الأربعاء، 29 مايو 2013

دموع النيل


دموع النيل
***
شعر
صبري الصبري
***





 

أرأيـــــت يـــــا نــيـــل الـجــمــال صـواعــقــا
شــنـــت عـلـيـنــا مـــــن هــنـــاك خـــوارقـــا
ورمــــت إلـيـنــا مـــــن ســـــدود جـفـائـهــا
جــدبـــا ألـيــمــا ذا مـصــاعــب صــاعــقــا
سـيــجــف نــيــلــك يــــــا حـبـيــبــة قـلـبــنــا
إن ســـــد أثـيـوبـيــا اســتــبــاح مـنـاطــقــا
كـــانـــت تُــجَــمِّــع مــــــاء جـــنـــات أتــــــى
بـالــنــيــل يــــجــــري بــالــعــذوبــة رائــــقــــا
بالخـيـر يخـطـو نـحــو مـصــر وشعـبـهـا
ويـنـيـلـهــا الــبــســـط الــبــديـــع الـفــائــقــا
ويـحـفـهــا بـالـحـســن طــــــاب بـــروضـــه
يــــزهــــو جـــمـــيـــلا رائــــعـــــا مــتــلاحــقـــا
مــــنـــــذ الـــقـــديـــم تـــدفـــقـــت أمــــواجـــــه
تـــــــروي لــديـــنـــا بــالــحــقــول طــرائـــقـــا
رقـــــــت ودقـــــــت بـالـتـفـاصــيــل الــــتــــي
شـــــــدَّت إلــيــهـــا بــالــبــهــاء الــعــاشــقــا
وحــكـــت حــكــايــات الـلـيــالــي ســجــلــت
تـاريـخــنــا الــمــبــرور ســـفـــرا صـــادقــــا
يـــا لــيــت قــومــي يــقــرؤون سـطـورهــا
يـــــا لــيـــت قــومـــي يـعـلـمــون حـقـائــقــا
إنــــــا لــديــنــا يــــــا بــــــن نـــيــــل ثـــــــروة
تنساب فينا .. هل شخصت رقائقا ؟!
هـــل جُـبــت مـصــر شمـالـهـا وجـنـوبـهـا
تــرنــو بـنـهــر الـنـيــل تــبـــرا عـالــقــا ؟!
أرأيـــــــت فــــيــــه الإنــــطــــلاق مُــحَـــمَّـــلا
بالـطـمـي يـمـضـي بالـقـيـادة غـامـقــا ؟!
ويــحــيــك رتـــقـــا فـــــــي ثـــــــراه مـــؤثــــرا
يـــبـــنـــي بــــنـــــاء لـلـحـبــيــبــة شـــاهـــقـــا
أسـمـعــت فــيـــه خــريـــره لـحــنــا ســـــرى
شـــــدوا يـغــنَّــى فـــــي حــمــاهــا ســامــقــا
عـــذبــــا ســمــيـــرا مـتــقــنــا مـسـتـجـمــعــا
ســــهــــلا مــثـــيـــرا بـالــمــهــابــة دافــــقـــــا
أنـــظـــرت يـــومـــا بـــالـــدروب شــواطــئــا
ضـمــت شـعـاعـا مـــن سـنـاهـا بــارقــا؟!
ولـقـيـت صــــوت الــنــاي فــــاح أريــجــه
بــوحـــا صــدوقـــا بـالـمـحـبـة شــائــقــا ؟!
إنــي سمـعـت .. كـمــا رأيـــت وسـجَّـلَـت
أبـــيــــات شـــعــــري لـلـمـهــيــب دقــائـــقـــا
نــــهـــــر تــــدفـــــق بــالــحــيـــاة مـــبـــجــــلا
فــخـــمـــا رطــيـــبـــا بــالــنــضــارة واثــــقـــــا
تــخــتـــال فــــيــــه الأمــنـــيـــات بــزهـــوهـــا
وتــــبــــث صــــوتــــا عــبــقــريــا نـــاطـــقـــا
يـــا نــيــل مــصــر لــــك الـمـحـبـة دائــمــا
يـــا مــــن تـسـبّــح فــــي نــــداك الـخـالـقـا
أنــت الــذي مــن فــوق جـئـت لأرضـنــا
بـالـشـكــر نـحــمــد ذا الــجـــلال الـــرازقـــا
ســــاق الـمــيــاه لـمـصـرنــا فـــــي رحــلـــة
طــالـــت .. وقـــــدَّر بالـمـشـيـئـة سـائــقــا
حـــتـــى أتـــانـــا خـــيــــر ربـــــــي ســابــغـــا
يــســقـــي ثــــرانــــا حــالـــيـــا أو ســابـــقـــا
والآن نـــقـــبـــع بـــانـــدهـــاش عــقــولــنـــا
هــل ســد أثيوبـيـا سيـصـبـح عـائـقـا ؟!
ويــــحــــول بــــيـــــن تــــدفـــــق لـمــيــاهــنــا
تـــجــــري إلــيـــنـــا بـالـتــصــحــر لاحــــقــــا
وتعـيـش مـصـر مـــع الـجـفـاف مـلازمــا
أرضـــــــا تـــلاقــــي بــالــخـــراب حــرائـــقـــا
يــــا أهــــل مــصــر تـقــدمــوا لـخـلاصـكــم
مــــمــــن تــجـــبَّـــر بــالــجــرائـــم فـــاســـقـــا
خــــــــان الــعـــهـــود مــمـــزقـــا أوراقــــهـــــا
وأحـــــــل لــلــحـــرق الــســريـــع وثــائـــقـــا
ومــضـــى جـــهـــولا مــانــعــا مــــــاء لـــنـــا
قــــــد بــــــث فــيــنــا مـــكـــره الـمـتـلاصـقــا
بـــعـــمـــوم تــخــطــيـــط أثــــيـــــم طـــالـــمــــا
أبـــــــدى ســقــامـــا مـسـتـطــيــرا خــــارقــــا
وانـــضـــم لـلـخــصــم الـخـبــيــث عـــدونـــا
أعــطـــاهـــمُ نــــبــــع الـــمـــيـــاه طـــوابـــقـــا
ســــــــدا كــبـــيـــرا لامــــتــــلاك نـصــيــبــنــا
جــهـــرا قــــــد ارتــكــبــوا هـــنـــاك بــوائــقــا
والـشــعــب يـنــظــر لـلـرئــيــس مُــســائــلا
ماذا ستفعل ؟! هل ستنهض طافقا ؟!
بــالــنــيــل تــحـــمـــي مــــــــاءه بـــمـــســـاره
وتحـاسـب الـلـص الخطـيـر السـارقـا ؟!
إنـــــــي لأشـــعــــر بـاكــتــئــاب نــفــوســنــا
وأرى الـجــمــيــع بـمـلـهــيــات غـــارقــــا !
وأرى الفظـاظـة قـــد تـوالــت .. مـصـرنـا
تــحـــيـــا افــتــتــانــا جــاهــلــيـــا ســـاحـــقـــا
هُــــنَّــــا وصــــرنــــا بــالــمــعـــارك بــيــنــنـــا
بـالـبـغــض تـصـلـيـنـا الــعــنــاء الــحــارقــا
والــنــيـــل بــالــدمـــع الــغـــزيـــر مــعــاتــبــا
يـشــكــو بـــأحـــزان الــشــجــون طـــوارقـــا
دبــــــت دبــيــبــا فـــــــي جـــوانــــح نـيــلــنــا
يـلـقـى مـــن الـخـصـم العـنـيـد صـواعـقــا
كـــذبــــوا عـلــيــنــا بــالــغـــرور ســفـــاهـــة
حــــتــــى لــقــيــنـــا بـــالـــبـــلاء الــحــائــقـــا
جـــــــدب وإقــــتــــار وســــلــــب حــقــوقــنــا
والــــكــــل يــبـــســـط لــلــفــتــون نـــمـــارقـــا
ونـــــرى بـجــهــر فـــــي حـمــاهــم مـرتــعــا
خــصــبـــا لــديــهـــم بـالـمـكــائــد بــاســـقـــا
يـــجــــري إلــيــنـــا بـالــشــدائــد صــائـــحـــا
وغـــــــــدا نـــكـــيــــرا لـــلـــمــــزارع زاهـــــقـــــا
يــــــا ويــــــح أعــــــداء شـــــــداد جَــمَّــعـــوا
لـــخـــراب مـــصـــر مــغــاربـــا ومــشــارقـــا
وتـــــوحــــــدوا لــعـــدائـــهـــا ولــطــمــســـهـــا
والـــشــــعــــب ودع لـــلــــوئــــام تـــوافــــقــــا
والــــكــــون يــنـــظـــر مــوقـــفـــا ذا قـــــــــوة
مــــنـــــا يــــكـــــون لـــلاتـــحــــاد مُـــوافـــقــــا
حــتـــى نــواجـــه خـصـمـنــا مـــــن رامــنـــا
عـــمــــدا بـــإيــــذاءِ الإســــــــاءة شــــارقــــا
والــنــيــل نـــيــــل الـســابــحــات بــودقــهـــا
ِتــهــمــي تــعــمــر بـــالـــدروب مَــرَافــقـــا
نـــــادى عـلـيـنــا أن أفــيــقــوا واســـتـــووا
صـــــفـــــا مــتــيـــنـــا لـــــلإبـــــاء مُـــرافـــقــــا
يـــــا أيــهـــا الـــمـــلاح قـــاربـــك اخــتــفــى
بــالــقــاع يـــهـــوي بـالـمــواجــع صــافــقــا
يـــــا أيــهـــا الــفـــلاح حــقــلــك يـشـتــكــي
جـــدبـــا سـيـصــبــح لــلــزراعـــة مــاحــقـــا
يــــا أيــهــا الـمـشـتـاق لـلـغــرس انـتـهــى
عـــصـــر يـــضـــم مــراتــعـــا وحــدائــقـــا !
فــــي ســــد أثـيـوبـيـا الــخــراب لـمـصـرنـا
خـــرقـــوا بــتــلـــك الـمـنـشــئــات مــواثــقـــا
إنـــــي لأســطـــر مــــــا بـقـلــبــي مــوجــعــا
أرنـــــــــو إلـــيـــهـــم بـــاحـــتـــداد حـــانـــقــــا
فــمــيــاه مـــصـــر بـنـيـلـهــا حــــــق لـــهــــا
كــــانـــــت ولازالـــــــــت نـــطـــاقـــا فـــــارقـــــا
لا تـعــبــثــوا بــالــمـــاء ســـــــال تـجــاهــنــا
لـلـحَــبِّ مــــن فــضــل الـمـهـيـمـن فـالــقــا
أيـــن الـرئـاسـة والـرئـيـس بـمـصـرنـا ؟!
هــــيــــا نــحـــقـــق بــالــشــمـــوخ بــــوارقـــــا
تُـصـلـي الــعــدو مــــع الـمـخــازي حـتـفــه
وتــــــأدب الــخــصــم الــشــقـــي الــدائــقـــا
إن الـلــيــوث إذا اســتــراحــت واجـــهـــت
مـــكـــر الـثــعــالــب تـسـتـبــيــح شـقــائــقــا
وتــــظــــن فــيـــهـــا بــالــغــبــاء ظــنــونــهــا
حـــتـــى تـــســـود جـــوارحـــا وخــوافــقـــا !


الاثنين، 27 مايو 2013

الأعداد في أحاديث خير العباد 15

الأعداد
في أحاديث خير العباد
صلى الله عليه وسلم
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
(العدد خمسة عشر)
***

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول أن العدد (خمسة عشر) قد جاء في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم منها ما رواه البخاري في هذا الحديث الذي رواه عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو بن أربع عشرة سنة فلم يجزه ثم عرضني يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة فأجازني قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فحدثته هذا الحديث فقال إن هذا لحد بين الصغير والكبير وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة)) رواه ابن ماجة والنسائي وأحمد
كما رواه مسلم في ( باب بيان سن البلوغ) عن بن عمر قال ((عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في القتال وأنا بن أربع عشرة سنة فلم يجزني وعرضني يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة سنة فأجازني قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو يومئذ خليفة فحدثته هذا الحديث فقال إن هذا لحد بين الصغير والكبير فكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن كان بن خمس عشرة سنة ومن كان دون ذلك فاجعلوه في العيال))

ورواه النسائي عن بن عمر ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو بن أربع عشرة سنة فلم يجزه وعرضه يوم الخندق وهو بن خمس عشرة سنة فأجازه)) رواه أبو داود في (باب متى يفرض للرجل في المقاتلة)

ورواه الترمذي في (باب ما جاء في حد بلوغ الرجل والمرأة) عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال ((عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش وأنا بن أربع عشرة فلم يقبلني فعرضت عليه من قابل في جيش وأنا بن خمس عشرة فقبلني قال نافع وحدثت بهذا الحديث عمر بن عبد العزيز فقال هذا حد ما بين الصغير والكبير ثم كتب أن يفرض لمن يبلغ الخمس عشرة حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا ولم يذكر فيه أن عمر بن عبد العزيز كتب أن هذا حد ما بين الصغير والكبير وذكر بن عيينة في حديثه قال نافع فحدثنا به عمر بن عبد العزيز فقال هذا حد ما بين الذرية والمقاتلة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق يرون أن الغلام إذا استكمل خمس عشرة سنة فحكمه حكم الرجال وإن احتلم قبل خمس عشرة سنة فحكمه حكم الرجال وقال أحمد وإسحاق البلوغ ثلاثة منازل بلوغ خمس عشرة أو الاحتلام فإن لم يعرف سنه ولا احتلامه فالإنبات يعني العانة))

وروى الترمذي في (باب ما جاء في حد بلوغ الرجل ومتى يفرض له) عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال ((عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش وأنا بن أربع عشرة فلم يقبلني ثم عرضت عليه من قابل في جيش وأنا بن خمس عشرة فقبلني قال نافع فحدثت بهذا الحديث عمر بن عبد العزيز فقال هذا حد ما بين الصغير والكبير ثم كتب أن يفرض لمن بلغ الخمسة عشرة حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله نحوه بمعناه إلا انه قال قال عمر بن عبد العزيز هذا حد ما بين الذرية والمقاتلة ولم يذكر أنه كتب أن يفرض قال أبو عيسى حديث إسحاق بن يوسف حديث حسن صحيح غريب من حديث سفيان الثوري))

وهكذا نجد أن العدد خمسة عشر قد جاء في هذه الأحاديث الشريفة محددا لسن البلوغ ضمن علامات توضح ذلك (ثلاثة منازل بلوغ خمس عشرة أو الاحتلام فإن لم يعرف سنه ولا احتلامه فالإنبات يعني العانة)
(وجاء في هذه الأحاديث العدد أربع عشر وخمس عشر )

وجاء التوجيه النبوي بصيام الأيام البيض من كل شهر صبيحة ثلاث عشر وأربع عشرة وخمس عشرة في أحاديث رواها الأئمة الكرام كما يلي :

روي النسائي :
• عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وأيام البيض صبيحة ثلاث عشر وأربع عشرة وخمس عشرة))
• عن موسى بن طلحة عن أبي ذر قال ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة))
• عن أبي ذر ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا بصيام ثلاث عشر وأربع عشرة وخمس عشرة))
• عن موسى بن طلحة عن بن الحوتكية قال قال أبي ((جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أرنب قد شواها وخبز فوضعها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إني وجدتها تدمى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه لا يضر كلوا وقال للأعرابي كل قال إني صائم قال صوم ماذا قال صوم ثلاثة أيام من الشهر قال إن كنت صائما فعليك بالغر البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة قال أبو عبد الرحمن الصواب عن أبي ذر ويشبه أن يكون وقع من الكتاب ذر فقيل أبي))
• عن موسى بن طلحة قال ((أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب قد شواها رجل فلما قدمها إليه قال يا رسول الله إني قد رأيت بها دما فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأكلها وقال لمن عنده كلوا فإني لو اشتهيتها أكلتها ورجل جالس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادن فكل مع القوم فقال يا رسول الله إني صائم قال فهلا صمت البيض قال وما هن قال ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة))
• عن موسى بن طلحة عن أبي ذر قال ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض ثلاث عشر وأربع عشرة وخمس عشرة)) رواه احمد
• عن موسى بن طلحة قال سمعت أبا ذر بالربذة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا صمت شيئا من الشهر فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة)) رواه احمد
• عن موسى بن طلحة عن بن الحوتكية عن أبي ذر ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا بصيام ثلاث عشر وأربع عشرة وخمس عشرة))
روى أبو داود ( باب في صوم الثلاث من كل شهر)
• عن أنس أخي محمد عن بن ملحان القيسي عن أبيه قال ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة قال وقال هن كهيئة الدهر)) رواه أحمد
روى الترمذي
• عن موسى بن طلحة قال سمعت أبا ذر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يا أبا ذر إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة وفي الباب عن أبي قتادة وعبد الله بن عمرو وقرة بن إياس المزني وعبد الله بن مسعود وأبي عقرب وابن عباس وعائشة وقتادة بن ملحان وعثمان بن أبي العاصي وجرير قال أبو عيسى حديث أبي ذر حديث حسن وقد روي في بعض الحديث أن من صام ثلاثة أيام من كل شهر كان كمن صام الدهر))
روى ابن ماجة (باب ما جاء في صيام ثلاثة أيام من كل شهر)
• عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن المنهال عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أنه كان أمر بصيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ويقول هو كصوم الدهر أو كهيئة صوم الدهر حدثنا إسحاق بن منصور أنبأنا حبان بن هلال ثنا همام عن أنس بن سيرين حدثني عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قال بن ماجة أخطأ شعبة وأصاب همام))
وروى أحمد عن موسى بن طلحة عن بن الحوتكية قال ((أتي عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه بطعام فدعا إليه رجلا فقال إني صائم ثم قال وأي الصيام تصوم لولا كراهية أن أزيد أو أنقص لحدثتكم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه الأعرابي بالأرنب ولكن أرسلوا إلى عمار فلما جاء عمار قال أشاهد أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جاءه الأعرابي بالأرنب قال نعم فقال إني رأيت بها دما فقال كلوها قال إني صائم قال وأي الصيام تصوم قال أول الشهر وآخره قال إن كنت صائما فصم الثلاث عشرة والأربع عشرة والخمس عشرة))
(وجاء في هذه الأحاديث العدد ثلاث عشر وأربع عشر وخمس عشر )

وروى البخاري في (باب من مات وعليه صوم) عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها قال نعم قال فدين الله أحق أن يقضى قال سليمان فقال الحكم وسلمة ونحن جميعا جلوس حين حدث مسلم بهذا الحديث قالا سمعنا مجاهدا يذكر هذا عن بن عباس ويذكر عن أبي خالد حدثنا الأعمش عن الحكم ومسلم البطين وسلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم إن أختي ماتت وقال يحيى وأبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسلم عن سعيد عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي ماتت وقال عبيد الله عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي ماتت وعليها صوم نذر وقال أبو جرير حدثنا عكرمة عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ماتت أمي وعليها صوم خمسة عشر يوما)) قال البخاري : وقال الحسن إن صام عنه ثلاثون رجلا يوما واحدا جاز
وجاء العدد خمس عشرة في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه الذي شهد المتلاعنين وهو بن خمس عشرة سنة وذلك في الحديث الذي رواه البخاري في (باب من قضى ولاعن في المسجد ولاعن عمر عند منبر النبي صلى الله عليه وسلم وقضى شريح والشعبي ويحيى بن يعمر في المسجد وقضى مروان على زيد بن ثابت باليمين عند المنبر وكان الحسن وزرارة بن أوفى يقضيان في الرحبة خارجا من المسجد) عن سهل بن سعد قال ((شهدت المتلاعنين وأنا بن خمس عشرة سنة وفرق بينهما))
وروى أبو داود عن مالك عن بن شهاب أن سهل بن سعد الساعدي أخبره ((أن عويمر بن أشقر العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي فقال له يا عاصم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل سل لي يا عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجع عاصم إلى أهله جاءه عويمر فقال له يا عاصم ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عاصم لم تأتني بخير قد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة التي سألته عنها فقال عويمر والله لا أنتهي حتى أسأله عنها فأقبل عويمر حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وسط الناس فقال يا رسول الله أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل فيك وفي صاحبتك قرآن فاذهب فأت بها قال سهل فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغا قال عويمر كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها فطلقها عويمر ثلاثا قبل أن يأمره النبي صلى الله عليه وسلم قال بن شهاب فكانت تلك سنة المتلاعنين))
كما روى أبو داود في هذا الباب الأحاديث الآتية :
• عن بن شهاب عن سهل بن سعد ((في هذا الخبر قال فطلقها ثلاث تطليقات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنفذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ما صنع عند النبي صلى الله عليه وسلم سنة قال سهل حضرت هذا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضت السنة بعد في المتلاعنين أن يفرق بينهما ثم لا يجتمعان أبدا))
• عن محمد بن إسحاق حدثني عباس بن سهل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعاصم بن عدي ((أمسك المرأة عندك حتى تلد))
• بن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي قال ((حضرت لعانهما عند النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن خمس عشرة سنة وساق الحديث قال فيه ثم خرجت حاملا فكان الولد يدعى إلى أمه))
• عن الزهري عن سهل بن سعد في خبر المتلاعنين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أبصروها فإن جاءت به أدعج العينين عظيم الإليتين فلا أراه إلا قد صدق وإن جاءت به أحيمر كأنه وخرة فلا أراه إلا كاذبا قال فجاءت به على النعت المكروه))
• عن الزهري عن سهل بن سعد الساعدي ((بهذا الخبر قال فكان يدعى يعنى الولد لأمه))
• عن الزهري عن سهل بن سعد قال مسدد قال ((شهدت المتلاعنين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بن خمس عشرة ففرق بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تلاعنا وتم حديث مسدد وقال الآخرون إنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين المتلاعنين فقال الرجل كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها لم يقل بعضهم عليها قال أبو داود لم يتابع بن عيينة أحد على أنه فرق بين المتلاعنين))

وجاء العدد خمس عشرة في الحديث الذي رواه ابن ماجة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة عام الفتح خمس عشرة ليلة يقصر الصلاة))
وقد جاء فيه المدة التي أقام فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في مكة عام الفتح وقصر فيها الصلاة .
كما جاء العدد خمس عشرة في الحديث الذي رواه أحمد عن بن عباس قال ((توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بن خمس عشرة سنة))
ويوضح أن عمر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عندما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خمس عشر عاما ، وكان عمر سهل بن سعد رضي الله عنه عندما شهد المتلاعنين خمس عشرة عاما بذلك يكون سهل بن سعد رضي الله عنه أكبر سنا من عبد الله بن عباس رضي الله عنهما .

كما جاء العدد خمس عشرة في بيان المكيال الذي يحوي طعام الستين مسكينا كفارة الرجل الذي أفطر في رمضان وذلك في الحديث الذي رواه أبو داود عن بن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أفطر في رمضان بهذا الحديث قال فأتى بعرق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعا وقال فيه كله أنت وأهل بيتك وصم يوما واستغفر الله))
وروى أبو داود في هذا الشأن أحاديث منها :
• عن سليمان بن يسار ((بهذا الخبر قال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر فأعطاه إياه وهو قريب من خمسة عشر صاعا قال تصدق بهذا قال فقال يا رسول الله على أفقر مني ومن أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كله أنت وأهلك))
• عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال ((يعني بالعرق زنبيلا يأخذ خمسة عشر صاعا))
• عن أوس أخي عبادة بن الصامت ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه خمسة عشر صاعا من شعير إطعام ستين مسكينا قال أبو داود وعطاء لم يدرك أوسا وهو من أهل بدر قديم الموت والحديث مرسل وإنما رووه عن الأوزاعي عن عطاء أن أوسا))

كما جاء العدد خمس عشرة في المدة التي أكل بعدها النبي صلى الله عليه وسلم من لحوم الأضاحي فقد روى ابن ماجة عن عائشة قالت ((لقد كنا نرفع الكراع فيأكله رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خمس عشرة من الأضاحي))
وفيه بيان ادخار لحم الأضاحي وأكلها بعدما أباح الحبيب المصطفى أكلها بعد ثلاث ليال وهو من التيسير على الأمة .
فما أحسن حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وما فيه من هدي قويم ومكارم أخلاق عالية فجزاه عنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء ورزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

الأربعاء، 22 مايو 2013

الأعداد في أحاديث خير العباد 14

الأعداد
في أحاديث خير العباد
صلى الله عليه وسلم
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
(العدد أربعة عشر)
***
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول أن العدد (أربع عشر) قد جاء في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم منها ما رواه البخاري في هذا الحديث الذي رواه عن أنس قال ((قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فنزل أعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف فأقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى بني النجار فجاءوا متقلدي السيوف كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم وأنه أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملأ من بني النجار فقال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا قالوا لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله فقال أنس فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين وفيه خرب وفيه نخل فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت ثم بالخرب فسويت وبالنخل فقطع فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه الحجارة وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول))
((اللهم لا خير إلا خير الآخرة)) ((فاغفر للأنصار والمهاجرة))
رواه مسلم في (باب ابتناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم) ورواه النسائي في (باب نبش القبور واتخاذ أرضها مسجدا) ورواه أبو داود

وفي هذا الحديث الشريف تبيان الفترة التي قضاها الحبيب صلى الله عليه وسلم في حي بني عمرو بن عوف (أربع عشرة) ليلة وكان ترتيب ما حدث منذ قدومه للمدينة المنورة مهاجرا حتى بناء المسجد النبوي الشريف ما يلي :
• قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة .
• نزل أعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف .
• أقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة .
• أرسل إلى بني النجار فجاءوا متقلدي السيوف .
• النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله .
• ألقى بفناء أبي أيوب وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم .
• أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملأ من بني النجار .
• قال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا .
• قالوا لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله .
• قال أنس فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين وفيه خرب وفيه نخل .
• أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت ثم بالخرب فسويت وبالنخل فقطع .
• صفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه الحجارة .
• جعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون .
• النبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول :
((اللهم لا خير إلا خير الآخرة)) ((فاغفر للأنصار والمهاجرة)) .
فلنتأمل هديه الشريف حيث طلب شراء بستان بني النجار ولم يبدأ بناء المسجد فيه إلا بعدما تنازل بنو النجار عنه بطيب خاطر في سبيل الله عز وجل جزاهم الله خيرا ونالوا بذلك فخرا وعزا وسؤددا كما شارك صلى الله عليه وسلم في البناء بنفسه وحمل معهم الصخر وهو يقول : ((اللهم لا خير إلا خير الآخرة)) ((فاغفر للأنصار والمهاجرة))
فنعم القائد والإمام والأسوة والقدوة هو صلى الله عليه وسلم .
كما جاء العدد (أربعة عشر) في الحديث الذي رواه البخاري في باب (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) عن جرير بن عبد الله قال ((كنا جلوسا ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته فإن اسطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) )) رواه أبو داود في (باب في الرؤية)
وفي هذا الحديث بشرى للمسلمين المتقين المصلين المستمسكين بحبل الله المتين وهي رؤيتهم لله عز وجل وهي نعمة عظيمة من مزيد فضل الله على عباده المؤمنين وبيَّن الحبيب المصطفى أن الإستمساك بصلاة الفجر وصلاة العصر هي وسيلة من وسائل مجاهدة النفس وقهرها لخصمها اللعين إبليس بأن تغلبه وتقهره بالحفاظ على الصلوات كلها وخاصة صلاة الفجر وصلاة العصر ففيهما الخير الكثير ورضا الله عز وجل .
كما جاء العدد أربعة عشر في الحديث الذي رواه أحمد عن أنس قال ((ما عددت في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته إلا أربع عشرة شعرة بيضاء))
وفي هذا الحديث بيان عدد الشعر الأبيض الذي عده أنس رضي الله عنه في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي لحيته الشريفة .
فما أحسن حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وما فيه من هدي قويم ومكارم أخلاق عالية فجزاه عنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء ورزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

السبت، 18 مايو 2013

أخشى عليها


أخشى عليها
***
شعر
صبري الصبري
***




 

إن الــــقــــنــــاة بـــطـــولـــهــــا وبـــعـــرضـــهــــا
قـــلـــبــــي عــلــيـــهـــا دائـــــمــــــا مـــشــــغــــولُ
فـــهـــي الـــتـــي لاقــــــت بــصــبـــر فـــؤادهــــا
أعـــــداءنــــــا مـــنــــهــــم لـــــنــــــا الــتــقــتــيـــلُ
عـــبـــر الـــزمـــان تـتـابــعــوا فــــــي بـغــيــهــم
جـــــــــوا وجــــــــــاء بــبــحـــرنـــا الأســـــطـــــولُ
والــــبــــر يــشـــهـــد مــخـــجـــلات قــدومـــهـــم
دقـــــــــت بــــخـــــزي الــمــنـــكـــرات طـــــبـــــولُ
ظـــلـــمــــا وبـــغـــيــــا لا تـــــــــــزال قــلـــوبـــهـــم
تـــمـــضـــي إلـــيـــنـــا بـــالـــهـــوى وعــــقـــــولُ
بــقــنــاتـــنـــا راقــــــــــــت لــــــهــــــم آلاؤهـــــــــــــا
والــــــــــــروض راق بـــحـــســـنـــه والــــنــــيــــلُ
هـــاجــــوا ومـــاجــــوا بـاســتــبــاق مــســـارنـــا
عــــنــــا لــديـــهـــم قــــــــد ثــــــــوى الـتـحــلــيــلُ
لـــدقـــائـــق الأرض الـجــمــيــلــة مـــصـــرنــــا
عــنـــهـــا تــــوالــــى الــــشــــرح والـتــفــصــيــلُ
أعــــداؤنـــــا شـــــنـــــوا عــلــيـــنـــا حـــربـــهــــم
فــيـــهـــا الـــلـــظـــى والـــفـــتـــك والـتــضــلــيــلُ
وســـــل الــقــنــاة عــــــن الــتــواريــخ الـــتـــي
يـــنـــســــاب مـــنـــهــــا لـــــلأنــــــام عـــــويــــــلُ
بـــســـجـــل خـــزيـــهـــم الألــــيـــــم تـــوثـــقــــت
أعـــتــــى الـمــصــائــب خــطــهـــا الأزمـــيــــلِ
بـالــصــخــر يـــــــروي مــخــزيـــات فـعــالــهــم
فــــــــــي طـــيـــهــــا الأهــــــــــوالُ والــتــعــطــيــلُ
لـــمـــســــار خـــــيــــــر بــالـــقـــنـــاة بــغـــلـــهـــم
جـــــــاءوا وقـــــــام عـــلــــى الــبــغـــاة دلــــيــــلُ
تـأمــيــمــهــا كــــــــــان انــــــــــدلاع حـــــرائـــــق
شــــبـــــت وشـــــــــب بــزحــفـــهـــم تـــهـــويــــلُ
وتــحــالــفـــوا حـــلـــفـــا بــغــيـــضـــا ســـــافـــــرا
بــــركــــابــــه حــــــقــــــد جــــــثــــــا وغــــــلـــــــولُ
وتـــجـــبّــــرٌ مــــــــــن أدعـــــيـــــاء حـــــضـــــارة
وتــــلــــصـــــصٌ وتــــجــــســـــس وحـــــــلـــــــولُ
ونـــســـوا جـمــيــعــا أنـــهــــا فـــــــي أرضـــنــــا
عـــــــــرسٌ بــــديـــــع بــالــصـــفـــاء جـــمـــيــــلُ
فــــــخــــــم بــــهــــيــــج نــــــاضــــــر مــــتــــألــــق
صــــحـــــو صـــبـــيـــح بـــالـــنـــدى مـــبـــلـــولُ
بــمـــدائـــن الــحـــســـن الــفـــريـــد بـمـتــنــهــا
طــــــهــــــرٌ مــــــديــــــدٌ بــــــالإبــــــاء جــــلــــيــــلُ
تــــزهــــو بــــهــــا الآلاء يــــشــــرق جــــهــــرة
عــــشـــــق بـــــهـــــا بــالــخــافــقــات ظـــلـــيــــلُ
ولــــهـــــا الــمــحــبـــون الــــكـــــرام تـــــوافـــــدوا
بــالــضــفــتــيـــن لأرضــــــهـــــــا الــتـــقـــبـــيـــلُ
بــالــشـــرق ســيــنـــاء الـحـبــيــبــة نــحـــوهـــا
تـــــعـــــدو إلـــيـــهــــا بــالــشـــمـــوخ خـــــيـــــولُ
فـرســانــنــا الأبـــطــــال يــحــمـــون الــــثــــرى
ولــــهــــم بــظـــهـــر الــصــافــنــات صــهـــيـــلُ
يـــعـــلــــو عـــــلـــــوا بــالـــقـــنـــاة وشـــرقــــهــــا
ســـيـــنــــاء جــــــــــاء بـــذكـــرهــــا الــتــنـــزيـــلُ
زيــتــونــهــا الــمـــرغـــوب يــنـــبـــت دهــــنــــه
فـــــيـــــه اصـــطـــبــــاغ مـــتـــقــــن مـــــأمـــــولُ
خــيــراتــهــا طــــابـــــت وطـــــــــاب رحـــابـــهـــا
فـــيــــهــــا الــكـــلـــيـــم يـــحــــفــــه الــتــظــلــيـــلُ
وبــــهــــا الــــكــــرام الــمــرســلــون تـــقـــدمـــوا
(موسى .. وعيسى .. أحمدٌ ... وخليلُ)
تـــــاريـــــخ أمـــــجــــــاد يـــــزيّــــــن جـــيــــدهــــا
در نــــفـــــيـــــس بـــالـــســــنــــا مــــصـــــقـــــولُ
والـــضـــفـــة الأخـــــــــرى تـــــــــلألأ نـــــورهـــــا
ورحــابـــهـــا طـــــــــول الــــمـــــدى مــــأهـــــولُ
هــــــيــــــا نــــعــــمــــر شــــرقــــهــــا بــــتــــدفــــق
بـالـشـعــب يــــــا أهــــــل الــمــآثــر قـــولـــوا :
هـــــل نــتـــرك الــشـــرق الـجـمــيــل بــعــزلــة
يــنــســـاب فــــيــــه الــــعــــوز والــتـــأويـــلُ ؟!
بــهــواجـــس الأفـــكــــار يــهـــجـــم بــالـــنـــوى
فـــيـــهــــا عــلـــيـــنـــا بـــالــــســــراب نـــــزيــــــلُ
فــــــــــــظ غــــــريــــــب مــــــجــــــرم مـــتـــكـــبــــر
مـــســـتـــثـــمـــر بــالــبــنـــكـــنـــوت يـــــمـــــيـــــلُ
نــــــــال امـــتـــلاكـــا بــالــصــكـــوك مـــيـــســـرا
يـــأتـــيــــه بـــــســــــطٌ بــالـــعـــطـــاء جـــــزيــــــلُ
والــشــعـــب يــنــظـــر مــعــضـــلات حــيـــاتـــه
ولــــــــــه بـــعـــيــــش الــمــهــلــكــات مـــقـــيــــلُ
بـــاســــم الــتــجـــارة والـصــنــاعــة يــعـــتـــري
خـــــــط الــقـــنـــاة مــــــــن الــعـــنـــا تــحــمــيــلُ
بــالــريــب نـــرنـــو مــــــا يــــــدور بــأرضــهــا
وبـــــنـــــا بـــــحـــــزن تــســتــغــيــث طـــــلـــــولُ
ســــتـــــؤول لــلــخــصـــم الــــثـــــري بـــمـــالـــه
حـــــمـــــلٌ لـــديـــنــــا بــالـــخـــطـــوب ثـــقــــيــــلُ
أخـشــى عـلــى أرض الـقـنــاة مــــن الــعــدا
فـــيـــهـــم ألاعـــــيـــــب خـــــفـــــت وذهــــــــــولُ
ولـــهــــم بــخــبـــث الـمــفــزعــات ولــوجـــهـــم
ولــــــهــــــم كــــــــــــلامٌ لــــــيـــــــنٌ مــــعــــســـــولُ
وبـــــهـــــم حـــنــــيــــنٌ لــلـــقـــنـــاة ومـــائــــهــــا
شـــــــــوق لـــديـــهـــم بــالــحــشـــا مــــجـــــدولُ
مــــنـــــذ انــــدحـــــار الـظــالــمــيــن تــطــلــعـــوا
لــقـــدومـــهـــم فـــيــــنــــا لــــــهــــــم تـــطـــبـــيـــلُ
وتــــخــــيــــل لــــلــــعـــــود يــــــومـــــــا آتــــــيـــــــا
بـــئـــس الــلــئـــام ســـــــرى بـــهــــم تـخــيــيــلُ
فــمـــواجـــع الــتــأمــيــم تــنـــحـــر عــيــشــهـــم
نــــــحــــــرا بــــــــــــه يـــتـــتـــابــــع الـــتـــرحـــيــــلُ
حـــــقـــــد دفـــــيــــــن بــالـــقـــلـــوب لأجـــلــــنــــا
غــــــــــل شـــــديـــــد بـــالـــصــــدور مـــهــــيــــلُ
مـــــــــازال فـــيـــهــــم بــالــمـــســـاوئ دافـــــقـــــا
يـنــســاب مــنـــه مــــــع الـــضـــلال مــســيــلُ
أيـــعــــود مـــــــن طُـــــــردوا بــــخــــزي آنــــفــــا
جــــهـــــرا إلـــيـــهــــا حـــفـــهــــم تــهــلـــيـــلُ ؟!
إنـــــــــي لأرجــــــــــو أن تـــــكـــــون قــنــاتـــنـــا
فـــيـــنــــا نـــــطـــــارد بـــالــــســــلاح دخـــــيــــــلُ
هــي مـلـك مـصـر وشعبـهـا طــول الـمــدى
فـــيـــهــــا أضــــــــــاء بــخــيـــرهـــا الــقــنـــديـــلُ
ويــــمـــــر فـــيـــهـــا الــعــالـــمـــون بــأمــنـــهـــا
ولــــهـــــم مـــــســـــار بــالــبـــحـــور طـــــويـــــلُ
حـــتــــى إذا وصــــلــــوا الــقـــنـــاة تــبــســمــوا
فــبــهــا يــطــيــب مــــــع الــهــنــاء وصـــــــولُ
فـقــنــاتــنــا الــفــيــحـــاء تـــحـــمـــل ركـــبـــهـــم
وبــــهــــا انـــبـــســـاط بــالــســخـــاء حـــفـــيـــلُ
وبـــــهــــــا لـــــكــــــل الــقـــادمـــيـــن حـــــفــــــاوة
وبـــــشـــــاشـــــة وســـــــلامــــــــة وقــــــــبــــــــولٌ
وبـــــهـــــا بـــــــــــإذن الله جـــــــــــل جـــــلالــــــه
مــــــن فـــضـــل ربــــــي بــالــرخـــاء ســـيــــولُ
تـــحـــتـــاج نـــــســـــرا نـــابـــهــــا ذا حـــكـــمــــة
يــحــمـــي حــمــاهـــا (والـــرجــــال قــلـــيـــلُ) !
إنــــــــي لآمــــــــل أن يــــصــــون ربـــوعـــهـــا
حـــــــــــــرٌ زعــــــيـــــــمٌ بــــــالـــــــولاء نــــبـــــيـــــلٌ
يـــعـــطـــي الـحــبــيــبــة حـــقـــهـــا بــحــمــايـــة
فـــيـــهـــا لــــكـــــل الــمــرتـــجـــى الــتــأصـــيـــلُ
لا يــــتــــرك الأشــــيـــــاء حــــبـــــلا غــــاربـــــا
وحـــــدودنـــــا قــــــــــد شـــابـــهــــا الــتــخــلــيــلُ
يـــــا مـــصـــر هـــبـــي لـلـنــهــوض حـقـيــقــة
إن الــــحـــــيـــــاة جـــــــســــــــارة وهـــــــطــــــــولُ
لـلـمــنــجــزات بـغــيــثــهــا تـــنـــمـــو الــــربـــــى
تـــخـــضـــر مـــنـــهـــا بــالــثــمـــار ســـــهـــــولُ
وتــــطــــل بــالـــغـــرس الـــوفـــيـــر بــخــيــرهـــا
ونــــضــــارهـــــا بــالــمــعــطــيـــات حــــــقـــــــولُ
ســنـــظـــل نــحـــمـــي لــلــقــنـــاة حــيــاضــهـــا
ويـــــكـــــون فـــيـــهــــا لــلـــجـــنـــود نـــــــــــزولُ
صـــلــــى الإلـــــــه عـــلــــى الــنـــبـــي وآلــــــــه
مــــا انــســاب فـيــنــا بـالــهــدى الـتـرتـيــلُ !