا
وفـكــاكــهــا مـــــــن ثـــلــــة رعــــنــــاءِ 

تـطـغــى بــزعــم كــــاذب بـمـصـائــب
حـــلـــت عـلــيــنــا جـــهــــرة بــعــنـــاءِ 

والـشـعـب يـأمــل بـالـهـدوء سكـيـنـة
فـكــفــاه فـوضــاكــم أتـــــت بـشــقــاءِ 

وتــــفـــــرق وتــــدابـــــر وتـــخـــاصـــم
وتــشــاجــر بـصـبـاحـكــم ومـــســــاءِ 

مـصــر الحبـيـبـة للـقـلـوب بـحـاجـة
لــقــوافــل تــمــضــي بـــهـــا لــبــنـــاءِ 

بـــتـــلاحـــم وتـــقـــابـــل وتـــصـــالـــح
وتــــــوحــــــد بــــتــــعــــاون بــــــنَّــــــاءِ 

إنــــا جـمـيـعـا أهـــــل قــطـــر واحـــــد
فـيــنــا أواصـــــر رحـــمـــة وصـــفـــاءِ 

فـلــم افتـرقـنـا بـانـشـقـاق صـفـوفـنـا
في مصرنا بعداوة  الأعداءِ ؟! 

عُـــد للجلـيـلـة أمـنــا مـصــر الـهـنـا
يـــا مـــن طـعـنـت ربـوعـهـا بـخـفـاءِ 

أتـعـبـت مـصــر وشـعـبـهـا مـتـعـمـدا
متـخـبـطـا فــــي الـفـتـنـة الــســـوداءِ 

أوجعـتـهـا حـقــا بـكـســر ضـلـوعـهـا
بـعـقـوقـهـا يــــــا أخـــســـر الأبـــنـــاءِ 

إن العـقـوق مــن الكبـائـر فـارعــوي
وارجــــــــع لــــهـــــا بــمــحــبـــة وولاءِ 

مصـر الحبيـبـة تستـحـق المنتـهـى
مـــــن رأفـــــة وعـنــايــة ووفــــــاءِ !!

السبت، 23 نوفمبر 2013

أحبب بها

أحبب بها
***
شعر
صبري الصبري
***



بــبــشــارة فــيــحــاء كــــــان زواجـــهــــا
بـحـبــيــبــنــا ونــبــيـــنـــا الــعـــدنـــانـــي
آيُ الــســـمـــاء تــنـــزلـــت بــبــشــائـــر
فـيــهــا لـــهـــا عــــــزٌّ بـــديـــعٌ هـــانـــي
فـهــي الــتــي نــالــت مـكـانــة قـربـهــا
مــــــن (أحـــمــــد) بــرعــايـــة وأمـــــــانِ
وهــي الـتـي حــازت شـهــادة طـهـرهـا
ب(الــنـــور) واقـــــرأ مـحــكــم الــقـــرآنِ
فــي صــدق حـــب للحـبـيـب حيـاتـهـا
بــــعــــبـــــادة لــــلــــواحـــــد الــــــديـــــــانِ
أحبـب ب(عائـشـة) الضـيـاء تقـلـدت
فــخــرا تـسـامــى فــــي أجَـــــلِّ عــنـــانِ
وروت أحــاديـــث الـنــبــي الـمـجـتـبـى
بــفــصــاحــة الـــبـــرهـــان والإتــــقـــــانِ
ففـقـيـهـة الـتـشـريــع نــالـــت حــظـــوة
عــــنــــد الــنـــبـــي بــــرأفــــة وحــــنــــانِ
أفـتــت فتـاويـهـا بـمـحـض خشـوعـهـا
لله رب الــــــــعــــــــرش والأكــــــــــــــــوانِ
وثـــوت تـعـلِّـم كــــل مــــن رام الـسـنــا
مـــن شـــرع وحـــي الــواحــد الـحَـنَّــانِ
وبـسـنـة المـخـتـار طــــه المـصـطـفـى
بـــثــــت تـفــاصــيــلا لـــهــــا بــلــســـانِ
عــــذب الــكـــلام مـطــهــر مـسـتـرســل
فـــــي الـفــقــه والإرشـــــاد لــلإنــســانِ
وبـــــدت بـعـلــيــاء الـمـكــانــة قـــدرهـــا
قـــــــدر رفــــيــــع شــــامــــخ الــبــنــيــانِ
تهـدي الجميـع علومـهـا فــي حكـمـة
مــــبــــرورة بـضــيــائــهــا الإيـــمـــانـــي
وتــوضـــح الأشــيـــاء جــهـــرا لـــلـــذي
بــســؤالـــه فـــــــي لــــجــــة الــحـــيـــرانِ
فـهــي الأمـومــة لـلـذيــن استـمـسـكـوا
بـيـقـيــنــهــم بــشــريـــعـــة الـــفـــرقــــانِ
عــاشــت تــــدرس لــلأنــام دروســهـــا
بــعــلــوم ديــــــن الـــواجــــد الــرحــمـــنِ
عـــن قـــدر زهـــراء الـبـتــول تـحـدثــت
عــنـــهـــا بــــأوفــــى ذمــــــــة وبــــيــــانِ
واذكر(خـديـجـة) فــــي روايـتـهــا لــنــا
بـــتـــألــــق بــفـــصـــاحـــة الــتـــبـــيـــانِ
من صدق (عائشة) تفيض محاسن
شــتــى لــنــا ل(خـديـجــة) الإحــســانِ
حــتـــى بـغـيـرتـهــا الـرقـيــقــة أكــــــدت
بـالـصـالـحـات طـبـيـعــة الــنــســوانِ !
وزهــــت مـكـارمـهـا بـنـضــرة وجـهـهــا
وذكـــائــــهــــا بـــتــــدفــــق لــمـــعـــانـــي
فــلأم (عـبـد الله) (عـائـشـة) الـصـفـا
مـــقـــدارهـــا بــفــضــائـــل اســتــيــقـــانِ
أنــعــم بــــأم الـمـؤمـنـيـن ومـــــا لــهـــا
فــي الفالـحـات مــن الـعـطـا الـربـانـي
أكـــــــرم بــــهــــا وبــــأســــرة مــــبــــرورة
كــانــت بــصــدق مـثـمــر الأغــصـــانِ
فـمــآثــر الـصــديــق هـــلـــت لـــلـــورى
عــبـــر الــدهـــور وطـيــلــة الأزمــــــانِ
فـأبــو الـكـريـمـة أمــنــا فــــي صــدقــه
صــدِّيـــق خــيـــر بــالــفــؤاد الــحــانــي
بـالــحــب لـلـمـخـتــار مــــــزق ثـــوبـــه
فـــي الـغــار يـحـمـي نـعـمــة الـمـنــانِ
ولأخـتـهـا (أســمــاء) شَــــقُّ نـطـاقـهـا
ذاتُ الـنـطـاقـيـن ازدهــــــت بـتـهــانــي
فــي هـجــرة المـحـمـود فـــاح أريـجـهـا
فــــــــي ســــيــــرة دريـــــــــة الــعِــقــيـــانِ
أحـبـب بـ(عائـشـة) الـنـديـة روضـهــا
روض جــمــيــل نـــاضـــر الـبــســتــانِ
ولـهــا محبـتـهـا الأكـيــدة فـــي الـمــلا
بـعـبـيـر شـــــوق الـــــروح والـريــحــانِ
بـقـصـيــد إعــجـــاب بــمـــدح مــثــبــت
بـصـحـائـف الـتـاريــخ فــــي الــديـــوانِ
يـا مـن حباهـا المصطـفـى حـبـا لـهـا
واخـتــصــهــا بــوشـــائـــج الــــوجــــدانِ
واخـــتـــار حـجـرتــهــا مـــقـــر إقـــامـــة
بــــزيــــادة فــــــــي مــكـــثـــه بـــمـــكـــانِ
فــــيــــه الــلـــقـــاء بــــربـــــه بــرفــيــقـــه
الأعــلـــى بــفـــردوس عـــــلا بــجِــنَــانِ
يـــا أمـنــا مـــا كـــان مـدحــي هـاهـنــا
إلا الـمـحـبــة قـــــد ثــــــوت بِـجَـنَــانــي
فـلـك الـســلام عـلــى الـــدوام تحـيـتـي
لحبـيـبـتـي أمــــي بـمـحــض حـنــانــي
والله أســــــأل أن نـــكـــون بـصــحــبــة
يــــوم الـلـقــا فــــي جــنـــة الــرضـــوانِ
صــلــى الإلــــه عــلــى الـنـبــي وآلـــــه
مـــا بـلـبــل غــنــى عــلــى الأفــنــانِ !

أحبب بها
***
شعر
صبري الصبري
***
بــبــشــارة فــيــحــاء كــــــان زواجـــهــــا
بـحـبــيــبــنــا ونــبــيـــنـــا الــعـــدنـــانـــي

آيُ الــســـمـــاء تــنـــزلـــت بــبــشــائـــر
فـيــهــا لـــهـــا عــــــزٌّ بـــديـــعٌ هـــانـــي

فـهــي الــتــي نــالــت مـكـانــة قـربـهــا
مــــــن (أحـــمــــد) بــرعــايـــة وأمـــــــانِ

وهــي الـتـي حــازت شـهــادة طـهـرهـا
ب(الــنـــور) واقـــــرأ مـحــكــم الــقـــرآنِ

فــي صــدق حـــب للحـبـيـب حيـاتـهـا
بــــعــــبـــــادة لــــلــــواحـــــد الــــــديـــــــانِ

أحبـب ب(عائـشـة) الضـيـاء تقـلـدت
فــخــرا تـسـامــى فــــي أجَـــــلِّ عــنـــانِ

وروت أحــاديـــث الـنــبــي الـمـجـتـبـى
بــفــصــاحــة الـــبـــرهـــان والإتــــقـــــانِ

ففـقـيـهـة الـتـشـريــع نــالـــت حــظـــوة
عــــنــــد الــنـــبـــي بــــرأفــــة وحــــنــــانِ

أفـتــت فتـاويـهـا بـمـحـض خشـوعـهـا
لله رب الــــــــعــــــــرش والأكــــــــــــــــوانِ

وثـــوت تـعـلِّـم كــــل مــــن رام الـسـنــا
مـــن شـــرع وحـــي الــواحــد الـحَـنَّــانِ

وبـسـنـة المـخـتـار طــــه المـصـطـفـى
بـــثــــت تـفــاصــيــلا لـــهــــا بــلــســـانِ

عــــذب الــكـــلام مـطــهــر مـسـتـرســل
فـــــي الـفــقــه والإرشـــــاد لــلإنــســانِ

وبـــــدت بـعـلــيــاء الـمـكــانــة قـــدرهـــا
قـــــــدر رفــــيــــع شــــامــــخ الــبــنــيــانِ

تهـدي الجميـع علومـهـا فــي حكـمـة
مــــبــــرورة بـضــيــائــهــا الإيـــمـــانـــي

وتــوضـــح الأشــيـــاء جــهـــرا لـــلـــذي
بــســؤالـــه فـــــــي لــــجــــة الــحـــيـــرانِ

فـهــي الأمـومــة لـلـذيــن استـمـسـكـوا
بـيـقـيــنــهــم بــشــريـــعـــة الـــفـــرقــــانِ

عــاشــت تــــدرس لــلأنــام دروســهـــا
بــعــلــوم ديــــــن الـــواجــــد الــرحــمـــنِ

عـــن قـــدر زهـــراء الـبـتــول تـحـدثــت
عــنـــهـــا بــــأوفــــى ذمــــــــة وبــــيــــانِ

واذكر(خـديـجـة) فــــي روايـتـهــا لــنــا
بـــتـــألــــق بــفـــصـــاحـــة الــتـــبـــيـــانِ

من صدق (عائشة) تفيض محاسن
شــتــى لــنــا ل(خـديـجــة) الإحــســانِ

حــتـــى بـغـيـرتـهــا الـرقـيــقــة أكــــــدت
بـالـصـالـحـات طـبـيـعــة الــنــســوانِ !

وزهــــت مـكـارمـهـا بـنـضــرة وجـهـهــا
وذكـــائــــهــــا بـــتــــدفــــق لــمـــعـــانـــي

فــلأم (عـبـد الله) (عـائـشـة) الـصـفـا
مـــقـــدارهـــا بــفــضــائـــل اســتــيــقـــانِ

أنــعــم بــــأم الـمـؤمـنـيـن ومـــــا لــهـــا
فــي الفالـحـات مــن الـعـطـا الـربـانـي

أكـــــــرم بــــهــــا وبــــأســــرة مــــبــــرورة
كــانــت بــصــدق مـثـمــر الأغــصـــانِ

فـمــآثــر الـصــديــق هـــلـــت لـــلـــورى
عــبـــر الــدهـــور وطـيــلــة الأزمــــــانِ

فـأبــو الـكـريـمـة أمــنــا فــــي صــدقــه
صــدِّيـــق خــيـــر بــالــفــؤاد الــحــانــي

بـالــحــب لـلـمـخـتــار مــــــزق ثـــوبـــه
فـــي الـغــار يـحـمـي نـعـمــة الـمـنــانِ

ولأخـتـهـا (أســمــاء) شَــــقُّ نـطـاقـهـا
ذاتُ الـنـطـاقـيـن ازدهــــــت بـتـهــانــي

فــي هـجــرة المـحـمـود فـــاح أريـجـهـا
فــــــــي ســــيــــرة دريـــــــــة الــعِــقــيـــانِ

أحـبـب بـ(عائـشـة) الـنـديـة روضـهــا
روض جــمــيــل نـــاضـــر الـبــســتــانِ

ولـهــا محبـتـهـا الأكـيــدة فـــي الـمــلا
بـعـبـيـر شـــــوق الـــــروح والـريــحــانِ

بـقـصـيــد إعــجـــاب بــمـــدح مــثــبــت
بـصـحـائـف الـتـاريــخ فــــي الــديـــوانِ

يـا مـن حباهـا المصطـفـى حـبـا لـهـا
واخـتــصــهــا بــوشـــائـــج الــــوجــــدانِ

واخـــتـــار حـجـرتــهــا مـــقـــر إقـــامـــة
بــــزيــــادة فــــــــي مــكـــثـــه بـــمـــكـــانِ

فــــيــــه الــلـــقـــاء بــــربـــــه بــرفــيــقـــه
الأعــلـــى بــفـــردوس عـــــلا بــجِــنَــانِ

يـــا أمـنــا مـــا كـــان مـدحــي هـاهـنــا
إلا الـمـحـبــة قـــــد ثــــــوت بِـجَـنَــانــي

فـلـك الـســلام عـلــى الـــدوام تحـيـتـي
لحبـيـبـتـي أمــــي بـمـحــض حـنــانــي

والله أســــــأل أن نـــكـــون بـصــحــبــة
يــــوم الـلـقــا فــــي جــنـــة الــرضـــوانِ

صــلــى الإلــــه عــلــى الـنـبــي وآلـــــه
مـــا بـلـبــل غــنــى عــلــى الأفــنــانِ ! 

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

ركب المديح

أُلْقِيَتْ هذه القصيدة في الندوة العلمية لدراسة ديوان : (نفح الطيب في مدح الحبيب) للسيد محمد أمين كُتْبِي في الذكرى الثلاثين لرحيله يرحمه الله تعالى رحمة واسعة



***
ركب المديح
***
شعر
صبري الصبري
***




 

حــول الأمـيـن عـلـى المـديـح أرانــي
روض الـمـدائـح بالقـطـيـف الـدانــي
فـي دوحـة المخـتـار يـزهـو غرسـهـا
وثـــمـــارهـــا بـــنـــضـــارة الــبــســتـــانِ
فــمــديـــح طـــــــه نــعــمـــة مـــبــــرورة
تـنــمــو بـمـهـجــة مـــــادح وَجَـــنَـــانِ
وتـبــث فـيــض ضيـائـهـا وجـمـالـهـا
بــــوداد نــبــض الـعـاشــق الـولـهــانِ
وتنيـر أمـشـاج البصـائـر كــي نــرى
أنـــوار طـــه المـصـطـفـى الـعـدنـانـي
فـتـبـوح بـالـشـدو الـصــدوق بلـهـفـة
لــمــديـــنـــة هــــــــــي درة الـــبــــلــــدانِ
وتــــزور طــــه المـجـتـبـى بـتــشــوق
بــــطـــــهـــــارة الأرواح والأبــــــــــــــدانِ
تـشــدو مــدائــح (أحــمــد) بـقـصـائـد
مـبـثــوثــة مـــــــن مـــــــادح لــهــفـــانِ
تنـسـاب فــي مـــدح الحـبـيـب وآلـــه
بــــجــــواهـــــر مـــنـــظــــومــــة الأوزانِ
تــســـري بـحــســن بــاهـــر بــرقــائــق
ونــفــائــس تــمــضـــي إلـــــــى الآذانِ
لتصـافـح الأرواح تعـشـق (أحـمــدا)
خـــيــــر الــعــبـــاد هـــديــــة الـــديــــانِ
هــي منـحـة الرحـمـن يعطيـهـا كـمــا
شـــــاءت مـشـيـئــة ربــنـــا الـرحــمــنِ
للمُسـعـديـن بـمــدح طـــه المـجـتـبـى
نــــــور الــهــدايـــة مـــنــــة الــمــنـــانِ
نـــال الـمـدائـح فـــي أجـــل سـيـاقـهـا
عــبــر الـعـصــور تـحـدثــت بـلـســانِ
عــــذب صــــدوق نــاطــق بـشـمـائـل
شـتــى بـكـامــل وصــفــه الإنـسـانــي
مــــن قــبــل بـعـثـتـه تـتـابــع مــدحــه
يـــجـــري بـــذكـــر طـــيـــب الـتــبــيــانِ
لـصـفــات طــــه أيـنـعــت روضـاتـهــا
بـجـمـيــل ســمـــت بــاهـــر الـبــرهــانِ
قــد جــاء بـالـتـوراة مـــدحُ (مـحـمـد)
وبـــشــــارة الإنــجـــيـــل بـاسـتــيــقــانِ
وبـمـحـكـم الآيــــات أُوحــــي مــدحُـــه
فــــــي آي ربــــــي مُـــنـــزل الـــقــــرآنِ
واقــــــرأ ب(ن) بـالـكــتــاب مــكــارمـــا
بـعـظـيـم أخـــــلاق الـنــبــيِّ الـهــانــي
وبـــكـــل آيـــــــات الـــجــــلال مـــآثــــرٌ
لـلـمـجـتـبـى الـمــحــمــود بـالــفــرقــانِ
وتتابـع المـدح الـصـدوق ل(أحـمـد)
مــــن صـحــبــه بـمـحـبــة الــوجـــدانِ
أنـعــم بـهــم وإمـامـهـم فـــي الــمــدح
قـــــائــــــد ركـــبــــنــــا (حَــــــسَّــــــانِ) !
وب(كعب) حائز بـردة المـدح الـذي
نــــال الـمـفـاخـر مــــن أجــــلِّ بــنــانِ
كــف النـبـي (محـمـد) خـيـر الـــورى
بــمــزيــد بـــســـط طـــيـــب بـتـهــانــي
وجميـع مــداح الحبـيـب المصطـفـى
مـــن صـحـبـه بمـحـاسـن الإحـســانِ
واستـرسـل الـمـدح المـنـيـر لـسـيـدي
طــه الحبـيـب عـلـى مــدى الأزمـــانِ
فنرى (البوصيري) نجم مدح ساطع
فــــــي بـــــــردة مــعــمـــورة الأركـــــــانِ
فيـهـا القـبـول ببـسـط حــب شـاسـع
لـلـمـصـطـفـى ولــحــوضــه الـــريــــانِ
لازال يــســـطـــع نــــورهــــا مــتــألــقـــا
يـــســـري نـــديـــا بـالـســنــا الــهــتــانِ
وزهـا ل(شوقـي) شعـر مــدح متـقـن
لـلـمـجــتــبــى بـــرقـــائـــق الــــديـــــوانِ
وُلِــــدَ الــهــدى فـالـكـائـنـات بـفــرحــة
عـظــمــى بـفــيــه تـبــســم لــزمـــانِ !
وبـمــكــة الأنـــــوار (كُــتــبــيٌّ) عــــــلا
بــجــنــاح مـــــــدح طـــائــــر بــبــيـــانِ
عـذبٍ صــدوق مُحْـسِـنٍ مُستحـسـنٍ
يـسـمـو بـمـكـة فـــي طـهــور مـكــانِ
يــســري لـطـيـبـة بـاشـتـيــاق دافـــــق
بـجــمــال شـــــدو فـــاخـــر الإتـــقـــانِ
قـــــد ذاع بــــــوح طـــيـــب بـقـصــائــد
شــاعـــت بــوجـــد وافـــــر الـتـحــنــانِ
مـــن قـلــب عـبــد خـاشــع مـتـضــرع
لله يـــــرجـــــو جـــــنـــــة الـــــرضـــــوانِ
أنــعـــم وأكـــــرم بـالـمـحــب (مــحــمــد
كُــتْــبِـــي) بـــمــــدح وارف الأفــــنــــانِ
بحبيـبـه طـــه الـرســول المصـطـفـى
نــــــال اتـــصـــالا راســــــخ الإيـــمـــانِ
قد فـاز فـوزا فـي الحيـاة وفـي اللقـا
مـن كــان يـمـدح صـفـوة الأكــوانِ !
وبمـدح آل المصطـفـى أحـبـب بـهـم
هـــــم أنــجـــم الــبــلــدان والأوطــــــانِ
فـارحــم إلـهــي مـادحـيـن ل(أحــمــد)
بــخــلــود بـــســـط نـــاعــــم بــجِــنَـــانِ
واجـعــل قـلــوب العاشـقـيـن بـقـربـهـا
بـــجــــوار طـــــــه أكـــــــرم الــجـــيـــرانِ
صـلــى الإلـــه عــلــى الـنـبــي وآلــــه
مــا بلـبـل غـنـى عـلـى الأغـصــانِ !